ساهمت الأزمة الخليجية، في دفع المفاوضات الجارية بين قطر والاتحاد الأوروبي، من أجل التوصل إلى اتفاق في مجال الطيران، فيما عرف باسم "السماء المفتوحة"، بالإضافة إلى تطوير العلاقات الدبلوماسية والروابط الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي.

وحسب صحيفة "بولتيكو" الأمريكية، فإن هذه الاتفاقية (السماء المفتوحة) مع الاتحاد الأوروبي، ستكون بمثابة هزيمة للحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين على قطر، قبل عام ونصف العام، والذي كان هدفه أن ترضخ الدوحة وتتنازل عن سيادتها، وهو الأمر الذي لم يحدث.

ونقلت الصحيفة، عن مسؤول في شركة طيران على دراية بالمباحثات، قوله إن المفاوضات بين قطر والاتحاد الأوروبي شهدت نسبة تقدم وصلت إلى نحو 80%، وفي طريقها إلى اتفاق نهائي.

ووفقا لمصادر، فإن الصفقة متقدمة بشكل جيد، لكنها لم تنته بعد، وهناك مجموعة من القضايا البارزة التي ستتم مناقشتها.

وتعمل الخطوط الجوية القطرية حاليًا على سلسلة من الاتفاقيات الثنائية مع عدد من الدول لتحديد عدد الرحلات والمواقع لتوسيع نقاط تواجدها.

وإذا تم توقيع الاتفاق النهائي، فستحصل قطر على وصول غير محدود، لأي مكان في الاتحاد الأوروبي.

ويمنح الاتفاق الخطوط الجوية القطرية، ميزة تنافسية حاسمة على الخطوط الجوية الخليجية الأخرى.

وإذا تم التوصل إلى اتفاق، حسب الصحيفة الأمريكية، فيمكن للمفاوضين جزئيا أن يشكروا الدول التي فرضت الحصار على قطر، لأنها سرعت من هذا الاتفاق.

وقال مسؤول شركة الطيران: "آمل أن يعرفوا أنه ستتم هزيمة استراتيجية الحصار كليا".      

وفي الوقت الذي تتقدم فيه المحادثات مع قطر، تم إلغاء المفاوضات المقررة مع الإمارات، التي كان من المقرر أن تعقد الأسبوع المقبل، بشكل مفاجئ، حتى أن أبوظبي أعلنت أنها تفضل إبرام صفقات ثنائية مع الدول الأوروبية، بدلاً من التفاوض مع الاتحاد الأوروبي.

وحسب "بولتيكو"، فإن الحصار استهدف الناقلة "القطرية"، حيث لم تلغ السعودية والإمارات والبحرين ومصر جميع الرحلات الجوية بين بلدانهم وقطر فحسب، بل منعت الطائرات القطرية من التحليق فوق مجالها الجوي.

وأجبر الحصار الجوي الخطوط الجوية القطرية على اتخاذ طرق غير مباشرة في رحلاتها الجوية لتزيد من أوقات الرحلات بالنسبة لبعضها.

وفي زيارة إلى بروكسل في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قال الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية "أكبر الباكر" إن "الدعم المقدم إلى بلدنا وشركات طيراننا من قبل كبار صانعي القرار الأوروبيين يحظى بتقدير حقيقي".

وحسب مسؤول في الاتحاد الأوروبي، فإن بروكسل، ترفض الحصار المفروض على قطر، وتعتبره غير قانوني.

ولفتت الصحيفة الأمريكية، إلى أن هذه الاتفاقية ستكون داعمة بشكل كبير، لاستعدادات قطر لكأس العالم لكرة القدم عام 2022، حيث تحتاج الدوحة إلى ضمان الاتصال الجوي مع جميع أنحاء العالم.

وفي 5 يونيو/حزيران 2017، قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصارا بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الرباعي بالسعي إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.