قال وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو"، إن الولايات المتحدة تواجه صعوبات في الانسحاب من سوريا، مؤكدا أن تركيا تدعم وحدة الأراضي السورية ولن تتردد في اتخاذ الخطوات اللازمة شرق نهر الفرات.
وخلال كلمته في البرلمان التركي، الأربعاء، أوضح أن بلاده تبحث في الوقت الراهن كيفية تنسيق عملية انسحاب الولايات المتحدة من سوريا.
وأضاف أن التنسيق جرى تناوله خلال زيارة مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي "جون بولتون"، ورئيس الأركان "جوزيف دانفورد"، والمبعوث الخاص إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" "جيمس جيفري"، إلى العاصمة التركية أنقرة، الثلاثاء.
ولفت "جاويش أوغلو" إلى أن هناك مساعي من قبل بعض الدول لجعل الولايات المتحدة تتراجع عن قرار الإنسحاب، مضيفا "نقيم هذه القضايا بشكل مفصل مع نظرائنا".
وجدد وزير الخارجية التركي رفض بلاده للخطاب الأمريكي المتخوف من مصير الأكراد بعد الانسحاب، قائلا: "نرى هنا أن الولايات المتحدة تواجه صعوبات في الانسحاب من سوريا.. الخروج يكون صعبا بعد كل هذا التقارب مع منظمة إرهابية (ي ب ك/بي كا كا)".
وفيما تدعمها الولايات المتحدة وتعتبرها حليفا في مقاتلة تنظيم "الدولة الإسلامية"، تصنف أنقرة حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي في سوريا (ب ي د)، وجناحه المسلح "ي ب ك"، امتدادا لـ"بي كا كا"، الذي يخوض، منذ عقود، تمردا في تركيا، مصحوبا بهجمات مسلحة، كـ"منظمة إرهابية".
وأكد "جاويش أوغلو" أن بلاده تتخذ التدابير اللازمة حتى لا تزداد قوة "ي ب ك/ بي كا كا" في سوريا ويشكل خطرا على تركيا، قائلا: "لن نتردد أبدا في اتخاذ الخطوات اللازمة شرق نهر الفرات، مثلما اتخذناها في عفرين (بعملية غصن الزيتون) وجرابلس والباب غرب الفرات عبر عملية درع الفرات".
روسيا وإيران
وعلى صعيد متصل، شدد "جاويش أوغلو" على ضرورة تنسيق الانسحاب الأمريكي مع باقي الأطراف المؤثرة في المشهد السوري وعلى رأسها روسيا وإيران، بما لا يسمح للتنظيمات الإرهابية بالاستفادة من الفراغ الذي سينتج عن الانسحاب الأمريكي.
وأردف: "أقول للولايات المتحدة وبقية الدول، إن إيران أيضا لاعب في سوريا، سواء أعجبتكم أم لا.. وبالتالي علينا أن نواصل العمل بشكل بنّاء مع اللاعبين الموجودين هنا".
وأكّد أن التحضيرات متواصلة من أجل عقد القمة الثلاثية لرؤساء تركيا "رجب طيب أردوغان"، وروسيا "فلاديمير بوتين"، وإيران "حسن روحاني"، المقررة في روسيا.
