للمرة الأولى تشمل مناورات "حماة الصداقة" بين مصر وروسيا، التي بدأت قبل 3 أعوام، تدريبات للدفاع الجوي؛ الأمر أرجعه  باحث مصري في الشؤون العسكرية إلى صفقة شراء القاهرة منظومة دفاع  "إس 300" الروسية.

وأعلن رئيس الخدمة الصحفية في المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية، "فاديم أستافييف"، أن قوات الدفاع الجوي الروسية والمصرية ستنفذان تدريبات عسكرية باستخدام مضادات الدفاع الجوي للمرة الأولى، قائلا إن التدريبات ستحمل اسم "ستريلا دروجبا 2019"،  أي "سهم الصداقة 2019"، وستعقد في أكتوبر/تشرين الأول وأوائل نوفمبر/تشرين الثاني المقبلين، حسبما نقل عنه موقع "روسيا اليوم"، الثلاثاء.

من جانبه، قال باحث الشؤون العسكرية المصري في المنتدى العربي لتحليل السياسات، "محمد الكناني"، إن مناورات "سهم الصداقة" بين مصر وروسيا تأتي استكمالا للمناورات التي بدأها البلدان منذ سنوات، وشارك ممثلو قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية في مؤتمر التخطيط لها كأول تدريبات عسكرية مشتركة بين روسيا ومصر للدفاع الجوي.

وقال: "هذه بالفعل المناورات الأولى من نوعها لعناصر الدفاع الجوي من البلدين على مر التاريخ"، مبينا أنها "تقوم على أساس قوات المنطقة الجنوبية الروسية لاستخدامها أنظمة الدفاع الجوي (إس-300)، و(إس–400)؛ حيث تعاقدت مصر على أنظمة (أنتي 2500) الروسية وهي النسخة المعدة للتصدير من (إس-300)".

وأضاف، في تصريحات نقلها عنه موقع "روسيا اليوم"، أن "هذه الصواريخ ذاتية الحركة ويبلغ مداها 250 كم".

واعتبر أنه "من الطبيعي أن تتدرب القوات المصرية مع القوات الروسية على تعلم أساليب استخدام هذه النوعية الجديدة من أنظمة الدفاع الجوي، التي تتصدى لكافة الأهداف وعلى رأسها الصواريخ الباليستية".

واستطرد: "خاصة أنها المرة الأولى التي تحصل فيها مصر على مثل هذه النوعية من أنظمة الدفاع الجوي؛ فمصر أنظمة دفاعاتها الجوية إما قصيرة أو متوسطة المدى، وهي (بوك إم 2)، أو (تور أم2)، أو (سام 2)، و(سام 3)، أو (سام 6) المطور؛ فمن المنطقي أن تقوم مصر بمناورات مع وحدات مسلحة بهذه النوعية من الأنظمة الصاروخية وهي إس-300".

وفي ما يخص "إس-400"، أكد الباحث أن مصر -وفق الأنباء- من الزبائن المحتملين لشراء هذا السلاح  الروسي، ومن المنطقي أن تتدرب قواتها على هذه المنظومات مع جنود المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية الذين يستخدمون هذه المنظومة، كما أن امتلاك مصر لـ"إس-300" سيؤهلها لامتلاك أي منظومة أخرى مثلها.

وتهدف تدريبات "سهم الصداقة 2019" المرتقبة إلى تبادل الخبرات وتطوير التعاون العسكري والعسكري والفني بين البلدين، بمشاركة نحو 100 جندي روسي من الجيش الرابع للقوات الجوية والدفاع الجوي في المنطقة العسكرية الجنوبية.

وسيعمل عسكريو المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية، في غضون أسبوعين، كجزء من وحدات الدفاع الجوي في موقع التدريب الخاص بالمركز التكتيكي لقوات الدفاع الجوي المصرية في التدريب على المهام القتالية، كما ستقوم فرق مختلطة من قوات الدفاع الجوي الروسية والمصرية لجيشي البلدين بالتدرب على إطلاق النار القتالي.

ونفذت روسيا ومصر آخر مناورات عسكرية في العام الماضي تحت مسمى "حماة الصداقة 2018"، التي شاركت فيها قوات الإنزال الجوي من كلا البلدين، وتعتبر الثالثة بعد حماة الصداقة 2017 و2016.

وعقدت أول تدريبات دولية عسكرية مشتركة روسية مصرية تحت اسم "حماة الصداقة" في أكتوبر/تشرين الأول 2016، وتضمنت العديد من الأنشطة والفعاليات، من بينها تنفيذ أعمال الإنزال للأفراد والمعدات والمركبات المدرعة، وكذلك التدريب على أعمال قتال القوات الخاصة ومكافحة الإرهاب وفقا لأرقى النظم التدريبية الحديثة، حسب بيانات رسمية للبلدين.

ولفت "الكناني" إلى أن أساس الدفاع الجوي المصري هو الأسلحة الروسية؛ حيث أن أكثر من 80% من الدفاع الجوي المصري روسي الصنع.

وكما تهدف مصر الوصول إلى الحصول على منظومتي "إس-300" و"إس-400" الدفاعيتين من روسيا، تهدف موسكو إلى استعادة تواجدها العسكري في نقاط هامة جيوسياسيا، حيث انتشرت أنباء في وسائل إعلام روسية حول استئجار منشآت عسكرية مصرية، من ضمنها قاعدة جوية في مدينة سيدي براني شمال غربي البلاد، قرب ساحل البحر المتوسط، ونشر قوات روسية بها، الأمر الذي نفته القاهرة، إلا أن هذا النفي لم يغلق الملف.

وتزايد التعاون بين مصر وروسيا بشكل ملحوظ على الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية عقب الانقلاب على "محمد مرسي"، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر في يوليو/تموز 2013، وتولي وزير دفاعه الأسبق، "عبدالفتاح السيسي" رئاسة البلاد منذ يونيو/حزيران 2014. وتكلل هذا التعاون بزيارات متبادلة على أرفع المستويات، من بينها زيارة الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" لمصر في 2017.