استحواذ النساء على المطبخ يحرم الرجال من متعة الطهي

الأحد 20 يناير 2019 12:01 م

يتعلم الشباب الذين يعيشون لفترات بعيدين عن عائلاتهم، العديد من المهارات التي تتيح لهم فرص الاعتماد على ذواتهم في أغلب مستلزمات الحياة اليومية، ومن بينها شؤون البيت والمطبخ وطهي الوجبات اللازمة.

ويكتشف الكثير من الشباب العازبين في تلك الفترة الطبخ والغسيل والتنظيف، ومنهم من يعرف أن لديه مواهب وهوايات مثل الطهي، حيث تسهل هذه المهارات التي يتعلمها الأعزب مساعدة زوجته في المستقبل على القيام بالأعمال المنزلية.

ويدرك العديد من الشبان أعباء الأعمال المنزلية في فترة السكن المستقل عن الأهل، ما يجعلهم بعد الزواج مختلفين عن أقرانهم الذين لم يمروا بتجربة الاستقلالية والعيش بعيدا عن بيت الأسرة؛ فهم من ناحية يجيدون الاهتمام بأنفسهم ويعرفون كيفية القيام بذلك، كما يدركون مشقة القيام بالأعمال المنزلية.

وغالبا ما لا يجد هؤلاء صعوبة في تقبل فكرة مساعدة زوجاتهم على إنجاز أعمال المنزل.

وفي مقابلة مع صحيفة "العرب"، يرى المحاسب "محمد جمال" أن الطهي يعد إحدى المهام التي "توكل للزوجة بحسب عادات وتقاليد مجتمعاتنا العربية، لكن عندما يكون الزوج من هواة الطبخ يمكنه أن يطهو بعض الأكلات؛ وبالتالي يتمكن من مساعدة زوجته ولا سيما في المواقف والأوقات التي يتوجب عليه فيها القيام بذلك مثل الضيافة، أو مرض الزوجة. 

ويقول المعلم "أحمد فؤاد" إن "الزواج حرمه من المتعة التي وجدها في الطبخ أيام عزوبيته"، لافتا إلى أنه "يسلب الرجل حريته في كل شيء، بداية من النوم حتى اختيار الأصدقاء، ومن أكثر الأشياء التي أزعجتني إصرار زوجتي على منعي من دخول المطبخ أو حتى مساعدتها على الطبخ".

ويضيف: "لقد تعلمت الطبخ خلال الدراسة الجامعية حيث كانت الجامعة تبعد عن بيتي كثيرا، وبدأت رحلتي مع الأكل من خلال المطاعم ثم شعرت بالملل فاتجهت إلى تجربة الوجبات السهلة مثل البطاطس المحمرة، وبدأت أسأل أصحاب الخبرة عن طرق الطهي السهلة والسريعة ثم استهواني طبخ الطعام وشعرت بأنني قادر على إجادة بعض الوجبات".

ويردف: "كنت أنتظر فرصة الإجازة عندما أعود إلى عائلتي، فأسأل والدتي عن كيفية طبخ الأنواع التي أحبها وأقف معها في المطبخ لمراقبة ما تفعله، وأصبحت أُبدع بابتكار أكلات جديدة وأدعو أصدقائي إلى تذوق ما صنعت يداي".

من جهته يعتبر المهندس "أشرف علي" أن الغربة تربي المرء؛ فـ"في بيت أسرتي كنت الأخ الأكبر وكل طلباتي في المنزل تُنَفّذ وأتمتع بدلال كبير من قبل أمي، فهذا الأكل لا يعجبني وذاك أفضله… وهكذا، وعندما سافرت خارجا احترت في أمر الطعام".

موضحا: "في البداية كانت المطاعم وعشت على ذلك مدة طويلة، ولكنني شعرت بأنني أفقد الكثير من دخلي وبدأت صحتي في التدهور فقررت أن أهتم بصحتي بعد أن أُصبت بالأنيميا".

وقرر "أشرف" خوض تجربة الطهي لأن تجربته مع المطاعم كانت باهظة التكلفة ماليّا، وبدأ في تعلم الأطباق السهلة ثم طور معارفه في الطهي عبر استشارة الزميلات أو زوجات أصدقائه أو والدته.

ويضيف: "بدأت بعدها أتابع برامج الطبخ في التلفزيون إلى أن منحت نفسي درجة الأستاذية في فن الطهي، ولم يعد يعجبني طعام الآخرين. أتصور أن دور زوجتي المستقبلية سوف يقتصر على تنظيف الأواني".

بينما يقول المُترجم الفوري "محمود عبدالعزيز": "أتطوع بكامل إرادتي للتعاون مع زوجتي على ترتيب المنزل والطبخ وتعلمت الطهي وأصبحت العملية متعة، كما تعلمت صنع كل الأصناف التي يصعب على الرجال إعدادها، بل التي يصعب على بعض النساء تحضيرها".

بدوره، يقول الشيف "عمر ناجي"، رئيس الطهاة بأحد الفنادق في مصر، إن "الطبخ علم من العلوم وليس مجرد هواية يتقنها شخص ما".

وتابع: "لقد حصلت على دورات كثيرة في أوروبا حيث كنت أدرس هناك تكنولوجيا المعلومات ووجدت فرصة للالتحاق بدورات الطهي، فأنا من هواة الطهي منذ كنت طالبًا" حيث كان المسؤول بين زملاء سكنه عن تحضير الطعام، في حين يهتم كلا من شريكيه بالتسوق والنظافة.

من ناحيته، اعتبر خبير الدراسات الاجتماعية "شريف جمعة" أنه لا شك في أن المرأة تعتبر بيتها هو مملكتها الخاصة؛ حيث تشرف على غالب مهامه؛ ولأن طبيعة الحياة الأسرية والاجتماعية تغيرت فيها عادات كثيرة حيث عمل المرأة أحيانا يتطلب منها أن تتأخر ما يجعل الزوج مضطرا للمساهمة و المبادرة بالعمل في البيت.

ويخلص "جمعة" إلى أن نمط الحياة تغير وينبغي على جميع أفراد الأسرة أن يتعاونوا على إنجاز مهام البيت، وعدم ترك أعباء البيت على فرد واحد.

ويقول استشاري الصحة النفسية "محمد عبدالعزيز": "هناك من الرجال من يفضل الطهي لأنه يمارس نوعًا من العطاء العاطفي نحو أسرته من خلاله. وهناك من لا يستطيع أن يفعل ذلك؛ لأنه لم يتعلم الطهي أو غيره من شؤون البيت لأنه يعتقد أن هذه مهام الزوجة وقد يجلس في البيت منتظرا عودة زوجته لتعد كل شيء"، ناصحا تعويد الزوجات لأزواجهن على المساهمة في المنزل والمطبخ.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

طبخ طهي طعام مطبخ زواج مشاركة علاقة أسرية تعاون دعم