أكد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" أن الهجوم على الجنود الأمريكيين بمنبج السورية يستهدف التأثير على قرار انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، موضحا أن المعلومات الواردة لدى بلاده تشير إلى أن حصيلة القتلى الذين سقطوا، الأربعاء، جراء التفجير الذي ضرب المدينة بلغ 20 شخصا، بينهم 5 جنود أمريكيين.

وفي مؤتمر صحفي عقده في أنقرة مع الرئيسة الكرواتية "كوليندا غرابار كيتاروفيتش"، تحدث "أردوغان" عن التفجير الذي أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" المسؤولية عن تنفيذه، قائلا: "لأنني رأيت عزم ترامب (حول الانسحاب من سوريا) أرى أنه لن يتراجع عن قراره نتيجة وقوع العمل الإرهابي (في منبج)"، مشيرا إلى أن "خطوة من هذا القبيل ستكون انتصارا لتنظيم الدولة الإسلامية".

وتعهد الرئيس التركي بمواصلة الزحف ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، ووعد بـ"تطهير هذه الأراضي (شمالي سوريا) منه".

ولفت "أردوغان" إلى أن اتصاله الهاتفي الأخير مع الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لم يتطرق إلى "مسألة تسليم الأسلحة المقدمة لوحدات حماية الشعب الكردية (العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية) التي تصنفها أنقرة تنظيما إرهابيا.

ووقع تفجير منبج الانتحاري أمام مطعم "قصر الأمراء" بالقرب من سوق شعبية بمدينة منبج، التي تسيطر عليها قوات مجلس منبج العسكري (مدعومة من الولايات المتحدة ومتحالفة مع وحدات الشعب) بعد انتزاع السيطرة عليها من تنظيم "الدولة الإسلامية" عام 2016.

ويزيد سقوط قتلى من الجنود الأمريكيين الضغوط الداخلية على الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بشأن إعلانه سحب قوات بلاده من سوريا بدعوى أن مهمة القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" انتهت.

وبينما رفضت فرنسا والحلفاء الأوربيون موقف "ترامب"، وأكدت أن المهمة في سوريا لم تنته بعد، تصاعدت أصوات نواب بالكونغرس، بينهم جمهوريون، للمطالبة بالتمهل في عملية الانسحاب.

وتقع منبج بالقرب من مناطق تسيطر عليها قوات حكومة نظام "بشار الأسد"، المدعوم من روسيا، ومقاتلون مناهضون له، مدعومين من تركيا.

وتمثل المدينة بؤرة صراع مفتوح بين القوات التابعة لتركيا والنظام السوري والأكراد، إذ تعتبر أنقرة وجود المقاتلين الأكراد بالمدينة تهديدا لأمنها القومي، فيما يحاول نظام "الأسد" ضمها في إطار استراتيجيته لإعادة توحيد خارطة سوريا تحت سلطته.