استقالة زيني.. الأزمة الخليجية والناتو العربي أمام مصير مجهول

الثلاثاء 8 يناير 2019 09:01 ص

مصير مجهول.. فرضته الاستقالة المفاجئة لمبعوث الولايات المتحدة لحل الأزمة الخليجية "أنطوني زيني"، التي أعلنها الثلاثاء، واضعا ملف الأزمة والقمة المرتقبة لتشكيل الناتو العربي، في مهب الريح.

وقال "زيني"، في تصريحات لقناة "سي بي إس" الأمريكية، إنه لن يستطيع المساعدة في حلّ الأزمة الخليجية "بسبب عدم وجود رغبة لدى قادة المنطقة للموافقة على جهود الوساطة الحيوية" التي عرضتها الولايات المتّحدة.

وحسب مراقبين، فإن الأزمة الخليجية التي مر عليها أكثر من عام ونصف، لن تشهد انفراجة في الأجل القريب، رغم بدء وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" جولة بالمنطقة تتضمن جهودا لحل الأزمة.

وتتجلى المفارقة الأخرى، في أن مساع واشنطن لعقد قمة أمريكية خليجية في الربع الأول من العام الجاري، بعد أن تأجلت أكثر من مرة بسبب الأزمة، وتستهدف إنشاء "ناتو عربي"، في مواجهة إيران، هو ذاته الملف الذي كان يحمله "زيني" كمفتاح لحل الأزمة، باتت تواجه مصيرا مجهولا.

وكلف وزير الخارجية الأمريكي السابق "ريكس تيلرسون"، في أغسطس/آب الماضي، كلاً من "زيني"، ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون دول الخليج العربي ــ مكتب شؤون الشرق الأدنى، "تيموثي ليندركينغ"، بالتوجّه إلى منطقة الخليج، للمساهمة في حلّ الأزمة.

وقام المبعوثان في سبتمبر/أيلول الماضي، بجولة واحدة لم يكرراها، شملت كلاً من الكويت، والسعودية، والإمارات، ثم البحرين، ومصر، وسلطنة عمان، ثم قطر، طارحين "بحث مبادرة التحالف الأمني في الشرق الأوسط"، المعروفة بالناتو العربي والمقترحة من قبل إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" كمدخل لحل الأزمة، وهو ما لم يحدث بالطبع، وأعلن "زيني" عجزه عن تحقيقه.

 وكان من المفترض أن يتم مناقشة ملف الناتو العربي خلال القمة الخليجية الأمريكية التي تقرر أولاً عقدها في أكتوبر/ تشرين أول الماضي، قبل الإعلان عن تأجيلها إلى يناير/ كانون الثاني الجاري، ومن ثم تأجيلها مرة أخرى إلى الربع الأول من العام الجاري.

حيث ربطتها واشنطن بتحقيق تقدم إيجابي في حل الأزمة الخليجية، ومع عدم حدوث ذلك التقدم تم تأجيلها.

الغريب أن استقالة "زيني"، جاءت بعد يوم واحد من إعلان "بومبيو"، قبيل مغادرته للشرق الأوسط، إن جولته تستهدف تفعيل مبادرة تشكيل "الناتو العربي".

وتطرح استقالة المبعوث الأمريكي، أسئلة عن مصير هذه المبادرة، وفيما إذا كانت لا تزال قائمة بالفعل، في وقت تستحكم فيه الخلافات بين الدول الخليجية، وتفشل الجهود الأمريكية في إيجاد حل للأزمة الخليجية، التي بدأت بإعلان كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في 5 يونيو/حزيران 2017 قطع علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصارا اقتصاديا ودبلوماسيا، بدعوى "دعمها للإرهاب"، وهو ما نفته الدوحة.

وحسب بيان للخارجية الأمريكية، تتضمن جولة "بومبيو"، التي بدأت اليوم، مناقشات معمقة مع مسؤولين خليجيين حول تطورات الأزمة في محاولة لحلها، الأمر الذي لا يرجح أن يشهد أي تقدما، في ظل ما تحمله استقالة "زيني" اليوم من دلالات على حالة الأزمة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

أمريكا الخليج زيني الناتو العربي مصير مجهول