أكدت دراسة جديدة أُجريت على الفئران والبشر، أن النساء يملن إلى نسيان الألم الذي عانين منه بسرعة أكبر من الرجال، وتحدت تلك النتائج الاعتقاد السائد بأن الجنس اللطيف هن الأكثر حساسية للألم من الرجال.

وأظهرت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة تورونتو بكندا ميسيسوجا (UTM) أن الرجال والنساء يتذكرون التجارب المؤلمة السابقة بشكل مختلف، ففي حين تذكر الرجال (والفئران الذكور) التجارب المؤلمة السابقة بوضوح، يبدو أن النساء (والفئران الإناث) ينسين تلك التجارب.

وعند الشعور بالألم مرة أخرى، بدا الرجال متوترين وبالغي الحساسية في التذكر، لكن النساء لم يشعرن بالتوتر نفسه بسبب تجاربهن السابقة للألم.

ويقول الأستاذ الرئيسي المشرف على التجربة "لورين مارتن": "إذا كان الألم هو دافع التذكر الأقوى فإننا هنا نحاول فهم كيف يتم تذكر الألم بين الجنسين، فقد نكون قادرين على مساعدة بعض المصابين من خلال التعامل مع الآليات وراء الذكريات مباشرة".

وأضاف: "ما كان أكثر إثارة للدهشة هو أن الرجال كانوا يتفاعلون أكثر، لأنه من المعروف أن النساء أكثر حساسية للألم من الرجال، وأنهن أكثر عرضة للإجهاد بشكل عام".

وبالنسبة للدراسة التي نشرت في دورية علم الأحياء الحالية، أجرى الفريق تجارب على كل من البشر والفئران حيث تم نقلهم إلى غرف محددة وتم تعريضهم لمستويات منخفضة من الألم الناجم عن تسليط الحرارة على أذرع البشر، أو مخالب الفئران.

وعلاوة على ذلك، طُلب من المشاركين ارتداء جهاز ضغط الدم اليدوي وممارسة انقباضات اليد لمدة 20 دقيقة، في حين تلقى كل فأر حقنة مخففة من الخل مصممة لتسبب آلاما في المعدة لمدة 30 دقيقة تقريبا.

وعندما عاد المشاركون في اليوم التالي إلى نفس الغرفة أو إلى غرفة أخرى، وطبقت الحرارة مرة أخرى على أذرعهم أو على مخالب الفئران الخلفية، صنف الرجال ألم الحرارة أعلى مما كانوا عليه في اليوم السابق، وأعلى من النساء.

وبالمثل، أظهرت الفئران الذكور التي عادت إلى نفس البيئة استجابة شديدة لألم الحرارة، في حين أن الفئران التي وضعت في بيئة جديدة ومحايدة لم تكن كذلك.