بعد رهف القنون.. أكاديمية كويتية تطلب اللجوء لأمريكا

الثلاثاء 15 يناير 2019 04:01 ص

أعلنت أستاذة الحقوق الكويتية "فاطمة المطر" أنها قدمت طلب لجوء إلى الولايات المتحدة؛ حيث انتقلت للعيش هناك مع ابنتها، بعد أن تعرضت للمساءلة القانونية بتهمة "الإساءة للذات الإلهية".

وفي سلسلة تغريدات، كتبتها الإثنين، عبر حسابها على "تويتر"، أوضحت الأستاذة السابقة بجامعة الكويت تفاصيل مشكلتها، قائلة إنه تم إحالتها للنيابة بسبب تغريدة تتصور فيها حوارا مازحا بينها وبين الله سبحانه، وتخبره عن أمنياتها في عيد ميلادها، وتخيره بين أن تحصل على سيارة فيراري أو تحصل النساء في مجتمعها على حقوق متساوية مع الرجال، فيقع الاختيار على الأولى لاستحالة الثانية، على حد زعمها.

وأضافت: "نسبوا لي تُهمة الإساءة للذات الإلهية، وازدراء الأديان، وسوء استخدام هاتف!"، مردفة: "لم أعد أحتمل هذا المجتمع".

وقالت إنها تقدمت بطلب لجوء إلى الولايات المتحدة، حيث وضعها في مركز خاص للاجئين لمدة أسبوعين، وتم التعامل معها بشكل جيد، وتخصيص محام لها، دون أن يتقاضى منها أتعابا.

وأكدت أنها سعيدة ببداية حياة جديدة في بلد "جميل وراقي يؤمن بقمية وكرامة الإنسان، وبالحقوق والحريات"، على حد وصفها.

وأثارت تغريدات "فاطمة" جدلا بين مؤيد يرى أن "فاطمة المطر" لم ترتكب جرما تستحق عليه المحاكمة والملاحقة، حتى تضطر لطلب اللجوء إلى الولايات المتحدة، ومعارض يؤكد أن ما أقدمت على كتابته، في تغريدتها الأصلية المنشورة بتاريخ 15 أكتوبر/تشرين الأول يعد بالفعل إساءة للذات الإلهية، ومضى البعض لاعتبار أنها غردت تلك التغريدة خصيصا لصنع هالة حولها، ومن ثم طلب اللجوء إلى الغرب لأسباب دينية، ومن المعروف أن هذه الأسباب تجعل من قبول طلب اللجوء أمرا سهلا إلى حد كبير.

واعتبر الناشط "أنور الرشيد" أن طلب الأكاديمية "فاطمة المطر" طلب اللجوء إلى الولايات المتحدة "كارثة" تستوجب انتفاضة من المجتمع المدني، وأنها تأتي بسبب سوء إدارة الدولة، على حد قوله.

ورفض ناشط آخر ما كتبته "فاطمة المطر"، معتبرا أن التطاول على المقدسات أمر مرفوض حتى في الولايات المتحدة، متسائلا: هل تستطيع الأكاديمية الكويتية التطاول على المسيحية من داخل أمريكا؟

وقالت ثالثة، وتدعى "فاطمة العتيبي" إن أستاذة القانون الكويتية اختصرت طريق اللجوء إلى الغرب عبر الإساءة إلى الدين والذات الإلهية.

ونشرت وسائل إعلام محلية أن "أستاذة القانون الكويتية فاطمة المطر تعلن هجرتها إلى أمريكا بعد إحالتها من قبل إدارة الجرائم الإلكترونية في وزارة الداخلية للنيابة العامة بتهمة المساس والتعدي على الذات الإلهية في تويتر".

 

 

وتغريدة "فاطمة المطر" مقتبسة من نكتة (مزحة) مصرية شهيرة، يعثر فيها أحدهم على مصباح علاء الدين الأسطوري ويدعكه ليخرج له العفريت ويسأله عن أمنياته؛ فيطلب الأولى فيستصعبها الجني، ثم يطلب أمرا آخر، فيعجز الجني عن تحقيقه ويعود لترجيح الأولى. وغالبا تستخدم هذه النكتة في إسقاطات سياسية على قضايا مثل البطالة وتداول السلطة وغيرها.

وتتزامن قصة أستاذة الحقوق الكويتية مع واقعة الفتاة السعودية "رهف القنون"، التي هربت من أسرتها طالبة اللجوء؛ بحجة أنها قررت التحول عن دين الإسلام وأهلها يرفضون ذلك ويجبرونها على الزواج، وهو ما نفاه والدها.

وفيما تقدمت الكويتية "فاطمة" بطلب لجوء إلى الولايات المتحدة، وافقت كندا على طلب لجوء "رهف".

وبدأ اسم "فاطمة المطر" بالظهور في الإعلام منذ العام 2012 عندما رُفعت ضدها قضية بعد تغريدة نشرتها في تويتر اتهمت بسببها "بالعيب في الذات الأميرية"، وهي جريمة تصل عقوبتها إلى الحبس في الكويت، حيث عوقبت بالفعل، لكنها حصلت على عفو أميري.

ثم ظهرت مجددا في العام 2018 بعد أن خلعت حجابها وتبنت قضايا حق المرأة في المساواة مع الرجل في الراتب، والإرث، واختيار شريك الحياة، ومنح الأبناء جنسية الأم في حال زواجها بغير كويتي أسوة بالرجل الكويتي الحاصل على هذا الحق.

 

  كلمات مفتاحية

الكويت أمريكا فاطمة المطر تغريدة لجوء إساءة للذات الإلهية