تحركات أمنية وسياسية لنزع فتيل توتر رفع علم كردستان بكركوك

الجمعة 11 يناير 2019 01:01 ص

أمهلت قيادة مكافحة الإرهاب العراقية، الاتحاد الوطني الكردستاني، حتى منتصف الجمعة، لإنزال علم إقليم كردستان من مقره في كركوك (شمالي العراق)، بعد توتر بدأ منذ ثلاثة أيام في المدينة على خلفية رفع أعلام كردستان.

في وقت كشفت مصدر أمني عراقي، أن الشرطة بدأت بالفعل في إزالة أعلام كردستان، على المباني وفي الشوارع، معتبرا هذا التصرب بـ"غير القانوني".

وقالت المصادر، إن قرار قيادة جهاز مكافحة الإرهاب، للحزب الذي ينتمي إليه الرئيس العراقي "برهم صالح"، هي محاولة لتجنيب المدينة، التي استعادت بغداد إدارتها قبل أكثر من عام، دورة جديدة من الاضطرابات.

وجاء تدخل "الجهاز" بعدما احتفى عدد من النشطاء والسكان الأكراد برفع الأعلام، على نحو رأى فيه ممثلو المكوّنات العربية والتركمانية "تصرّفاً استفزازياً"، الأمر الذي استدعى تدخل قوة من "مكافحة الإرهاب"، التي تتولى مسؤولية الأمن في كركوك.

ووصل قائد الجهاز "عبدالوهاب الساعدي"، إلى المدينة، الخميس، وذلم بعد يوم واحد من وصول فوج من الجهاز وأجهزة أمنية أخرى إلى المدينة، لضبط الوضع في كركوك، إثر ازدياد التوتر.

والخميس، أكد رئيس الوزراء العراقي "عادل عبدالمهدي"، حرصه الشديد على استقرار الأوضاع الأمنية في كركوك، كما أجرى اتصالات عاجلة بـ"صالح"، الذي يزور قطر حاليا، ووجه بعد اتصالات بالقيادات السياسية المختلفة "بإنزال العلم الكردستاني من السارية الرئيسية في مقرات حزبية في كركوك، باعتبار ذلك العمل مخالفا للدستور".

وقال بيان صادر عن "عبدالمهدي"، إنه أبلغ السياسيين، بأن الأسلوب المناسب "هو سؤال المحكمة الاتحادية العليا عن دستورية هذه الخطوة قبل تطبيقها".

ويقول مراقبون، إن رفع علم الأحزاب الكردية أو العربية أو التركمانية مسموح، وكفله الدستور، لكن عَلَم الإقليم ووفقاً للدستور أيضاً، يجب أن يبقى داخل الإقليم، فيما رفعه في كركوك ينطوي على مطامع كردية بضم المدينة إلى الإقليم وفرض سياسة الأمر الواقع.

ويعود تاريخ إنزال علم كردستان من كركوك إلى العام الماضي، حين قامت القوات العراقية من الجيش ومليشيات "الحشد الشعبي" بإنزاله عقب أزمة استفتاء كردستان، الذي أجري نهاية سبتمبر/أيلول 2017، والذي دخلت عقبه القوات العراقية إلى كركوك والمناطق المتنازع عليها، وانسحبت منها قوات البشمركة الكردية والمسؤولون الأكراد من دون قتال.

ومنذ ذلك الوقت لم يُرفع علم كردستان في المحافظة.

وتُعد محافظة كركوك الغنية بالنفط، بؤرة الصراع القومي في العراق، ولم تستطع الحكومات المتعاقبة على البلاد منذ عام 2003 حتى اليوم، الخروج بصيغة توافقية بشأنها.

إذ إنّ كلاً من مكوّناتها (العربية والكردية والتركمانية) تدّعي أحقيتها بالمحافظة، بينما يعدّها الإقليم بأنها "قدس الأكراد"، وسط تداخل أجندات سياسية وطائفية وحزبية وإقليمية، ما يجعل المحافظة أشبه ببركان قد ينفجر في أي لحظة.

  كلمات مفتاحية

كركوك العراق كردستان أعلام كردستان برهم صالح عادل عبدالمهدي