مسرحية إسرائيلية.. الصهيونية انتشرت بـ 5 آلاف بائعة هوى يهودية

الثلاثاء 8 يناير 2019 01:01 ص

كشفت مسرحية "في تلك الليلة" الإسرائيلية التي جرى عرضها، الإثنين، في القدس المحتلة، أن آلاف النساء اليهوديات قدمن أنفسهن لجنود الانتداب البريطاني في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي بتوجيه من قيادة الصهيونية من أجل تحقيق أهداف دولتهم المزعومة.

وتتحدث المسرحية، التي عرضت للمرة الأولى وهي من إخراج وتمثيل الفنانة الإسرائيلية "مايا باونوس"، عن نحو 5000 فتاة يهودية تتراوح أعمارهن بين 18 و 25 قُمن بالتقرب من الجنود البريطانيين بالإضافة إلى ألف فتاة أخرى عملن كـ"بائعات هوى" وكل ذلك برضا وتوجيه من قادة الحركة الصهيونية.

وفي تلك الفترة كانت تل أبيب المدينة التي بنيت بجانب يافا عام 1908 تمتاز بفعاليات الترفيه والسهر والحفلات في منتديات ليلية ومقاه بلغ عددها نحو 400  وفي مرحلة الحرب العالمية الثانية بلغ عدد الجنود البريطانيين والأستراليين ممن زاروا المدينة حوالي 100 ألف.

لكن ظاهرة زواج المئات منهن مع جنود أجانب أثارت غضب الشارع اليهودي في فلسطين وقتها وزاد الغضب حينما تبين أن "الزانيات اليهوديات" تسببن بانتشار أمراض جلدية أثارت قلقا واسعا.

وتستند المسرحية "في تلك الليلة" على دراسة تاريخية أعدتها "دانييلا رايخ" من جامعة حيفا عن الظاهرة في الفترة 1940- 1948 التي تقول إن قصص النساء اليهوديات تم طمسها وإقصاؤها من الرواية التاريخية الصهيونية في فترة الاستعمار البريطاني.

والمسرحية تعكس وقائع الدراسة التاريخية وتتناول حياة 100 ألف جندي أجنبي معظمهم بريطانيون أقاموا بالأساس في تل أبيب التي بلغ تعدادها نحو 200 ألف نسمة.

وتقول إن أعدادا كبيرة من الجنود الأجانب اعتادوا على التجوال في شوارع تل أبيب مما أتاح لهم اللقاء والاحتكاك بسكانها، منوهة إلى أن تقرب النساء اليهوديات لهم جاء بتوجيهات متكررة من الوكالة اليهودية.

وتقول الدراسة والمسرحية إن القيادة الصهيونية رغبت بتكريم الجنود الأجانب الذين قاتلوا ضد النازية، ولتوفير رد على الضيافة الفلسطينية الكريمة لهؤلاء الأجانب، لكن الأهم تم التعامل مع النساء اليهوديات كسفيرات ومروجات للمشروع الصهيوني لدى الجنود الأجانب.

ولم تقتصر الظاهرة على تل أبيب فقد تم تأسيس “بيوت ضيافة” في المستوطنات اليهودية بتمويل مؤسسات صهيونية وبلدية، قدمت خدمات لعشرات آلاف الجنود الأجانب علاوة على نوادي تل أبيب الليلية التي بلغ عدد روادها 20 ألف جندي كل شهر.

وداخل “بيوت الضيافة” هذه وجد الجندي الأجنبي وجبات شهية بأسعار مخففة، ومكتبة ودورات لتعليم العبرية، ومحاضرات وحفلات ورحلات وخدمات أخرى لرفاهية الزائرين، وكذلك بادرت المضيفات لدعوتهم لزيارتهن في بيوتهن.

وحسب الدراسة والمسرحية فإن القسم الدبلوماسي في الوكالة اليهودية كان الجهة الموجهة المنفذة لبيوت الضيافة اليهودية هذه.

وبعد صدور الكتاب الأبيض عام 1939 والذي اعتبرته الصهيونية انحيازا للفلسطينيين اعتقدت الوكالة اليهودية بضرورة زيادة خدمات "بيوت الضيافة" بعكس جهات يهودية طالبت بوقفها.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

بيوت ضيافة الحركة الصهيونية الانتداب البريطاني بائعة هوى نوادي ليلية