تفاصيل حصرية لحصار القسام مقرا أمميا بغزة

الثلاثاء 15 يناير 2019 08:01 ص

علم "الخليج الجديد" أن أجواء متوترة ومحتقنة تسيطر، مساء الثلاثاء، على محيط مقر المنسق العام للأمم المتحدة بمدينة غزة، إثر حصاره من قبل قوات أمنية تابعة للداخلية الفلسطينية بالقطاع، مدعومة بمسلحين من كتائب "القسام"، للاشتباه في 3 أجانب مسلحين لاذوا به، بعد كسرهم حاجزا أمنيا في غزة، ورفضهم الانصياع لقوات الشرطة الفلسطينية.

وقالت مصادر إن المسلحين الثلاثة كانوا يستقلون سيارة جيب مدنية، وعند محاولة حاجز أمني تابع للداخلية الفلسطينية استيقافهم للتحقق من شخصياتهم، رفضوا التوقف ولاذوا بالفرار؛ فطاردتهم الأجهزة الأمنية وأطلقت عليهم النار، قبل أن يلوذوا بالمبنى الأممي في غزة، مما دفع الشرطة الفلسطينية ومسلحين من كتائب "القسام" إلى محاصرته.

وتشتبه الداخلية الفلسطينية أن المسلحين الثلاثة عملاء إسرائيليين أو أجانب متعاونين مع الاحتلال، لكن تأكيدات أممية رسمية أن المسلحين الثلاثة هم من الجنسية الإيطالية، وتابعين بالفعل للأمم المتحدة، وأنهم كانوا بمهمة رسمية لغزة، لكن ذلك التأكيد لم يطمئن أجهزة الأمن الفلسطينية.

وأمام تلك التطورات، سمحت الأمم المتحدة بدخول وفد مكون من محققين فلسطينيين إلى المقر الأممي؛ حيث أجرى تحقيقا محدودا مع الثلاثة، وعاين السلاح الذي كان بحوزتهم، لكن نتائج التحقيق لم يتم إعلانها.

وقالت مصادر أمنية مطلعة لـ"الخليج الجديد" إن شكوك أجهزة الأمن والمقاومة الفلسطينية تزايدت، عقب اشتباه عميل تابع للاحتلال الإسرائيلي معتقل لدى أجهزة أمنية بغزة، في أحد الإيطاليين الثلاثة، على أنه يمكن أن يكون تابعا للمخابرات الإسرائيلية، بعدما تم إطلاعه على صور التقطت لهم خلال وجودهم داخل المقر الأممي.

وقالت مصادر أخرى إن المقاومة الفلسطينية تتخوف من أن يكون هؤلاء الثلاثة من القوات الخاصة الإسرائيلية، وتنكروا بهيئة موظفين أممين ولديهم جوازات سفر أوروبية دبلوماسية.

وأضافت المصادر أن إيطاليا أرسلت مذكرة رسمية إلى وزارة الداخلية بغزة أكدت فيها أن المسلحين الثلاثة هم إيطاليون دخلوا غزة بالفعل في مهمة رسمية.

من ناحيتها، زعمت مصادر إسرائيلية أن المسلحين الثلاثة بالفعل هم إيطاليون، وأنهم أرسلوا من قبل القنصلية الإيطالية بالقدس، للتحضير لزيارة سيجريها القنصل العام الإيطالي في القدس إلى موقع مسيحي في غزة يقع بالقرب من منشأة حساسة تابعة لكتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، وأنهم دخلوا إلى قطاع غزة، مساء الإثنين.

لكن هذا التوقيت تحديدا، مساء الإثنين، شهد تنفيذ غارات وهمية كثيفة من طائرات الاحتلال الإسرائيلي، وتحليق غير معتاد من طائرات بدون طيار في سماء القطاع، وهو ما زاد من شكوك أجهزة الأمن والمقاومة الفلسطينية.

وبالتزامن، قال شهود عيان إن القنصل الإيطالي وصل بالفعل إلى غزة، لكنه توجه مباشرة لإجراء محادثات مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، "إسماعيل هنية"، لمحاولة التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الإيطاليين الثلاثة، وفك الحصار عن المقر الأممي، وهو الأمر الذي ترفضه المقاومة الفلسطينية حتى الآن؛ حيث شددت من حصارها الأمني، ورفضت خروج الإيطاليين الثلاثة أو أي موظف تابع للأمم المتحدة من داخل المقر، حى لحظة كتابة هذه السطور.

وعلمت "الخليج الجديد" أيضا أن هناك ضغوطا دولية أخرى تمارس على "حماس" للسماح بمغادرة الإيطاليين الثلاثة، لكن الحركة قالت إن الملف برمته بيد الأجهزة الأمنية بغزة.

بدورها، أعربت دوائر إسرائيلية عن قلقها من هذه التطورات،  دون أن تقدم سببا مقنعا لهذا القلق، سوى اعتبار أن هذه التطورات يمكن أن تؤثر سلبا على جهود استقرار الوضع في غزة، بسبب دور الأمم المتحدة في وقف إطلاق النار بين (إسرائيل) وحركة "حماس"، صيف 2018.

وأضافت أن القضية يمكن أن تثير غضب دول أوروبية، ومن المحتمل أن تدفع تلك الدول إلى التراجع عن المشاركة في في مشاريع إعادة الإعمار في غزة، والمساعدة في حل الوضع الإنساني الصعب هناك، مما قد يسبب توترا عسكريا جديدا بين الاحتلال والمقاومة.

 

 

 

 

  كلمات مفتاحية

غزة الأمم المتحدة حركة حماس حصار كتائب القسام

انتهاء أزمة المحاصرين بالمقر الأممي في غزة وإطلاق سراحهم

إصابة 11 متظاهرا فلسطينيا برصاص الاحتلال وقنابل الغاز بغزة