رئيس وزراء الجزائر الأسبق يعارض تدخل الجيش بالسياسة

الأحد 13 يناير 2019 07:01 ص

عارض رئيس الحكومة الجزائري الأسبق، "مولود حمروش"، الدعوات التي وجهها ساسة جزائريون لتدخل الجيش لحل الأزمة السياسية، وذلك في خروج عن الصمت هو الأول لـ"حمروش" منذ سنوات من الغياب.

واعتبر "حمروش"، في مقاله النادر بصحيفة "الوطن" (خاصة صادرة بالفرنسية)، أن إقحام المؤسسة العسكرية مرة أخرى في السياسة خيار خاطئ ستكون له تبعات سلبية.

وشدد على أن الجيش بطريقة تنظيمه طبقة من طبقات الدولة، وهي عمودها الفقري، بسبب أن مهمتها وغايتها تلتقي وتتداخل بشكل عرضي مع مهام وغايات الدولة.

وأشار إلى أن الدراسات والتجارب السابقة حتى في الديمقراطيات العريقة والمهيكلة اجتماعيا وديمقراطيا والتي استغل فيها الجيش كقاعدة ظرفية (مؤقتة) للحكم، تبين في الأخير أن إقحام الجيش في السياسة يضر بمهام المؤسسة العسكرية وغاياتها.

وحذر من أن تدخل الجيش بالسياسة من شأنه كذلك التشويش على العلاقة بين الجيش والمجتمع، ويهدد مفاصله، وتنظيمه، ويضعف تماسكه وانضباط أفراده، وأخطر من ذلك يجبر تشكيلاته، خاصة الضباط على الانضمام إلى إيديولوجيات مختلفة، ويصبحون أطرافا في صراعات داخلية.

ولفت إلى أنه بعد أكثر من 50 سنة من مراقبة ما جرى في أمريكا اللاتينية وإفريقيا وحروب التحرر من الاستعمار، بينت أن دخول الجيش في صراعات المدنيين أو الجماعات المسلحة يعرقل حركة الجيش ويعطل قدراته العملياتية، لأن طبيعة الصراعات هذه لا تمنح فرصة معارك حاسمة وانتصارات نهائية.

ودعا، قبيل 3 أشهر من الانتخابات الرئاسية، إلى استغلال أخطاء وآلام الماضي والانحرافات والعنف الذي مرت به البلاد، وكذا مختلف أزمات السلطة التي عاشتها الجزائر من أحل استخلاص الدروس واستكمال بناء الدولة الوطنية.

ويوصف "حمروش" لدى قطاعات كبيرة من الجزائريين باعتباره رجل الإصلاحات ويتمتع بكثير من الاحترام في أوساط واسعة، ويولون رؤاه اهتماما بالغا بسبب ظهوره القليل وتصريحاته الشحيحة.

لكن التصريح الجديد، الذي يتزامن مع أوضاع ملتبسة في الجزائر في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية وغموض ترشح "عبدالعزيز بوتفليقة" لولاية خامسة، يعد تغييرا كبيرا في موقف رئيس الوزراء الأسبق الذي أكد قبيل انتخابات الرئاسة في 2014 أن مفاتيح الأزمة كلها بيد الجيش والاستخبارات، وأنه لا بديل للوصول إلى حل للأزمة التي تعيشها البلاد إلا من خلال وزارة الدفاع.

ذلك التباين في التصريحين، دفع صحفيا جزائريا إلى التعليق على تلك التصريحات بالقول إن الجيش في سنة 2014 ليس هو الجيش في 2019 في نظر "مولود حمروش"، بينما رد آخر بأن "هناك فرقا بين مولود حمروش 2014 وحمروش 2019".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مولود حممروش رئيس الحكومة الأسبق الانتخابات الرئاسية تدخل الجيش في الرئاسة