ماي تكثف جهودها لتجنب هزيمة متوقعة حول بريكست

السبت 12 يناير 2019 10:01 ص

تبذل رئيسة الوزراء البريطانية "تيريزا ماي"، جهوداً استثنائية لتجنب هزيمة كبرى "متوقعة" في البرلمان، تهدد حكومتها واستمرارها في منصبها، وهي الخطوة التي حذرت منها باعتبارها ستدخل البلاد في منطقة "مجهولة".

بينما تسعى الأطراف الرافضة للاتفاق إلى بلورة خطط بديلة جاهزة للتنفيذ فور فشل التصويت الحاسم على اتفاق "بريكست" الذي أبرمته الحكومة مع الاتحاد الأوروبي، المنتظر في البرلمان، الثلاثاء المقبل.

وتأتي جهود "ماي"، بعدما تعرضت الأربعاء الماضي، إلى انتكاسة، حيث صوت البرلمان، على تعديل يرغمها على الإعلان خلال ثلاثة أيام عن خطتها الجديدة، في حال رفض خطتها الحالية، حول خروجها من الاتحاد الأوروبي.

وتواصلت "ماي"، الخميس، مع قادة الاتحادات العمالية البريطانية الكبرى، بهدف كسب دعم حزب "العمال" لصفقتها لـ"البريكست"، وهو الحزب الذي هدد بالدعوة لتصويت علني لسحب الثقة من الحكومة، إذا لم يمرر البرلمان خطتها.

وتسعى "ماي" لطمأنة الاتحادات العمالية بخصوص حقوق العمال بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، وربما دعم تشريع برلماني تقدمت به المعارضة العمالية يصب في مسار حماية حقوق العمال، مقابل الحصول على دعم حزب العمال لصفقتها، التي تواجه معارضة أكثر من ثلث نواب حزبها.

ورجح استطلاع للرأي نشرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، هزيمة "ماي" في التصويت البرلماني على اتفاق "بريكست".

وشملت جهود "ماي" أيضا، التواصل مع العديد من نواب الحزب المعارض، خصوصاً ممن يمثلون دوائر انتخابية صوتت لصالح "بريكست" في عام 2016، إضافة إلى قيادات حزبية معارضة.

كما حاولت "ماي"، كسب ود نواب "الحزب الاتحادي الديمقراطي" الأيرلندي، من خلال اقتراح تقدمت به حكومتها ينص على أن يمتلك برلمان أيرلندا الشمالية في "ستورمونت"، حق نقض أي من التشريعات التجارية المقبلة من الاتحاد الأوروبي بعد "بريكست".

وداخليا مع معارضة النواب البريطانيين للاتفاق، تسعى "ماي"، خارجيا إلى تلقي ضمانات من شركائها الأوروبيين، خصوصاً في ما يتعلق بحلّ مسألة الحدود الأيرلندية المسماة "شبكة أمان".

والحلّ المذكور من المفترض أن يمنع عودة حدود فعلية بين جمهورية أيرلندا وأيرلندا الشمالية، إذا لم يتم التوصل إلى حلّ بديل لحين موعد الانفصال.

من جهته، أكد متحدث باسم الحكومة البريطانية أن "ماي" ستحصل على تلك الضمانات، قبيل التصويت على اتفاق الخروج الثلاثاء وستعلنها الإثنين.

من جهته، حذر وزير الخارجية البريطاني "جيرمي هانت"، من عواقب رفض البرلمان اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وقال "هانت"، في تصريحات لـ"بي بي سي"، الجمعة: "في حال تم رفض الاتفاق، فسيتعرض بريكست للشلل، وقد يؤدي شلل بريكست في النهاية إلى عدم تحققه"، مشيراً إلى أن التراجع عن "بريكست" سيضرّ بسمعة بريطانيا العالمية.

وأما ذلك، هدد زعيم حزب العمال البريطاني "جيريمي كوربين"، بالمطالبة بإجراء انتخابات عامة إذا خسرت "ماي" التصويت، حين قال: "إذا لم تتمكن الحكومة من إقرار أكثر تشريعاتها أهمية فسيتعين حينها إجراء انتخابات عامة في أقرب فرصة".

وما زال غموض شديد يكتنف مصير خروج بريطانيا من التكتل، وتتراوح الخيارات من خروج غير منظم إلى إجراء استفتاء آخر بشانه، لأن من المتوقع أن يرفض النواب الاتفاق الذي أبرمته "ماي" مع الاتحاد في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وألغت "ماي"، تصويتا كان مقررا الشهر الماضي، وأقرت بأن البرلمان كان سيرفضه.

ومن المقرر أن تترك بريطانيا الاتحاد الأوروبي يوم 29 مارس/آذار في الساعة 2300 بتوقيت غرينتش، طبقا للاتفاق.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

بريكست بريطانيا تصويت برلمان بريطانيا كوربين حزب العمل