محسوب: 2019 سيحمل بشارات جديدة للثورة المصرية

الثلاثاء 22 يناير 2019 01:01 ص

توقع المعارض المصري وزير الشؤون القانونية والبرلمانية الأسبق "محمد محسوب"، أن يحمل عام 2019، تباشير جولة ثانية من ثورة يناير/كانون الثاني 2011، لافتا إلى أن "عوامل الغضب أكبر من مثيلاتها في 2011، وعناصر التوافق أكثر من 2010".

وقال في حوار مع "الجزيرة نت": "لا تُخطئ العين التوافق غير المسبوق على قضايا وطنية، كوحدة التراب الوطني، ورفض التنازل عن الحقوق السيادية والسياسات الاقتصادية التي تنتقل من فشل لفشل، وعمليات القمع الواسعة، وأخيرا محاولة هدم ما بقي من آثار الثورة تحت مسمى التعديلات الدستورية".

واعترف المعارض المصري البارز، بوجود عوامل تبطئ من إتمام التوافق الذي يسمح بانطلاق حراك سلمي للتغير "مثل توزع القوى السياسية بين الداخل والخارج، ثم توزع الداخل بين معتقلين بالسجون أو مقيدي الحركة بين جدران بيوتهم أو مقار أحزابهم، وأخيرا توزع الخارج بين بلدان متباعدة، مما يجعل اللقاءات الشخصية، وهي ضرورية، صعبة".

وقال: "استهدف الانقلاب تحقيق هذا التشظي الجغرافي للقوى المؤثرة، لأنه يعلم أن ما بعد التوافق هو عودة الشعب للمعادلة مرة أخرى".

استعادة الصف

ودعا "محسوب"، المعارضة المصرية إلى "تغيير قواعد الاشتباك السياسي، لتتمكن من فرض قواعد جديدة، وطرح مشروع لإدارة معركة التحول الديمقراطي".

وكشف، أن استعادة الصف الوطني قائمة على قدم وساق، وقال: "في أول أسبوعين من العام الجاري، تلاقت القوى الوطنية بمختلف مشاربها على مواقف مشتركة خاصة بضرورة الإفراج عن المعتقلين وبرفض التعديلات الدستورية، سواء باستخدام هذا العنوان أو تحت عنوان رفض إسقاط ما بقي مدونا في الدستور من مطالب الشعب في الثورة".

وتواجه مصر، أزمة سياسية منذ الانقلاب العسكري الذي نفذه الرئيس الحالي "عبدالفتاح السيسي"، حينما كان لا يزال وزيرا للدفاع، على أول رئيس مدني منتخب بعد ثورة يناير/كانون الثاني 2011 "محمد مرسي"، وذلك بعد أيام من مظاهرات 30 يونيو/حزيران 2013 الذي مهد لهذا الأمر.

وحول دعوة المرشح الرئاسي الأسبق "أيمن نور"، لمؤتمر جامع للمعارضة المصرية في الخارج على هامش مؤتمر لنحو 170 مفكرا وسياسيا من العالم العربي سيُقام الشهر المقبل بإسطنبول، قال "محسوب": "المؤتمر فرصة جيدة لالتقاء أطراف الربيع العربي لتبادل الخبرات، خصوصا أن حجم المشتركات أكبر بكثير من عناصر التمايز".

8 سنوات

وردا على سؤال حول الذكرى الثامنة لثورة يناير/كانون الثاني 2011، قال المعارض المصري: "الثورات جولات، ويقيني أن 2019 يحمل تباشير الجولة الثانية.. وليكن معلوما أن محاولات النظام اليوم للانقلاب على الدستور الذي جرى تشويهه، ليس إلا محاولة للتخلص مما بقي من آثار لهذه الثورة العظيمة".

وتحلّ الذكرى الثامنة لثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، ومعظم من تبنّوها في السجون، وسط انتقادات للأوضاع في البلاد، مقابل أحاديث من مؤيدي النظام عن تحقيق إنجازات اقتصادية.

كما رفض "محسوب"، الدعوات التي تطالب قوى المعارضة إلى الاستعداد لانتخابات الرئاسة، وقال: "لا يمكن المشاركة في أي انتخابات يديرها من تقطر الدماء من يده، واعتقل كل من فكر بالترشح في مواجهته حتى قائد أركان الجيش السابق (الفريق سامي عنان)".

وأضاف: "لو استطاعت المعارضة أن تُغير قواعد الاشتباك السياسي، فيمكن طرح مشروع لإدارة معركة انتخابية تكون محطة للتحول الديمقراطي".

وتابع: "أعني بتغيير قواعد الاشتباك السياسي أن تتمكن المعارضة من فرض قواعد جديدة، تُجبر فيها السلطة على الإفراج عن المعتقلين والتراجع عن التلاعب بقواعد الانتخابات، وفرض رقابة دولية محايدة، وفتح المجال العام للجميع للتنافس، ترشحا وتصويتا".

وختم "محسوب"، حديثه قائلا: "احتمالات التغيير في مصر غير قليلة، لكن لحدوث التغيير يحتاج الأمر لقيادة وطنية تقود هذا التغيير، وهو ما يضع واجبات مهمة على عاتق أطراف الحركة الوطنية للاصطفاف وخلق هذه القيادة التي تحظى بالقبول لدى الجميع، وتدير عملية التنسيق بين كافة الأطراف".

وتعاني مصر منذ الانقلاب العسكري في يوليو/تموز 2013، انسدادا سياسيا شمل حظر أحزاب ومنظمات حقوقية، وفرض المزيد من القيود على حرية الرأي ومنظمات المجتمع المدني، فضلا عن حجب مئات المواقع، ومراقبة شبكات التواصل الاجتماعي.

وتتزايد في مصر حدة الانتقادات للأوضاع المعيشية السيئة، وسط دعوات تبرز أحيانا وتخفت أحيانا إلى تجديد الثورة والتظاهر مرة أخرى ضد النظام الحاكم لإسقاطه.

ومن آن لآخر تصدر دعوات ومبادرات لتوحيد المعارضة المصرية ضد نظام "السيسي"، لكن أجواء من عدم الثقة تسيطر على العلاقة بين مختلف الأحزاب والتيارات السياسية في البلاد، وكذلك بين المعارضين في الخارج.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

محمد محسوب مصر السيسي أيمن نور ثورة مصر الثورة

مصر.. حبس شقيقة محسوب 15 يوما بعد إخفائها قسريا