استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أميركا وإيران.. حديث الحرب

الاثنين 21 يناير 2019 08:01 ص

أميركا وإيران.. حديث الحرب

هل خيار الحرب الأميركية على إيران مطروحٌ فعلاً؟

لا يزال مستبعداً ضرب الداخل الإيراني  لكن أطراف الحرب بالوكالة عن إيران ستكون مهدّدة خارجها.

بغداد تلقّت تحذيراً أميركياً بأن إسرائيل قد تقصف مواقع أو مخازن صواريخ إيرانية في العراق.

*     *     *

لو لم تكن إدارة الرئيس دونالد ترامب مفعمة بالتناقضات والصراعات الداخلية، ولو لم تكن طريقته في اتخاذ القرارات وإعلانها مثيرة للقلق بل للمخاوف أحياناً كثيرة، لما حصل هذا الجدل على طلب البيت الأبيض ومستشار الأمن القومي من البنتاغون عرض خيارات لضرب إيران في حال تكرار اعتداءات كالقصف الذي استهدف السفارة الأميركية في بغداد.

فمن الطبيعي والعادي أن تُسأل وزارة الدفاع عمّا لديها من خطط من دون أن يعني ذلك أن ثمّة قراراً حربياً قيد الدرس، أما غير العادي فهو أن يتسرّب الأمر، مؤكّداً مناخ عدم الانسجام والتوافق وحتى عدم الثقة بين الرئيس والجنرالات.

لم يكن هؤلاء مرتاحين إلى التعامل مع باراك أوباما الذي لم يكن واضحاً في ما يريده (في أفغانستان، وخصوصاً في سوريا) ولذلك كثرت التسريبات آنذاك. ولم يكونوا راضين على تهوّرات إدارة جورج دبليو بوش وإهمالها لتحذيراتهم.

هذا لا ينفي أن لدى بولتون، وهو من عتاة «الصقور»، توجّهات حربية ضد إيران وغيرها، وقد سجّل مواقفه المتشدّدة كتابةً وبالصوت والصورة. ولا ينفي أيضاً أنه الوحيد المؤثّر حالياً في محيط رئيسه والمتماهي مع انفعالاته.

لكن قرار الحرب، كما يصوّر في بعض الإعلام العربي، نقلاً عن الإعلام الأميركي بكثير من التصرّف والتشويه، لا يمكن أن يكون ثمرة تواطؤ بين الرجلين، أو عشوائياً كقراري الانسحاب من سوريا وأفغانستان، اللذين خضعا للمراجعة لاحقاً، بل يتطلّب تشاوراً عميقاً ومروراً إجبارياً بالعديد من المؤسسات.

وحده اعتداء إيراني مباشر ومتعمّد إسقاط قتلى أميركيين وتحدّي هيبة أميركا وقوّتها يمكن أن يختصر المراحل ويخفض الاعتراضات.

لكن هل خيار الحرب مطروحٌ فعلاً؟

حافظت واشنطن منذ إدارة بوش وفي كل المرّات التي عبّرت فيها عن موقفها من إيران على القول إن «كل الخيارات على الطاولة» لكي تفهم طهران أن العمل العسكري ليس مستبعداً نهائياً.

لكن إعطاء الأولوية للدبلوماسية حتى عندما يتقصّد الإيرانيون التهديد والتوتير والعبث عند حافة الهاوية انتهى إلى إشعارهم بأنهم بلغوا حدّاً من القوة لا يجرؤ أحدٌ على مقارعته.

ثم إن مزاوجة العقوبات مع الدبلوماسية لم تنتج في عهد أوباما سوى الاتفاق النووي الذي أسفر عن كسب مزدوج لإيران: فمن جهة اشترط الاتفاق رفع تلك العقوبات أو تخفيفها تدريجياً، ومن جهة أخرى استغلّت إيران فترة التفاوض لتمرير كل تدخّلاتها وتوسّعاتها الحافلة بزعزعة واضحة للاستقرار الإقليمي وانتهاكات مباشرة لسيادة دول عربية.

ولم تطلب منها إدارة أوباما سوى «تغيير سلوكها»، وهو ما قابلته طهران باستخفاف واستهزاء بَدَيا مُجديَين، بدليل أن تلك الإدارة راحت تطالب العرب بالتكيّف مع الأمر الواقع والتفاوض مع إيران على «تقاسم النفوذ».

صحيح أن ترامب دخل البيت الأبيض بأفكار مسبقة ضدّ إيران، إلا أنها تعكس مواقف الحزب «الجمهوري» وجزء من الحزب «الديمقراطي» اللذين ناقشا طويلاً الاتفاق النووي ولم يمكّنا الكونغرس من المصادقة عليه.

في ما بعد واجه ترامب وإدارته ضرورة تفكيك ذلك الأمر الواقع الذي رسّخه الإيرانيون وبات عقبةً أمام أي سياسة أميركية في منطقتي الخليج والشرق الأوسط.

ربما لم يغب احتمال التفاوض أولاً غير أن الصيغة الوحيدة التي ارتأتها طهران أن تدخل واشنطن في مساومة معها على أساس الاعتراف بنفوذها، ولم تفكّر في تعديل خيارها حتى بعدما اتضحت معالم الاستراتيجية التي يتجه ترامب وإدارته إليها.

ليس فقط بعناوينها (الانسحاب من الاتفاق النووي، تشديد العقوبات، اشتراط خروج إيران من سوريا، تطوير الدور الأميركي في العراق...) بل أيضاً في بلورة آليات مواجهة عبر الضربات الإسرائيلية للمواقع الإيرانية في سوريا.

فرضت الولايات المتحدة العقوبات وتراهن على أثر مفاعيلها شيئاً فشيئاً فيما تراهن طهران على المواجهة التي ترتسم معالمها أكثر فأكثر. في هذا السياق برز حديث الحرب، خصوصاً بعد اعتداء بغداد والإنذار الأميركي الذي تلاه، ثم تصاعد بعد مسارعة الإيرانيين إلى التحرّك لاستثمار الانسحاب الأميركي من سوريا.

لا يزال مستبعداً ضرب أهداف داخل إيران، لكن كل الأهداف التي تمارس الحرب بالوكالة عن إيران ستكون مهدّدة خارجها. ولأن العراق مرشّح لأن يكون ساحة المواجهة يحاول أتباع إيران في البرلمان تمرير قانون لإنهاء أي وجود عسكري أجنبي.

لكن بغداد تلقّت تحذيراً أميركياً بأن إسرائيل قد تقصف مواقع أو مخازن صواريخ إيرانية في العراق. وفي هذه الحال قد تردّ إيران على إسرائيل ويتوقّف على طريقة ردّها تحديد درجة التصعيد وخريطة المواجهة.

* عبد الوهاب بدرخان كاتب وصحفي لبناني 

  كلمات مفتاحية

أميركا إيران خيارات ضرب إيران البنتاغون إدارة ترامب جون بولتون العراق إدارة أوباما الكونغرس إسرائيل