أزمة خاشقجي وراء محاولة السعودية إظهار نفوذها بالقرن الأفريقي

الأحد 13 يناير 2019 07:01 ص

اعتبرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، أن المناورات العسكرية البحرية "الموج الأحمر-1" التي أجرتها السعودية مؤخرا، بالاشتراك مع 6 دول أخرى؛ كانت بمثابة النجاح الوحيد للمملكة في عام مليء بالإخفاقات، أبرزها قضية مقتل "جمال خاشقجي" التي أضرت بسمعتها عالميا.

وذكرت الصحيفة في تقرير تحت عنوان "السعودية تأمل بأن تعطيها المناورة العسكرية في البحر الأحمر نفوذا في شرق أفريقيا" أن المملكة استطاعت بالكاد الوصول إلى خط النهاية في عام 2018.

وأشارت إلى أن الحرب في اليمن أصبحت أكثر فوضوية، وعززت إيران -عدوتها في المنطقة- من قوتها في سوريا، بجانب تبعات قضية "خاشقجي" المتواصلة منذ العام الماضي.

واعتبرت الصحيفة أن "الموج الأحمر-1" كان بمثابة  أول نتاج ملموس لتحالف السعودية الهادف لتشجيع دول المنطقة التعاون في البحر وإظهار قوة السعودية في القرن الأفريقي.

وأضافت أنه على الرغم من أن المناورات العسكرية لم تحظ باهتمام إعلامي، لكنها آخر محاولة من المملكة لإظهار سيادتها بالمنطقة، وتكشف أيضا عن التنافسات الإقليمية.

وذكرت الصحيفة أن مقتل "خاشقجي" تسبب في أزمة دبلوماسية هي الأخطر بين الرياض وواشطن منذ هجمات الحادي عشر من سبتبمر/أيلول 2001، مشيرة إلى أن تلك الأزمة دفعت السعودية للنظر إلى القرن الأفريقي لحماية طرفها الغربي وتطوير عقيدتها الأمنية.

وأوضحت أن السعودية عملت مع الإمارات العربية المتحدة التي تتدافع معها للتأثير في أفريقيا وقامتا ببناء عدد من القواعد العسكرية لإظهار القوة في المستقبل.

وأصبحت الخطوات هذه مهمة، خاصة أن منافسي السعودية مثل إيران وتركيا وقطر والقوى الدولية مثل الصين قامت بخطوات لبناء مواطئ قدم لها، وأحاطت البحر الأحمر، خاصة القرن الأفريقي بقواعد عسكرية وبنت مصالح مع دوله.

ولفتت الصحيفة إلى أن البحر الأحمر ظل ولعقود بدون حاجة إلى آلية أمنية مشتركة، ولسبب بسيط يتعلق بنظرة القوى الكبرى له كمنطقة مهمة يجب ألا يكون محلا للتوترات.

ولكن منطقة القرن الأفريقي أصبحت في السنوات الأخيرة على رقعة شطرنج الحزم الجديد لدول الخليج، وفقا للصحيفة الأمريكية.

وأشارت إلى أن دبلوماسية المال التي تكثفت في ظل التنافس التوتر الإقليمي، خاصة بين دول الخليج دفعت كلا من السعودية والإمارات للخوف من قيام منافسيها مثل إيران وقطر وتركيا سد مضيق هرمز الذي يمر منه معظم نفطها وصادراتها.

وأضافت حرب اليمن التي تقود فيها السعودية تحالفا ضد الحوثيين خوفا جديدا، وتأتي التطورات في وقت تتراجع فيه أمريكا عن ارتباطاتها بالمنطقة بشكل يجبر السعودية والإمارات على التركيز على احتياجاتهما الأمنية.

  كلمات مفتاحية

السعودية الإمارات القرن الأفريقي جمال خاشقجي نفوذ إيران الولايات المتحدة