ن.تايمز: البنتاغون حذر ترامب من صدام تركي كردي بسوريا

الأربعاء 9 يناير 2019 05:01 ص

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) حذرت الرئيس "دونالد ترامب" من مخاطر التوغل العسكري التركي شمالي سوريا، مشيرة إلى أن ذلك يعني صداما مع المسلحين الأكراد، ضمن تحالف "قوات سوريا الديمقراطية"، هناك.

وعبر مسؤولو الوزارة عن شكوك عميقة بشأن (قدرة أو إرادة) القوات التركية لتنفيذ عمليات شاملة لمكافحة الإرهاب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" بسوريا، باعتبار أن خطر المسلحين الأكراد هو الأولوية التي تمثل تهديدا حقيقيا لسلامة الأراضي التركية، بحسب الصحيفة الأمريكية.

وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة الأمريكية، الثلاثاء، عن آخر سفراء الولايات المتحدة في سوريا "روبرت ستيفن فورد" قوله إن أنقرة ترى في أي منطقة كردية مستقلة شمالي سوريا تهديدا لأمنها القومي، ما يعني أن انسحاب القوات الأمريكية سريعا من هناك سيعقبه عملية عسكرية تركية ضد المسلحين الأكراد الذين تعتبرهم واشنطن أهم حلفائها المحليين في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".

لا يعرف "فورد" كيف يمكن حل تلك الإشكالية، بحسب الصحيفة، وهو ما بدا أن مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي "جون بولتون" حاول تقديم مقاربة له، الأحد، عندما تعهد من القدس المحتلة (وقبل ساعات من زيارة تركيا) بأن القوات الأمريكية ستبقى في سوريا حتى تتم هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" بشكل كامل، ما يمهد الطريق لانسحاب تدريجي بوتيرة أبطأ من تلك التي أعلنها "ترامب"، كما طالب بضمان أن تركيا لن تهاجم القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة.

وفي هذا الإطار، قال بولتون للصحفيين: "لا نعتقد أن الأتراك عليهم القيام بعمل عسكري غير منسق بالكامل مع الولايات المتحدة، حتى لا يعرضوا جنودنا للخطر على أقل تقدير".

ولما كان رد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" قاطعا في رفض تلك التصريحات، إلى حد رفضه مقابلة مستشار "ترامب"، اعتبر تقرير "نيويورك تايمز" أن مهمة  "بولتون" في أنقرة فشلت في هدفها المتمثل في طمأنة الحلفاء إلى أن الانسحاب من سوريا سيتم بطريقة منظمة، الأمر الذي "يثير التساؤلات مجددا حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستكون قادرة على التفاهم مع تركيا حول سحب نحو ألفي جندي أمريكي قاتلوا إلى جانب الأكراد ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، بحسب الصحيفة.

انقلاب ناعم

وأشار التقرير إلى أن صحيفة "ديلي صباح"، القريبة من الحكومة التركية، اتهمت "بولتون" بأنه جزء من "انقلاب ناعم ضد ترامب" في واشنطن، باعتبار أن تصريحاته الأخيرة مخالفة ما اتفق عليه الرئيس الأمريكي مع نظيره التركي في مكالمة هاتفية بينهما في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن فشل مهمة مستشار الأمن القومي يمثل أحدث مثال لما بات فكرة أساسية بسياسة "ترامب" الخارجية، التي تعتمد على أساس "اتفاق الزعيمين" بالدرجة الأولى.

وعلى هذا الأساس، أشاد الرئيس التركي بـ "ترامب"، في مقال نشره ب"نيويورك تايمز"، الإثنين، بعد إعلان الأخير سحب قواته من سوريا تاركا مهمة التعامل مع تنظيم "الدولة الإسلامية" لتركيا، بحسب تعهد قدمه "أردوغان" بالاتصال الهاتفي بينهما.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن هكذا نموذج دفع زعيم كوريا الشمالية "كيم جونغ أون" سابقا للامتناع عن التفاوض بشأن مستقبل ترسانته النووية مع وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" بدلا من "ترامب" نفسه.

ولذا اعتبر "أردوغان"، في خطاب ألقاه أمام أعضاء حزبه (العدالة والتنمية) في البرلمان التركي، الثلاثاء، أن "تصريحات (بولتون) (بشأن شرط الانسحاب الأمريكي من سوريا) خطأ جسيم ولا يمكن أن تقبل بها تركيا".

وانتقد الرئيس التركي تعدد الأصوات في الإدارة الأمريكية، موضحا: "رغم توصلنا إلى اتفاق واضح مع الرئيس الأمريكي (بشأن شرق الفرات)، إلا أن هناك أصواتا مختلفة بدأت تصدر عن إدارته"

وأضاف: "قتال وحدات حماية الشعب الكردية لتنظيم الدولة الإسلامية"ليس سوى كذبة كبيرة"، معتبرا أن "ادعاءات استهداف الأكراد (من قبل تركيا) هو افتراء دنيء"

وشدد "أردوغان" على أن "وحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني وجهان لعملة واحدة"، مشيرا إلى أن "متمردي حزب العمال لا يمكن أن يكونوا ممثلين للأكراد".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

البنتاغون دونالد ترامب أمريكا تركيا جون بولتون تنظيم الدولة الأكراد قوات سوريا الديمقراطية وحدات حماية الشعب منبج