كشفت "نرجس موباليغي" صديقة وزميلة سابقة للصحفية والمذيعة الإيرانية "مرضية هاشمي"، التي جري اعتقالها في الولايات المتحدة مؤخرا، أن "مرضية" تعرضت إلى إساءة معاملة وانتهاكات لحقوقها الدينية، خلال احتجازها على ذمة قضية غامضة مؤخرا.

جاء ذلك خلال تصريحات لـ "موباليغي"، وهي صحفية مستقلة وزميل سابق لـ"مرضية"، لقناة روسيا اليوم الناطقة بالإنجليزية.

وقالت "نرجس" إن "مرضية" تعرضت لانتهاك حقوقها الدينية في السجن، الذي وضعت فيه بعد فترة قصيرة من قدومها إلى الولايات المتحدة من إيران، وفى غضون ذلك، لم تتلق أسرتها أي إجابات من مكتب التحقيقات الفيدرالية.

وأضافت أن السلطات الأمريكية فرضت تعتيما معلوماتيا على أسرة "مرضية" (التي تبلغ من العمر 59 عام) منذ اعتقالها في سانت لويس، يوم الأحد.

و"مرضية"، هي مواطنة أمريكية، ولدت في "نيو أورلينز" في أسرة مسيحية من أصل أفريقي، واعتنقت الإسلام في أعقاب الثورة الإسلامية عام 1979، وكانت تقدم برنامجا على قناة "برس تي في" الإيرانية التي تبث باللغة الإنجليزية.

وتم اعتقال "مرضية"، من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي، حيث كانت على وشك الصعود إلى متن رحلة داخلية أمريكية من مطار "لامبرت" الدولي في "سانت لويس" إلى "دنفر".

وفى هذا الصدد قالت "نرجس" إن "هناك أسئلة كثيرة جدا، وإجابات قليلة جدا".

وبينما تصدرت قضيتها عناوين الصحف الدولية على الفور، لا يعرف شيء يذكر عن سبب اعتقالها المفاجئ، حيث يحجب مكتب التحقيقات الفيدرالي أي معلومات، قالت "نرجس" إن عائلة الصحفية لم تحصل على أية تفاصيل من قبل السلطات الأمريكية أيضا.

ووفقا لـ"نرجس"، فإن المعلومات الوحيدة التي لديهم هي أن "مرضية" اعتقلت كشاهد مادي في قضية غير محددة، مضيفة أن أطفال "مرضية"، الذين يعيشون جميعا في الولايات المتحدة، تم استدعائهم.

وذكرت أنها ليس لديها أي فكرة عن سبب هذا الاستدعاء، حيث تم إبلاغهم في البداية أن "مرضية" تواجه المحكمة يوم الجمعة، ولكن حتى الآن هذا غير واضح.

وتابعت: "أبلغت العائلة أنها ستعقد جلسة يوم الجمعة، وتم الرجوع في ذلك، وليس من الواضح إذا كان سيتم عقد جلسة استماع اليوم".

ومضت قائلة: "الصورة حتى الآن مربكة إلى حد ما، هناك العديد من الأسئلة والإجابات قليلة جدا".

وقالت "نرجس" إن العائلة تحدثت فقط مع "مرضية" لمرة، في مكالمة يوم الثلاثاء، وكانت غير مدركة لمكان احتجازها بالضبط.

طعام غير حلال ونزع حجاب

وخلال المكالمة أبلغت "مرضية" عائلتها أنه تم نزع الحجاب عنها بالقوة، ولا يتم إعطاؤها طعام حلال خلال احتجازها"،  حسبما نقلت زميلتها السابقة لـ"روسيا اليوم".

وبما أن "مرضية" رهن الاحتجاز دون أي اتهام، فقد تم تجاهل حقوقها الدينية بشكل كامل من قبل سلطات السجن.

وأخبرت "مرضية" ابنتها بأن حجابها، تم خلعه ضد إرادتها، وتم التقاط صورة (صورة الموقوفين) لها لكي يتم تضمينها في القضية بدون الحجاب.

وقالت "نرجس": " لقد تم إعطاؤها قميصا بأكمام قصيرة في مخالفة لقواعد اللباس الإسلامي.. وأنها اضطرت إلى الحصول على قميص آخر، فقط لتكون قادرة على تغطية شعرها".

كما لم يتم توفير أي طعام حلال لها أو للصحفية، لذلك اضطرت إلى أكل البسكويت وبعض الخبر، الذي يأتي مع طعام السجن المعتاد.

وقال "نرجس": "كما تتخيل فإن أطفالها قلقون للغاية ليس فقط بشأن انتهاكات حقوقها الدينية، ولكن أيضا بشأن صحتها".

وأشارت إلى أن "مرضية" كانت تعاني من مشاكل صحية مثل خفقان القلب، ويجب أن تأخذ الدواء، وتعرضت للإغماء من قبل عندما نسيت تناول وجبة من الطعام".

ومضت قائلة: "وسيكون من المقلق للغاية، إذا الفيلم الوثائقي BLM هو القضية".

كما كانت هناك تكهنات بأن "مرضية" تم استجوابها فيما يتعلق بفيلم وثائقي عن قضية حياة السود التي زعمت أنها عليها، وفى هذا الصدد قالت "نرجس" إنه إذا تبين أن هذه الشائعات صحيحة فسيكون الأمر مزعجا للغاية.

"كم هو مقلق، أن تؤدي تغطية قصة مثل Black Lives Matter إلى مثل هذا النوع من الاعتقال. هذا سيقود إلى الكثير من الأسئلة، هل هذا هو العرف الجديد الآن في الولايات المتحدة؟ هل لهذه دوافع سياسية"، وفقا لـ"نرجس".

بينما رفضت التكهن بالأسباب القانونية لاعتقال "مرضية"، قالت "نرجس" إن "الولايات المتحدة تواجه أوقاتا لم يسبق لها مثيل في ظل وجود ترامب، الذي أعلن شن هجوم مفتوح على الصحفيين، بهجماته المستمرة على وسائل الإعلام".

وتابعت: "ثمة شيء مظلم جدا في الولايات المتحدة في هذه اللحظة، هل هذا هو الخوف من الإسلامي (الإسلاموفوبيا)، أم المشاعر المعادية لإيران، أو هذه المشاعر المناهضة لوسائل الاعلام والمشاعر المناهضة للصحفيين".

وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الجمعة، نقلا عن أوراق محكمة في قضية "مرضية" إن الصحفية الإيرانية لم تتهم بارتكاب أي جريمة، ومن المقرر إطلاق سراحها بمجرد تقديم شهادتها، ورغم ذلك لا يزال من غير الواضح متي سوف يتم ذلك.

وكشفت السجلات أنها سبق أن مثلت مرتين أمام قاض أمريكي. ولم يتم الإفصاح عن أي تفاصيل حول القضية التي من المفترض أن تشهد فيها.

وقال ابنها، الذي كان يتحدث خارج المحكمة، الجمعة: "لا يبدو أن مرضية سيطلق سراحها قبل نهاية الأسبوع".