العفو الدولية تنتقد تجاهل واشنطن التحقيق بمقتل مدنيين بالرقة

الاثنين 14 يناير 2019 03:01 ص

انتقدت منظمة العفو الدولية، ما وصفته بتجاهل التحالف الدولي بقيادة واشنطن، إجراء تحقيق في سقوط مئات القتلى من المدنيين، أثناء مهاجمته مدينة الرقة السورية التي كانت يتخذها تنظيم "الدولة الإسلامية" عاصمة له.

جاء ذلك في بيان نشرته المنظمة المعنية بحقوق الإنسان، على موقعها على الإنترنت بالتزامن مع إعلان واشنطن المراحل الأولى للانسحاب من سوريا، وفقا لقرار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب".

وقالت مديرة البحوث ببرنامج الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية، "لين معلوف": "من المؤسف أن التحالف بقيادة الولايات المتحدة لا يزال يتجاهل مسؤوليته في إجراء أي تحقيقات ذات مغزى في مئات حالات القتل بين المدنيين التي تسبب فيها في الرقة وأماكن أخرى، حتى عندما يبدأ في الانسحاب من سوريا".

وأضافت أن "التحالف يتجاهل دون شعور بخجل ما خلفه من إرث مدمر بسبب حملة القصف، بل يُزيد الأمر سوءاً بتوضيحه أنه لا ينوي تقديم أي شكل من أشكال الانتصاف أو التعويض للناجين".

وذكرت أن منظمة العفو الدولية، زارت الرقة عدة مرات منذ انتهاء المعركة، مشيرة إلى أن التحالف لم يجر الاتصال بأي شخص من مئات الناجين الذين تحدثنا إليهم في الميدان، ناهيك عن تلقي أي مساعدة، بينما يحاولون إعادة بناء حياتهم.

وتابعت "معلوف"، أن "معركة التحالف من أجل الرقة بدأت، فيما كانت حملته العسكرية في الموصل تشرف على الانتهاء في العراق المجاور".

وذكرت أن "إرث التحالف من الدمار والإفلات من العقاب في الموصل كان يجب أن يكون بمثابة عظة وعبرة تحذيرية، لكن التحالف لم يكد يفعل شيئاً يذكر لتقديم المساعدة في أعقاب ذلك".

ونوهت قائلة:  "لو تعلّم التحالف من أخطائه في العراق، لكان من الممكن تجنب ما وقع من خراب تام للرقة. إن ترك هذا الدمار المدني الواسع الانتشار في أعقابه هو عمل شنيع من الناحية الانسانية يتناقض مع قيم التحالف المعلنة".

وقالت المنظمة إنها تجري تحقيقاً مستمراً، بالشراكة مع منظمة إيروارز (Airwars)، في المدى المروع للإصابات بين المدنيين الناجمة عن 4 أشهر من القصف الأمريكي والبريطاني والفرنسي من أجل طرد الجماعة المسلحة التي تطلق على نفسها اسم تنظيم "الدولة الإسلامية" من الرقة، وسوف تعلن النتائج في أبريل/نيسان 2019.

وكشفت التحقيقات الميدانية التي أجرتها منظمة العفو الدولية، منذ انتهاء المعركة، في أكتوبر/تشرين الأول 2017، عن وجود أدلة قاطعة على انتهاكات واضحة للقانون الإنساني الدولي على أيدي التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وقد دفعت تلك التحقيقات التحالف إلى تعديل إحصاءات عدد القتلى المدنيين من 23 إلى أكثر من 100، أي زيادة بنسبة 300%.

وفي رسالة موجهة إلى منظمة العفو الدولية، أُرسلت في سبتمبر/أيلول 2018، أوضحت وزارة الدفاع الأمريكية -التي نفذت قواتها معظم الضربات الجوية، وجميع الضربات المدفعية، على الرقة- أنها لا تتحمل أي مسؤولية عن مئات الإصابات في صفوف المدنيين التي تسببت فيها.

ووفقا لمنظمة العفو الدولية فإن التحالف لا يزمع تقديم التعويض للناجين ولذوي القتلى في الرقة، ويرفض تقديم المزيد من المعلومات حول الظروف التي دفعت إلى تنفيذ الضربات.

  كلمات مفتاحية

منظمة العفو الدولية التحالف الدولي سوريا الولايات المتحدة الرقة مقتل مدنيين تحقيق