تطهر من السموم بالابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية ساعة يوميا

السبت 19 يناير 2019 10:01 ص

كشفت دراسات علمية حديثة أن قضاء كثير من الوقت باستخدام الأجهزة الإلكترونية، مثل حواسيبهم الآلية أو الحواسب المحمولة اللوحية أو الهواتف الذكية، يقلل الإنتاجية ويجعل الإنسان يشعر بالاكتئاب والتوتر.

ويمكن لهذا النوع من التكنولوجيا أن يجعلنا أقل إنتاجية وليس العكس، وهنا يمكن أن يفيدك عمليات "التطهر من السموم التكنولوجية" خلال وجودك في مكان العمل، حتى ولو لمدة ساعة واحدة يوميا.

وتلخص تلك العملية في أن يتعلم كل منّا كيف يُقلص استخدام هذه الأجهزة خلال ساعات النهار، وأن يتحلى بقدرٍ أكبر من الوعي على صعيد استخدامه لها.

وتخصيص ساعة تتوقف فيها عن التعامل مع التكنولوجيا ووسائطها المتعددة خلال يوم العمل، لا يعني الاختباء في غرفةٍ مظلمةٍ، أو الانهماك في التأمل في حجرةٍ مخصصةٍ لذلك، أو حتى وضع هاتفك المحمول في درجك وإغلاقه عليه.

لكن البراعة هنا تكمن في كيفية التوقف عن محاولة الاضطلاع بمهام متعددةٍ في آن واحد، خاصة تلك التي تجمع فيها بين استخدام أجهزة ووسائط إلكترونية من جهة وتطبيقات وبرامج من جهة أخرى.

وتقول "ساندرا سوغاتس إمتش"، وهي أستاذة متخصصة في علم الأعصاب في جامعة سان دييغو، إن "خبراء الأعصاب أوضحوا بجلاء أن المخ الإنساني ليس مُعداً لأن يكون قادراً على أداء مهامٍ متعددة في وقت واحد، بل كي يضطلع بمهمة تلو أخرى على نحو متوال ومتسلسل".

فمخك بحاجةٍ لوقتٍ لكي يميز أي مهمةٍ جديدةٍ تُناط به، ويتعرف على المعلومات الخاصة بها ويولي تركيزه إليها. وأظهرت الدراسات - كما تقول سوغاتس إمتش - أن "التركيز على مهمةٍ واحدةٍ فقط في كل مرة، يتيح لك الفرصة للاحتفاظ بمستوى انتباهك، وكذلك لإنجاز المهمة التي تتولاها على نحو أكثر كفاءة".

وتشير إلى أن الاستفادة بفترة قصيرة "تطهّر فيها جسمك من سموم التكنولوجيا" يوميا يساعد مخك على تحقيق هذا الهدف.

ويعتمد توفير ساعة واحدة يوميا تبتعد فيها عن الأجهزة التكنولوجية بمكان عملك على التخطيط الذكي لا أكثر.

فالغالبية الساحقة من الخبراء الذين التقيتهم لإعداد هذا الموضوع، أوصوا بأن يقتصر تصفحك لحساب بريدك الإلكتروني على أوقاتٍ محددةٍ خلال يومك، وهو ما يعني أن تُوقِف خاصية تلقي إشعارات تلقائية تظهر في ركن الشاشة كلما تلقيت رسالة جديدة، أو أن تعد مجموعة رسائل تُرسل تلقائياً لإخبار من يراسلونك أنك "خارج المكتب"، في الأوقات التي تقرر أنك لن تتصفح فيها بريدك الإلكتروني خلال اليوم. بعد ذلك، بوسعك تحديد فترتين أو ثلاث فترات في كل يوم، تُمشط فيها صندق الرسائل الواردة إليك.

وبمقدورك بالطبع أن تطبق الاستراتيجية نفسها على باقي الوسائط والأجهزة التكنولوجية التي يشكل التعامل معها أحياناً مصدراً للإلهاء والتشتيت مثل استخدام الهواتف الذكية وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي.

وباستطاعتك أن تحدد لنفسك فترات قصيرة تتوقف فيها تماماً عن التفاعل مع أي أجهزة إلكترونية على الإطلاق، وأن تحدد أوقاتا معينة خلال يوم العمل، لكي تتمشى فيها خارج المكان الذي تعمل فيه وألا تأخذ هاتفك المحمول معك خلال تلك الفترات.

وإذا كان الطقس غير موات، فبوسعك أن تجول في أرجاء مكان عملك، وأن تتبادل الحديث مع زملائك، وأن تحظى بـ"وجبة غداءٍ حقيقية".

وعلى الرغم من عدم وجود وسيلةٍ تكفل للكثيرين منّا الإفلات من قبضة التكنولوجيا بشكلٍ كامل، فإن ذلك لا يجعلنا نقلل من أهمية التحرر منها في مكان العمل لساعة واحدة يومياً.

وبوسعنا إيجاد هذه الفترة الزمنية من خلال ترتيب جدول يومنا على نحو أكثر براعة، وكذلك تغيير الطريقة التي نستخدم بها الأجهزة والوسائط الرقمية.

وما لم يحدث ذلك، سينتهي المطاف بهذه التقنيات وقد أصبحت تسبب متاعب ومشكلات تفوق ما تجلبه من فوائد.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

الأجهزة الإلكتورنية السموم التكنولوجية دراسة علمية