واصل وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي "عبداللطيف آل الشيخ"، تصريحاته المناهضة لثورات الربيع العربي، واصفا إياه بـ"الربيع السام"، قبل أن يحمل الشعب السوري مسؤولية الدمار الذي حل ببلادهم.
وفي ندوة أقيمت بالرياض، وصف "آل الشيخ"، الربيع العربي، بـ"الربيع السام المهلك للإنسان العربي المسلم".
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو للوزير السعودي، يهاجم فيه الشعب السوري، ويحمله مسؤولية الدمار الذي حل ببلادهم، ويقول: "سوريا هذه الدولة القوية، وإن كان فيها ما كان فيها، انظروا ماذا أصبح شعبها، مشردا، فقيرا، معدما، ذليلا، يجوب جميع بلاد العالم، لأنه سمح لدعاة الفتن والشر والمتاجرين بعواطفهم أن يحركوا هذه الشوارع، ويحصل ما حصل منهم، وأصبحت سوريا كما ترون".
وانتقد الناشطون تصريحات "آل الشيخ"، الذي اختزل جرائم النظام السوري بعبارة "وإن كان فيها ما كان فيها"، ملقيا باللوم بالدرجة الأولى على الشعب السوري، معتبرين أن هذه التصريحات تتناغم مع الإعلام السعودي، الذي يروج الآن للتطبيع العلني مع "بشار الأسد"، وإعادة فتح السفارة في دمشق.
كما اتهم الناشطون "آل الشيخ"، بتزوير الحقائق وتجاهل الدعم السعودي العلني للمعارضة السورية، والدعاء على "الأسد" في المساجد بالسعودية، ناقلين تصريحات سابقة لوزير الخارجية السعودي الأسبق "سعود الفيصل"، الذي وصف فيها الثورة السورية بأنها "جهاد"، ستدعمها الرياض بكل قوة.
وقبل أيام، هاجم "آل الشيخ"، ثورات الربيع العربي واصفا إياها بـ"الثورات السامة"، محذرا من الثورات التي تجعل من اعتبرهم "دعاة الفتنة" يحاولون الاستيلاء على الحكم.
كما سبق له أن أثار جدلا، بعد تصريحاته التي سب فيها المفكر المصري الراحل "سيد قطب"، وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الموريتاني "محمد الحسن ولد الددو".
ومنذ تعيينه وزيرا منتصف العام الماضي، أثار "آل الشيخ" عاصفة من الجدل، لا سيما حينما توعد أئمة وخطباء بفصلهم من عملهم، وملاحقتهم، متهما إياهم بالتحريض على إثارة الفتن، ودعوته إلى تخليص المملكة ممن وصفهم بـ"شر الأشرار وأصحاب البدع والضلالات وشرار الناس من الإخوان والخوارج"، على حد قوله.
