مصر تورط فرنسا وتجبرها على الاختيار بين الهند وباكستان

الأربعاء 23 يناير 2019 12:01 م

بعد حصولها على مقاتلات "رافال" حديثة، تتطلع مصر لبيع مخزونها من المقاتلات الفرنسية القديمة، لكن عملية البيع يبدو أنها تثير أزمة في أروقة صناعة الدفاع الفرنسية.

وتسعى مصر منذ عدة أشهر لبيع نحو 30 طائرة من طراز "ميراج 5".

ووفقا لدورية "إنتليجنس أون لاين"، قدمت وزارة الدفاع الباكستانية عرضا رسميا لمصر للحصول على ذلك العدد من الطائرات.

وتم تحديث 30 طائرة قديمة من أصل 60 طائرة تمتلكها مصر بواسطة شرطة "داسو" بموجب شروط عقد "حورس"، الذي تم توقيعه عام 2003.

وكان بإمكان شركة الدفاع أن تنفذ التحديث على باقي الطائرات في عامي 2013 و2014، لكن القاهرة فضلت الحصول على طائرات "رافال"، وفقا للدورية الفرنسية.

وتعتبر طائرات "ميراج 5"، الموجودة لدى مصر، صفقة مهمة لباكستان.

إذ تهدف القوات الجوية الباكستانية إلى استخدام طائرات "ميراج 5" لحمل صواريخ "حتف 8" أو رعد، وهي مكون أساسي لقوة الردع النووي الباكستاني. وتعمل طائرات "ميراج 5" في باكستان بالفعل، وكانت تسلمتها لأول مرة عام 1973.

معادلة صعبة

وتحرص القاهرة جيدا على العرض الباكستاني، لكن الأمر يتطلب موافقة فرنسا للمضي قدما.

ووفقا لـ"إنتليجنس أون لاين"، فإن فرنسا هي صاحبة الكلمة الأخيرة في الصفقة التي ستعزز بشكل أساسي ترسانة باكستان ضد الهند، وهو الهدف الوحيد لقوة الردع النووي الباكستانية. 

وترى الدورية أن ذلك يعد خيارا صعبا بالنسبة لباريس؛ لأنه خلال الأعوام القليلة الماضية أصبحت الهند واحدة من أفضل عملاء صناعة الدفاع الفرنسية. ومع ذلك، فإن عدم قبول الصفقة ستترك مصر عالقة مع طائرات لم تعد تريدها.

ويحرص الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" على تحقيق التقارب مع باكستان.

وفي ديسمبر/كانون الأول، زار وزير الدفاع الباكستاني "قمر جاويد باجوا" القاهرة؛ حيث التقى نظيره المصري "محمد زكي.

وتحصل الدولتان على الرعاية من الناحية المالية من قبل حلفائهما في الخليج، بقيادة السعودية والإمارات، لا سيما فيما يتعلق بالمشتريات العسكرية.

باريس تتحول إلى نيودلهي

ووفقا للدورية الفرنسية، فإن باريس حولت خلال الأعوام الماضية تركيز مبيعاتها الدفاعية في المنطقة.

وكانت صناعة الدفاع الفرنسية لأعوام عديدة هي المورد الرئيسي لمعدات الطيران لإسلام آباد، بما في ذلك طائرات "ميراج"، وغواصات "أغوستا"، والمعدات الأرضية، وعلى رأسها صاروخ "ميسترال".

لكن على مدى الأعوام الخمسة الماضية، تحول التوازن بشكل حاد إلى الهند، وهو اقتصاد ناشئ يوفر اليوم أفضل الفرص للصناعة الفرنسية، وربما المزيد من الأعمال في المستقبل.

وتأمل "داسو"، التي باعت 36 طائرة من طراز "رافال" إلى الهند عام 2016، أن تتمكن من مضاعفة هذا الرقم، شريطة تحسن المناخ السياسي والقانوني.

وفي الوقت نفسه، تتطلع مجموعة "ديكال" البحرية إلى برامج البحرية الهندية المستقبلية، بما في ذلك المشتريات المخطط لها من غواصات وسفن جديدة، وفقا لـ"إنتليجنس أون لاين".

وبالمثل، حدث تحول في الخدمات الحكومية، مثل التدريب، الذي تراجع في باكستان بينما كان ينمو في الهند.

المصدر | إنتليجنس أونلاين

  كلمات مفتاحية

مصر فرنسا باكستان الهند ميراج 5 رافال ميراج