بديل تركيا والعراق.. أمريكا تخطط للتوسع بقاعدة عسكرية في الأردن

الجمعة 18 يناير 2019 06:01 ص

كشفت إذاعة أمريكية وثائق قالت إنها تكشف أن الولايات المتحدة تنوي توسعة نطاقها بقاعدة عسكرية في الأردن بشكل كبير؛ تحسبا لإعاقة الخلافات السياسية مع تركيا والعراق عمليات البنتاغون بالمنطقة.

وأوردت (thedrive)، عبر موقعها الإلكتروني، الثلاثاء، أن الجيش الأمريكي يسعى لتوسيع وجوده بشكل أكبر في قاعدة موفق السلطي الجوية، عبر إنشاء مرافق تضمن استيعابا أكبر للطائرات الحربية وطائرات الهجوم الأرضي والطائرات دون طيار وطائرات الشحن، وغيرها.

وتأتي الخطط التوسعية بالقاعدة الأردنية في الوقت الذي تتحرك فيه إدارة الرئيس "دونالد ترامب" لسحب القوات الأمريكية من سوريا المجاورة.

ومن المتوقع أن تستخدم المرافق الجديدة في توفير بديل لمواقع عملياتية رئيسية أخرى في المنطقة، خاصة في تركيا والعراق، حيث يمكن أن تعيق الخلافات السياسية مع حكومتيهما تحرك القوات الأمريكية بسلاسة.

وأصدر سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي، الذي يشرف على العمل في موفق سلطي، مواصفات ورسومات تتعلق بمرابض الطائرات الجديدة والممرات، وغيرها من المرافق المرتبطة بها على الموقع الرئيسي للتعاقد مع الحكومة الأمريكية، في 11 يناير/كانون الثاني 2019.

وشملت ميزانية الدفاع الأمريكية للعام 2018 أكثر من 140 مليون دولار لتطوير قاعدة سلاح الجو الملكي الأردني، التي تستخدمها الولايات المتحدة بنشاط في العمليات الإقليمية منذ عام 2013 على الأقل.

ولا تذكر وثائق الإذاعة الأمريكية قاعدة موفق سلطي بالاسم، لكنها تتضمن صور الأقمار الصناعية المشروحة التي تبين بوضوح أنها القاعدة المعنية.

المجموعة 407

وتشرف المجموعة 407 التابعة للقوات الجوية الأمريكية على العمليات اليومية بموفق السلطي، وستكون مسؤولة عن زيادة تواجد القوات بها، على أن تكون أغلب إضافات المرافق على طول المدرج الجنوبي للقاعدة.

وتشمل أعمال التوسع ساحة للنقل الجوي تبلغ مساحتها حوالي 300 ألف قدم مربعة، تضم ساحة تخزين بضائع بمساحة 40 ألف قدم مربعة، وهي مساحة كبيرة بما يكفي لاستيعاب ما يصل إلى طائرتي شحن من طراز C-17 Globemaster III و C-5 Galaxy  في آن واحد.

وسيمكن ذلك القوات الأمريكية من نقل كميات كبيرة من الأفراد والذخيرة والوقود وغيرها من العتاد إلى داخل وخارج القاعدة.

كما يمكن لموفق سلطي أن تكون بمثابة نقطة لإعادة الشحن إلى طائرات أصغر، مثل C-130 Hercules  لنقل العتاد إلى مواقع تشغيلية بأماكن أخرى في المنطقة.

وفي السياق، تتضمن خطة التوسع الأمريكية منصة شحن "ساخنة" تبلغ مساحتها حوالي 280 ألف قدم مربع على الجانب الشمالي للقاعدة من أجل ضمان التفريغ السريع وتحميل العتاد من الطائرات العابرة كذلك.

ورغم أن تركيز التوسعات يبدو منصبا على الجانب الإنشائي، فإن ذلك سيعطي الولايات المتحدة القدرة على استخدام موفق سلطي في عمليات قتال جوي بشكل أوسع، إذ يمكن أن يسمح تغيير حجم مراكن الطائرات بنشر أخرى مقاتلة، بما في ذلك تلك التابعة لغير سلاح الجو الأمريكي عند الضرورة.

وفي هذا الإطار، قامت القوات الأمريكية، في سبتمبر/أيلول الماضي، بنقل مؤقت لمقاتلات من طراز F-22  من قاعدة الظفرة الجوية بالإمارات العربية المتحدة إلى موفق السلطي.

وأشار موقع الإذاعة الأمريكية إلى أن هذا الانتقال ربما سيصبح أكثر شيوعا فيما بعد، مع ترقيات البنية الأساسية للقاعدة.

ويقدر مهندسو الجيش الأمريكي أن تبلغ تكلفة أعمال التوسع ما بين 25 و100 مليون دولار، على أن يقدم المقاولون عروضهم في 19 فبراير/شباط 2019 كموعد نهائي.

استراتيجية دائمة

وتكشف خطة التوسع بوضوح أن الولايات المتحدة تتطلع إلى زيادة تواجدها في موفق السلطي وتحويلها إلى قاعدة استراتيجية دائمة، وهو ما قد يكون مرتبطا بجهود إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لسحب قوات بلاده من سوريا.

ولا يزال الجدول الزمني الدقيق للانسحاب من سوريا غير واضح، ويظل الأمر مرتبطا بكيفية تتطور السياسة الأمريكية فيما يتعلق بالقتال المستمر ضد تنظيم الدولة بسوريا والعراق.

وكذلك فيما يتعلق بالنزاع الأوسع في سوريا، ولذا تشير التقارير إلى أن القوات الأمريكية من المحتمل أن تنتقل إلى مرافق بدول أخرى مجاورة؛ لتظل على مقربة لدعم القوات المحلية إذا اقتضت الضرورة.

ورغم أن العراق سبق اعتباره البلد الأكثر احتمالا لقبول وحدات الانسحاب من سوريا، لكن الأردن يمكن أن يكون خيارا آخر بسهولة، خاصة في ظل تصاعد غضب بعض أعضاء البرلمان العراقي من مرور "ترامب" ببلادهم لزيارة قواته، في ديسمبر/كانون الأول 2018، دون أن يلتقي رئيس الوزراء "عادل عبد المهدي".

ودفع هذا الغضب أعضاء بالحكومة الائتلافية العراقية إلى المطالبة بانسحاب كامل للقوات الأمريكية من بلادهم، وهي الحكومة التي تتطلع إلى تحسين العلاقات مع إيران.

ويمكن أن تؤدي هذه التطورات إلى الحد من قدرة الجيش الأمريكي على استخدام القواعد العسكرية بالعراق في المستقبل.

كما يمكن أن يؤدي التوسع بموفق سلطي إلى تقليل الحاجة إلى قواعد عسكرية إقليمية أخرى أثرت الخلافات السياسية على أريحية تشغيلها في السنوات الأخيرة.

خلافات تركيا

وتبدو تركيا هي القوة الدافعة الرئيسية وراء التوسع في الأردن، في ظل التوترات التي طال أمدها مع الولايات المتحدة رغم كون كل منهما عضوا بحلف شمال الأطلنطي.

وتعود هذه التوترات إلى ملفات عدة، منها قرار تركيا شراء صواريخ أرض - جو من طراز S-400 الروسية، وعلاقات أنقرة المتصاعدة مع موسكو مؤخرا، إضافة إلى دعم الولايات المتحدة لجماعات كردية في سوريا، تعتبرها السلطات التركية إرهابية.

ثمة خلاف آخر بين أنقرة وواشنطن حول "فتح الله غولن"، المتهم بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا في 2016، والذي يعيش الآن في منفى اختياري بالولايات المتحدة.

وتحد هذه الخلافات من تحرك القوات الأمريكية انطلاقا من قاعدة إنجرليك الجوية، وهي مركز إقليمي رئيسي للجيش الأمريكي، وتمثل قاعدة للطائرات المقاتلة العاملة في المنطقة.

وتقع موفق سلطي، التي تبعد أقل من 400 ميل إلى الجنوب، في وضع جيد لتحل محل نظيرتها التركية، إذا ما قررت أنقرة وقف العمليات الأمريكية انطلاقا منها.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

أمريكا تركيا العراق الأردن موفق السلطي دونالد ترامب سوريا