ن.تايمز: من حق ترامب البحث عن نهاية لحروب أمريكا

الأربعاء 9 يناير 2019 05:01 ص

رغم عدم إخفائهما الاعتراض على العديد من سياسات الرئيس "دونالد ترامب"، إلا أن الأمريكيين "روبرت مالي" مدير مجموعة الأزمات الدولية، و"جون فينر" الزميل في مجلس الشؤون الخارجية، دافعا عما اعتبراه حق "ترامب" في البحث عن نهاية لحروب الولايات المتحدة الخارجية.

وفي مقالهما بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الثلاثاء، قالا إن "ترامب" تمسك ومنذ بداية حملته الانتخابية للرئاسة بشيء واحد يستحق التشجيع لا التشويه؛ وهو الرغبة بتفكيك علاقة الولايات المتحدة المكلفة بحروب الخارج، إلا أن هذا لم يتوافق مع فريقه المعني بالسياسات الخارجية مؤخرا.

واعتبر الكاتبان أن قرار الانسحاب من سوريا وأفغانستان صحيحا، إلا أن الخطأ والضرر يكمن في توقيت قرارات "ترامب" وعدم قدرته على استخدامها بأحسن الطرق.

وأضافا أن الخطأ القاتل لـ"ترامب" يتمثل دائما في التنفيذ، خاصة ما وصفاه بقراره السريع الذي اتخذه في مكالمته مع الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" وكان بمثابة خيانة للمقاتلين الأكراد الذين قادوا الحملة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، على حد قولهما.

وتابعا أنه كان من الأفضل لو انتهجت الإدارة الأمريكية الانسحاب التدريجي لمنع حرب بين الأكراد وأعدائهم، مؤكدين أنه الفرصة لا تزال قائمة، ولكن على الرئيس التخلي عن الفكرة الخطيرة التي تقوم على تسلم القوات التركية مناطق الأكراد والسماح لهم في غياب الوجود الأمريكي التفاوض على حل مع النظام الحاكم في دمشق.

وطرح الكاتبان رؤيتهما للوضع الأمثل والمتلخص في الإبقاء على قوات أمريكية قليلة في سوريا، بقولهما: الولايات المتحدة تملك عددا قليلا من المصالح التي يمكن تحقيقها في سوريا، مثل منع ظهور تنظيم "الدولة الإسلامية" مجددا في المناطق التي خسرها، وحماية حلفائها من المقاتلين الأكراد.

واستطردا مؤكدين أن هذه الأهداف لا تتحقق إلا بوجود عسكري صغير ولمدة طويلة. فقد أخطأ "ترامب" عندما قال إن تنظيم "الدولة الإسلامية" قد هزم، فالتهديد الإرهابي هو تهديد جيلي تتم مواجهته واحتواؤه ولكن لا يمكن محوه.

ويعتقد الكاتبان أن معارضة الكثيرين لقرار الانسحاب من سوريا نابع من نظرتهم لها كساحة مواجهة مع إيران، ولكن هذا مثل من يلاحق هدفا وهميا وخطيرا -على حد تعبيرهما- فمن الصعوبة بمكان مواجهة عدد قليل من القوات الأمريكيين عشرات الآلاف من المقاتلين الذين تدعمهم إيران المتحالفة مع روسيا التي دعمت بقاء نظام "بشار الأسد".

تنظيف الفوضى

وفي ذات السياق، اعتبر الكاتبان أنه فيما يتعلق بأفغانستان فتفكير "ترامب" صحيح أيضا، قائلين: "من العبث الاستمرار في ضخ  المال والدم الأمريكي في حرب استمرت 17 عاما ولم تؤد إلا إلى حالة انسداد أفق. ويجب على صانع الصفقات استخدام أوراقه بطريقة جيدة، وإجبار طالبان التي تخوض مفاوضات مع دبلوماسية على صناعة السلام".

واختتما بالقول إن أي طريق ستسلكه الإدارة الأمريكية الحالية سيترك وراءها سلسلة من الفوضى الواجب تنظيفها. وفي النهاية ستجبر أمريكا على استخدام القوة ضد التهديدات المستمرة، ولكن ليس بطريقة تجعلها متورطة في حرب أبدية مكلفة على الولايات المتحدة والسكان المحليين مثل أفغانستان والعراق، وتجعلها متواطئة في انتهاكات الحرب كما في اليمن، أو تتعاون مع أصدقاء غير مرغوبين مثل عناصر في المعارضة السورية، وتفاقم بالضرورة المشاعر المعادية لأمريكا والتي تؤثر على حملة مكافحة الإرهاب.

وتوقعا أنه يمكن أن يؤدي قرارا "ترامب" بشأن سوريا وأفغانستان لآثار كارثية بسبب الطريقة التي سينفذان بها والتوقيت وغياب المشاورة مع الحلفاء وفشله في استخدام أوراق نفوذه، وسيكون الخروج فوضويا، مستدركين "ولكن هذا ليس عذرا للاستمرار في حرب طويلة بحثا عن خروج محكم".

وفي 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، أعلن "ترامب" أنه قرر سحب قوات بلاده من سوريا، دون أن يذكر موعدا لذلك، إلا أن متحدث الرئاسة التركية "إبراهيم قالن" قال، الثلاثاء، إنهم ناقشوا مع الوفد الذي يزور أنقرة برئاسة مستشار الأمن القومي الأمريكي "جون بولتون" تفاصيل الانسحاب الأمريكي من سوريا في غضون 120 يوما.

  كلمات مفتاحية

سوريا أفغانستان أمريكا انسحاب نيويورك تايمز ترامب