قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن العراق بإمكانه أن يصبح قطب توازن في منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن باريس تحاول استثماره للحد من تأثير انسحاب القوات الأمريكية من سوريا.
وذكرت الصحيفة أن بغداد هي العاصمة الوحيدة التي تحافظ على علاقات جيدة مع جميع الجهات الفاعلة ليس فقط طهران، والنظام السوري، ولكن أيضا المملكة العربية السعودية.
وتابعت الصحيفة أن العراق يحافظ أيضا على علاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل إبقاء الأخيرة على حوالي 5 آلاف من جنودها على الأراضي العراقية.
واستشهدت الصحيفة على الأهمية الدبلوماسية المتزايدة للعراق في الآونة الأخيرة، قائلة إن عاصمته تحولت على مدار يومين إلى "باليه" دبلوماسي كبير، على حد وصفها.
وأشارت الصحيفة إلى أن العاصمة العراقية، كانت مقصدا لكل من وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف"، والعاهل الأردني "عبدالله الثاني"، التي تُعد الأولى له إلى العراق منذ 10 سنوات.
وذكرت الصحيفة أن الزيارة الأهم كانت لوزير الخارجية الفرنسي "جان إيف لودريان" يومي الإثنين والثلاثاء المنصرمين.
وفي تصريحاته من العراق، اعتبر "جان إيف لودريان"، أن العراق يُمثّل "محور وقطب توازن"، مُذكّراً أن الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" لم تنته بعد.
وبحسب مراقبين فرنسيين، فإن رحلة رئيس الدبلوماسية الفرنسية من بغداد إلى أربيل ثم النجف على مدار يومين، تعكس مدى الأهمية التي توليها باريس لعلاقاتها مع العراق واستقرار هذا البلد.
ونوهت الصحيفة إلى أن الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، كان من المقرر أن يقوم بزيارة إلى العراق في نهاية شباط/فبراير، لكنّ الزيارة تأجلت بسبب انشغال ماكرون بـ"الحوار الوطني الكبير" الذي أثارته أزمة "السترات الصفراء".
وذكرت "لوموند"، أن الانسحاب المفترض للقوات الأمريكية من الأراضي السورية، سيعطي دوراً حاسماً للعراق كقاعدة خلفية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، ناهيك عن أن عاصمته بغداد تبدو في طريقها إلى أن تصبح لاعباً دبلوماسياً رئيسياً في الساحة الإقليمية.
وخلصت الصحيفة إلى أن الحكومة الفرنسية تُعوّل أكثر على الورقة العراقية التي تشير إلى التقدم الحقيقي في الأشهر الأخيرة نحو سياسة "شاملة" تجاه جميع الأقليات في البلاد، والتي ترى باريس أنها هي وحدها "القادرة على ضمان الاستقرار وإعادة الإعمار وبالتالي تحقيق نصر دائم على الإرهابين".
