توفي الممثل المصري "سعيد عبدالغني"، صباح الجمعة، بعد صراع مع المرض، عن عمر يناهز 81 عامًا.

وأعلن الخبر نجله الممثل "أحمد سعيد عبدالغني"، عبر حسابه الشخصي على موقع "فيسبوك"، وكتب: "توفي والدي الفنان والصحفي الكبير سعيد عبدالغني.. نسألكم الفاتحة".

وكان نجل الراحل قد صرح سابقا أن والده أصيب بالتهاب رئوي حاد، وتم نقله إلى العناية المركزة، مؤكداً أن الحالة حرجة للغاية ويبذل الأطباء جهوداً مضاعفة للسيطرة على المرض.

وتم تشييع الجنازة عقب صلاة الجمعة من مسجد الصديق بمساكن شيرتون، وسط غياب واضح لنجوم الفن عن الجنازة.

أصدقاء عبدالغني ينعوه

 

ونعى أصدقاء ومحبي الراحل "سعيد عبد الغني"، بعبارات مليئة بالحزن والأسى داعين الله أن يتغمده بواسع رحمته.

فكتب الناقد "طارق الشناوي": "سعيد عبدالغني.. غادرنا فنان وصحفي كبير ظل محافظًا على مكانته. له ملامحه وأسلوبه الخاص لم يقلد أحد. ولم يطلب شيء احترم تاريخه واحترمه الجمهور".

كما قال رئيس المركز الكاثوليكي المصري للسينما الأب "بطرس دانيال" في تدوينة له على فيسبوك: "نقدِّم تعازينا القلبية في رحيل الفنان والصحفي سعيد عبدالغني، الراقي والمهذّب طالبين له الرحمة من الله والعزاء لذويه ومحبيه".

وكتبت المطربة "إيناس عز الدين": "ببالغ الحزن والأسى أتقدم بخاص عزائي للفنان أحمد سعيد عبدالغني في وفاة والده الفنان الخلوق الراقي سعيد عبدالغني نسأل الله الصبر والسلوان لذويه".

وكتب الممثل "محمود قابيل": "إنا لله وإنَّا إليه راجعون.. الله يرحمك يا صاحبي ويجعل الجنة من نصيبك".

من هو سعيد عبدالغني

 

و"سعيد عبد الغني" من مواليد 23 يناير/كانون ثاني في العام 1938 في قرية "نوسا البحر" بالدقهلية، شمالي مصر، تخرج في كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1958، واتجه للعمل في الصحافة، حيث التحق بصحيفة "الأهرام" الحكومية، وعين بقسم الحوادث، ثم انتقل للقسم العسكري ليعمل مراسلا عسكريا، وخلال تغطيته لأحداث حرب يونيو/تموز من العام 1967 تعرض لصدمة شديدة عقب رؤيته جثث الجنود المصريين، وقتل عدد من أصدقائه أمام أعينه.

عقب الحرب عاد "عبد الغني" لمنزله، وقد أصيب باكتئاب حاد، ثم طلب من رؤسائه بالصحيفة عدم العودة للعمل مراسلا عسكريا مرة أخرى، فتقرر نقله للقسم الفني.

وعقب عمله بالقسم الفني تعرف "عبد الغني" على كبار الفنانين المصريين، وعشق الفن، واتجه للعمل فيه بجانب الصحافة، وخلال تلك الفترة تزوج من شقيقة الفنانة الراحلة "زهرة العلا"، وعمل في فرقة مسرحية، وظهر للمرة الأولى في السينما مع المخرج "يوسف شاهين" في فيلم "العصفور" عام 1972، ثم تبعه بدور آخر في فيلم "المذنبون"، وبعدها توالت أعماله.

قدم سعيد عبد الغني نحو 190 عملا فنيا، وتنوعت أدواره ما بين الخير والشر والكوميديا والتراجيديا، ومن أشهر أفلامه "إحنا بتوع الأتوبيس"، و"مهمة في تل أبيب" و"الشطار " و"حبيبي دائما" و"السلخانة" و"التخشيبة" ومسلسلات "نصف ربيع الآخر"، و"القاهرة ترحب بكم"، و"الأفعى" و"شمس الأنصاري" و"الفرسان" و"الثعلب"، ورغم انخراطه في العمل الفني، فإنه لم يترك عمله الصحافي حتى مرضه الأخير، فهو المسؤول عن صفحة السينما في جريدة "الأهرام المسائي".

ونال "سعيد عبد الغني" وسام الدولة من الطبقة الأولى للفنون، كما حصل على جائزة "أفضل ممثل دور ثان" عن فيلم "أيام الغضب".

وكان آخر تكريم حصل عليه الفنان الراحل في الدورة الـ 65 لمهرجان المركز الكاثوليكي للسينما المصرية والذي أقيم عام 2017.