فنجان القهوة في خطر.. والأمل في أستراليا لإنقاذه

الأربعاء 16 يناير 2019 07:01 ص

قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير لها، إن التغير المناخي سيطول حبوب البن في العالم، والنتيجة أن نهاية القهوة قد تكون قريبة على الأقل كمشروب شعبي منتشر، في وقت تتعلق فيه الآمال في إنقاذها على أستراليا.

وأكد مدير الشراكة في منظمة بحوث البن العالمية (World Coffee Research) "غريغ ميناهان" أن أكثر من نصف أراضي العالم الصالحة لزراعة البُن ستُصبح غير ملائمة بسبب تغير المناخ.

وأضاف: "يُتوقَّع أن يصل الطلب على القهوة إلى الضعف بحلول العام 2050، وما لم يُتَّخذ إجراءٌ ما، فإنَّ أكثر من نصف أراضي العالم الصالحة لزراعة البُن ستُصبح غير ملائمة بسبب تغير المناخ". 

وتابع "دون أبحاثٍ وتطوير، ستكون صناعة القهوة بحلول عام 2050 بحاجةٍ لما يصل إلى 180 مليون مظروف إضافي من القهوة مقارنةً بما يُرجَّح أن يكون لدينا بالفعل في السنة نفسها". وهذا قد يعني أن نهاية القهوة قد تكون قريبة كمشروب شائع، لأنها ستصبح غالية الثمن بسبب العجز في الإنتاج.

ولمعالجة ذلك، تجري المنظمة تجارب دولية متنوعة في مواقع متعددة. 

إذ تختبر 35 نوعاً من القهوة على امتداد 23 دولة لقياس النتائج في ظل مختلف صور المناخ، بما في ذلك مناطق ليست معروفة عادةً بإنتاج القهوة، مثل أستراليا.

وسيختبر العلماء في جامعة "ساوثرن كروس" الأسترالية 20 صنفاً "مُقاوِماً للمناخ"، وهو ما قد يكون أهم إسهامات أستراليا في عالم القهوة منذ تقديمها مشروب قهوة "فلات وايت"، حسب وصف الصحيفة.

بدوره، قال رئيس قسم علوم النبات في الجامعة البروفيسور "غراهام كينغ"، إنَّه ستُزرع نحو 900 نبتةٍ في محطة أبحاث المحاصيل الاستوائية في أليستونفيل شمالي ولاية نيوساوث ويلز الأسترالية في يناير/كانون الثاني الجاري.

ووفقاً لكلامه، من المتوقع أن يتلف التغيُّر المناخي أكبر مناطق زراعة البُن في العالم نتيجة الظروف المناخية القاسية، وزيادة معدلات الإصابة بآفات وأمراض المحاصيل، واستدرك قائلا: "لدينا الآن في أستراليا ميزة عدم وجود آفات مثل صدأ أوراق القهوة أو سوسة الكرز، أو أيٍ من الآفات أو الأمراض الخطيرة. هذا أمرٌ فريد للغاية مقارنةً بأغلب مناطق الإنتاج في العالم".

تحديات صناعة القهوة الأسترالية

وتُشير بيانات المنظمة إلى أنَّ إنتاج القهوة محلياً في أستراليا ما يزال أمامه طريقٌ طويلةٌ يخوضها قبل أن يفي بمتطلبات السوق المحلية. وفي عامي 2011 و2012، أنتج أقل من 50 مُنتِجاً أسترالياً نحو 1000 طنٍ من حبوب البُن الأخضر الجاف، فيما جرى استيراد نحو 67 ألف طنٍ من الخارج.

ويقول خبراء المنظمة إنَّ البُن الأسترالي أقل في محتوى الكافيين بُنحو 10 إلى 15% من أغلب البُن المستورد؛ لأنَّه ينمو في بيئةٍ منخفضة الضغط. وينتج نبات البُن الكافيين كوسيلةٍ دفاعيةٍ ضد التهديدات التي تُسبِّبها الآفات والأمراض.

من جهته، قال خبير صناعة القهوة "دايفيد بيزلي"، إنَّ "ارتفاع درجات الحرارة قد يضر بزراعة القهوة في شمال ولاية كوينزلاند بشمال شرق أستراليا، لكنَّه متفق على أنَّ هذا الأمر قد يكون مفيداً في مزارع البُن الواقعة في مناطق شبه استوائية، حسب قوله.

القهوة البرية مهددة بالانقراض

وترحب المديرة التنفيذية لمنظمة "FairTrade" الأسترالية "مولي هاريس أولسون"، بالأبحاث في مجال الأصناف الأقوى للقهوة. 

وحذرت من أنَّ القهوة البرية قد تنقرض بحلول عام 2080، وهي التي تُعَد أساساً حيوياً للتنوع الجيني الرامي لتطوير أصنافٍ جديدة. وتُشير إلى أنَّ توسعة مساحات زراعة البُن في أستراليا لن توقف تأثير التغيُّر المناخي على مزارعي القهوة في البلدان الأخرى.

المصدر | الخليج الجديد + عربي بوست

  كلمات مفتاحية

قهوة البن أستراليا أبحاث تطوير تغير المناخ