استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

السيسي والاستمرار في تحجيم مصر

الاثنين 21 يناير 2019 07:01 ص

هل يطمئن السيسي بأن الصهاينة لا يدعمون الإرهاب في سيناء ولا يعبثون داخل مصر لتفجير الأوضاع وإشعال حرب أهلية؟

بعد كل هذه التجارب مع الصهاينة، ما زال من العرب من يثق بهم ويدخلهم غرف بيته!

الصهاينة قادة الإرهاب العالمي قدموا مساعدات للإرهابيين ولكن حكام العرب يثقون بالعدو لا بأبناء جلدتنا.

هل كان يدرك السيسي دور أمريكا في حرب عام 1967، ومواقفها تجاه مصر في مجلس الأمن ومختلف المحافل الدولية؟

هل كان يدرك أن أمريكا هي التي قدمت المساعدات العسكرية الفورية للصهاينة في حرب أكتوبر 1973 لإفشال الهجوم السوري المصري؟

أهان السيسي نفسه بقوة في مقابلته مع شبكة CBS الأمريكية ضمن برنامج 60 دقيقة ذلك عندما تعرق وتلعثم وتقلص وقلص معه حجم مصر.

كان السيسي ساذجا جدا في إجاباته، وبدا عاجزا أمام المذيع الأمريكي الذي كان يعرف جيدا أوضاع مصر ومحاولات السيسي التقرب من ترامب. لم تكن المقابلة فضيحة للسيسي فقط وإنما لكل العرب الذين من المفروض أن مصر قيادتهم.

ينسق عسكريا مع إسرائيل

أكد السيسي أثناء مقابلته أنه ينسق عسكريا مع الكيان الصهيوني، وأنه يستعين بسلاح الجو الصهيوني لملاحقة الإرهابيين في شمال سيناء. هذا فضلا عن التعاون الأمني بالطبع. وفي هذا يتفوق السيسي على المطبعين العرب بخاصة بعض دول الخليج والأردن والمغرب.

أولئك يطبعون وبعضهم يقيم سلاما مع الصهاينة، وهم يتدرجون في علاقاتهم مع الصهاينة خطوة خطوة. أما السيسي فلا يكتفي بالتطبيع، وإنما ينسق عسكريا مع الصهاينة، وهذا ما يشكل خطرا كبيرا على الأمن القومي المصري.

فهل يطمئن السيسي بأن الصهاينة لا يدعمون الإرهاب في سيناء؟ وهل يطمئن إلى أن الصهاينة لا يعبثون بالداخل المصري في محاولة منهم لتفجير الأوضاع الأمنية وإشعال فتيل حرب أهلية تدمر مصر كما دمرت دولا عربية أخرى؟

وبعد كل هذه التجارب مع الصهاينة، ما زال من العرب من يثق بهم، ويدخلهم غرف بيته.

وإذا كان السيسي بحاجة لمساعدة عسكرية فإن العراقيين والسوريين هم أفضل من يقدم العون لأنهم أصحاب خبرة طويلة وقاسية بخصوص الإرهاب، وهم متمكنون من التكتيكات التي أثبتت فعاليتها في مواجهة الإرهاب.

في حين أن الصهاينة وهم قادة الإرهاب العالمي قدموا مساعدات للإرهابيين. ولكن جريا على عادة العرب، الثقة بالعدو الخارجي أقوى من الثقة بأبناء جلدتنا.

وما هو في غاية الأهمية أن السيسي وبكل سذاجة قال لمضيفه الأمريكي: إن أمريكا هي المسؤولة عن الأمن العالمي، وذلك جريا على ما قاله السادات يوما إن أمريكا تملك 99% من أوراق الحل في المنطقة العربية. وفي ذلك بدا السيسي في غاية الجهل حول ما يجري في العالم.

لو كان السيسي يعلم لأوضح لمضيفه أن أمريكا هي رائدة الفوضى والفتن في العالم، وهي التي تعرض الأمن والسلم العالميين للخطر الشديد، وفي تعاون مع الكيان الصهيوني.

فهل كان يدرك السيسي دور أمريكا في حرب عام 1967، ومواقفها تجاه مصر في مجلس الأمن ومختلف المحافل الدولية؟

وهل كان يدرك أن أمريكا هي التي قدمت المساعدات العسكرية الفورية للصهاينة في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 لإفشال الهجوم السوري المصري الهادف حينئذ إلى إزالة آثار عدوان 1967؟

لقد كانت أمريكا تجرب حينها قنابلها الذكية، وشحنتها فورا إلى الكيان الصهيوني لتدمير قواعد الصواريخ المضادة للطائرات السورية والمصرية من أجل الإبقاء على تفوق سلاح الجو الصهيوني.

لقد أفسدت أمريكا على سوريا ومصر نصرا مؤزرا ضد الصهاينة، ومكنت الصهاينة من حصار الجيش الثالث المصري، وعبور القناة نحو الدفرسوار. ربما لم يكن السيسي في العسكرية، ولم يهتم يوما بمجريات الدعم الأمريكي للصهاينة على العرب، أو أنه لم يكن يتابع أخبار الجبهات.

ولو راجع السيسي نفسه وسأل عن غزو العراق وأفغانستان، وعن العبث بدول أمريكا اللاتينية، والعمل على محاصرة روسيا ودول عربية وإسلامية أخرى.

أمريكا هي التي تحشر أنفها في مشاكل العالم وتعقدها وتبث سمومها بالمزيد فيها من أجل زيادة مبيعات الأسلحة. أمريكا لا تكترث بنفوس الناس، والمال هو الأهم بالنسبة لها.

أما هذا الرئيس الأمريكي الذي يبحث السيسي عن صداقته فهو المجرم الذي نقل سفارة بلاده إلى القدس مستهترا بكل العرب والمسلمين، وهو الذي انسحب من اتفاقية المناخ، ومن الاتفاق النووي مع إيران، ومن تآلفات تجارية مع دول في أمريكا. وهو الذي يفتعل حربا تجارية مع الصين، وهو الذي يبتز الدول العربية النفطية ويستولي على أموالها.

نصب السيسي نفسه مدافعا عن الجرائم الأمريكية عبر العالم، وكعربي كان من المفروض أن يكون واضحا أمام المواطن الأمريكي وليس منافقا. كانت تحصل مصر على أموال من أمريكا، وقام ترامب بتقليصها، ولا أظن أنه سيضخها من جديد.

وإذا كان السيسي حريصا على رخاء الشعب المصري، فالأفضل له أن يحارب الفساد والفاسدين ليوفر الأموال المنهوبة لبناء المشاريع وصناعة فرص عمل للمصريين. مصر قادرة على الوقوف على أقدامها اقتصاديا وعلميا وتقنيا إذا أحسن قادتها إدارتهم للشؤون العامة. ولكن ماذا نرجو من شخص قدم نفسه كهادم للديمقراطية المصرية.

ورغم ما يجري بمصر من اعتقالات وأحكام إعدام بالجملة، يتحدث السيسي عن احترامه لحقوق الإنسان. إنها مهزلة.

  • د. عبدالستار قاسم - أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية

المصدر | عربي21

  كلمات مفتاحية

مصر عبد الفتاح السيسي برنامج 60 دقيقة اعتقالات أحكام إعدام إسرائيل تعاون عسكري أمني انتهاك حقوق الإنسان