قال السفير السعودي بالبحرين "عبدالله بن عبدالملك آل الشيخ" إن حل الأزمة الخليجية لن يكون إلا باستجابة قطر لاشتراطات دول الحصار؛ السعودية، والبحرين، والإمارات، ومصر، واستنكر ما اعتبره تدخلا من مجلس الشيوخ الأمريكي فيما يتعلق بمقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي".

وفي تصريحات، نشرتها صحيفة "الوطن" البحرينية الأربعاء، أكد "آل الشيخ" على أن "حل الأزمة القطرية سيكون من خلال منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وعبر الوساطة الكويتية"، مشدداً على أن "الكرة في ملعب القطريين".

وأعاد السفير السعودي تكرار مطالب دول الحصار قائلا إن على الدوحة "التوقف عن دعم الإرهاب وعدم التدخل في الشؤوون الداخلية للدول، لتصبح جارا وشريكا وثيقا به"، وهي المزاعم التي تنفيها قطر منذ بدء الأزمة في يونيو/حزيران 2017.

وهاجم "آل الشيخ" قطر، متهما إياها بأنها "تلعب دوراً سلبياً تجاه القضية الفلسطينية.. وتوظفها سياسياً لمصالحها"، وتابع: "تدخل النظام القطري في دعم حماس ليس حبا للفلسطينيين، ولكن يأتي في إطار مخطط لجعل الانقسام يستمر في الأراضي الفلسطينية.. فالحكومة القطرية تقوم بدعم بعض الأطراف الفلسطينية خارج نطاق السلطة الفلسطينية، مستغلة علاقاتها الجيدة مع (إسرائيل)".

جريمة جنائية

وعلى صعيد آخر، أدان "آل الشيخ"، ما اعتبره تدخلا من مجلس الشيوخ الأمريكي فيما يتعلق بقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" في قنصلية بلاده بإسطنبول مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مؤكدا أن هذه القضية "عمل جنائي بحت، يخص المملكة قبل غيرها".

وقال: "المملكة تدين وتستنكر قرار مجلس الشيوخ وتؤكد رفضها التام لأي تدخل في شؤونها الداخلية، أو التعرّض لقيادتها، أو المساس بسيادتها أو النيل من مكانتها"، مضيفاً أن "موقف مجلس الشيوخ الأمريكي بني على ادعاءات واتهامات لا أساس لها من الصحة، وقد تضمن تدخلاً سافراً في شؤونها الداخلية".

وذكر أن "المملكة تشدد على أن مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي جريمة مرفوضة لا تعبر عن سياسة المملكة ولا نهج مؤسساتها"، رافضاً أي "محاولة للخروج بالقضية عن مسار العدالة في المملكة، وأن موضوع مقتل جمال خاشقجي يهم المملكة قبل غيرها وهو مواطن سعودي، وقد قامت السلطات المختصة في المملكة بإجراءات كافة التحقيقات اللازمة وإدانة المتسببين في مقتلة وهو عمل جنائي بحت".

وأقر مجلس الشيوخ الأمريكي، الشهر الماضي، مشروع قرار بوقف الدعم العسكري الأمريكي للتحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، وتحميل مسؤولية اغتيال "خاشقجي" لولي العهد السعودي "محمد بن سلمان".

وأعاد السفير السعودي ما تردده الرياض من أن "التدخلات الإيرانية في الشأن اليمني بدعمها الحوثيين هو السبب الرئيسي في إطالة أمد الأزمة اليمنية وكذلك خرفها لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة"، مؤكدا على دعم بلاده لجهود مفاوضات السلام بين كافة الأطراف اليمنية بمدينة ستوكهولم، والتزامها تجاه أهمية الحل السياسي للوضع في اليمن على أساس المرجعيات الثلاث؛ المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن 2216، على حد قوله

وتواجه السعودية انتقادات دولية وحقوقية واسعة بسبب دورها في حرب اليمن، حيث تقود تحالفا عسكريا لمواجهة المتمردين الحوثيين، تقول تقارير دولية إنه ارتكب العديد من التجاوزات بحق المدنيين، وأفضى بنحو 12 مليون شخص إلى حافة المجاعة، ما أسفر عن مقتل نحو 85 ألف طفل بسبب سوء التغذية، تحت الحصار الذي يفرضه التحالف، وفقا لمنظمات الإغاثة والمساعدات.