سلط معرض فني في الإمارات، الضوء على التباين بين التطور الحضاري في الدولة، وتغير صورة البيئة بشكل متسارع بسبب التطور، والعزلة التي اعتبر المعرض الفني الدولة الخليجية الشابة مقدمة عليها بخطوات ثابتة، متنبئا بمستقبلها الخالي من البشر.

وفي مساحة مهجورة مغطاة بالرمال، تسير زرافتان أمام خط أفق دبي الشهير الذي يتضمن برج خليفة، ولكن، بدلا من مظهر دبي اللامع الذي اعتدنا عليه، تبدو هذه الصورة، المشمولة في معرض "الحضرية والعزلة"، كما لو أنها أُخذت من مستقبل بعيد خالي من البشر، مثيرا بذلك تساؤلات حول رؤية الأعمال الفنية ورسالتها.

ومن خلال 61 صورة التقطها 4 مصورين، يستكشف معرض "الحضرية والعزلة"، الذي يُقام في "معرض 421" بالتعاون مع "جلف فوتو بلس" السمة الحضرية والطبيعة المتغيرة في الإمارات العربية، والعزلة الناتجة من النهضة المعمارية في البلاد.

ويُعالج معرض "الحضرية والعزلة" في "معرض 421" بأبوظبي مفهوم العزلة بطرق متعددة.

وفي مقابلة مع CNN بالعربية، شرح مدير "معرض421"، "فيصل الحسن"، الجوانب التي يركز عليها المعرض، قائلا: "تركز الأعمال المختارة على المساحات المهجورة التي كانت في أحد الأيام مراكز مزدهرة في القرن الـ20، ومشاريع تنموية في مختلف مراحلها لدراسة مشاعر العزلة، وكيف يتم تشكيلها من قبل تخطيط المدن، والإدارة، والعمارة".

ويُقسم المعرض إلى 5 مجموعات، وهي: محطات، ومهجور، والاستهلاك، وحديقة الحيوانات – دبي، والموضع العبقري.

وفي سلسلة محطات، التقطت بين عامي 2007 و2013، تستكشف صور الفنانين "محمد سمجي" و"سينيشا فلايكوفيتش" نهاية عصر تجمع سائقي الشاحنات في محطات الديزل بأطراف مدن الإمارات.

وتبين سلسلة الاستهلاك للمصور ذاته آثار الاستهلاك البشري وتأثيرها على المساحات الطبيعية تدريجيا.

وفي سلسلة حديقة الحيوانات – دبي، التي لا تزال مستمرة، تحاول المصورة "لمياء قرقاش" توثيق المؤسسات "غير المُقدَّرة" من خلال تصوير هذه الحديقة المغلقة، وهي تعمل كتذكيرٍ بأن البشرية فانية.

وتشير مواقع تصوير "سينيشا فلايكوفيتش" في سلسلته، الموضع العبقري، إلى أن تلك المساحات خالية، بينما هي في الحقيقة أماكن قد تكون مزدحمة للغاية.

ومن خلال معرض "الحضرية والعزلة"، الذي يقدم نظرة بعيدة عن الصخب والضجيج المعتاد في الإمارات، يأمل "الحسن" أن تساهم الأعمال المعروضة في إعطاء المشاهد فكرة عن المكان الذي يقفون فيه وسط مشهد دائم التغير.

وأضاف "الحسن" أنه "من خلال تسليط الضوء على المساحات المهجورة وغير المأهولة في البلاد، يوثق الفنانون ما الذي أصبحت عليه هذه الأماكن التي كانت ذات يوم مزدهرة بالنشاط الاجتماعي والاقتصادي. ومن خلال ذلك، يواجهون الجوانب المتغيرة للمدن في الإمارات، وأين هم حاليا، وأين كانوا من قبل".

ويستمر المعرض حتى 17 فبراير/شباط 2019.