ماري بوبنز تعود بعد 54 عاما.. تسحر الأطفال وتترقب أوسكار

الأربعاء 23 يناير 2019 05:01 ص

بعد 25 عاما، عادت المربية العتيدة "ماري بوبنز" لتنقذ أطفالها، أو على وجه الدقة أطفال أطفالها، فـ"مايكل" هو الآن أرمل يعول 3 أطفال ويوشك أن يفقد بيت العائلة، بينما لا تزال "جين" عازبة منغمسة في الأعمال ضعيفة الأجر.

هكذا رسمت "ديزني" خط عودة المربية الأشهر، والعالقة في أذهان جيل كامل منذ ظهورها السحري في فيلم "ماري بوبنز"، إنتاج عام 1964، أي قبل 54 عاما من الفيلم الجديد في الفيلم الذي بدأ عرضه في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ليسجل بذلك واحدة من أطول فترات البينية في إنتاج الفيلم الأصلي والتتمة.

وبينما انتهت أحداث الجزء الأول وقد تركت "ماري بوبنز" كلا من "جين" و"مايكل" من عائلة "بانكس" مع والدهم، فقد عادت مجددا بينما العائلة في واحدة من أصعب حالاتها، فزوجة "مايكل" قد غادرت الحياة تاركة له ثلاثة أطفال، هم "جورجي" الصغير، وشقيقته "أنابيل" وشقيقه "جون".

عودة "ماري"

تبدأ أحداث الفيلم الجديد "Mary Poppins returns"، بينما تضرب الفوضى المنزل، ويزوره ضيفان غامضان يتبين أنهما من البنك، يوضحان على عجالة أن "مايكل"، سبق أن اقترض من البنك مبلغا من المال، وإنه لم يسدد القسط المفروض عليه في موعده، ولذلك سيتعين عليه سداد مبلغ القرض كاملا أو مصادرة المنزل.

ورغم عرضه سداد القسط الفائت، فإن موظف البنك الصارم يشدد عليه بأنه سيكون عليه سداد المبلغ كاملا تجنبا لمصادرة المنزل خلال 5 أيام فقط.

يتذكر "مايكل" أن أباه أورثه حصصا في البنك، لكن كل محاولات إيجاد القسائم التي تثبت نصيبه باءت بالفشل.

تظهر "ماري بوبنز" متعلقة بطرف طائرة "جورجي" الصغير، متشبثة بشمسيتها الشهيرة، لتدخل إلى عائلتهم فجأة كما غادرتهم وهم أطفال صغار.

ورغم رفض كل من "أنابيل" و"جون"، دخول المربية فجأة إلى حياتهم، فإن وسائلها السحرية سرعان ما جعلتهما من مؤيديها والمؤمنين بقدراتها ووسائلها السحرية بشدة.

سحر الأطفال

لكن الحقيقة أن "جون" و"أنابيل" و"جورجي" الصغير لن يكونوا وحدهم المبهورين بقدرات "ماري"، فجميع الأطفال في السينما سيكونون مأخوذين بالإيقاعات الموسيقية الجميلة، والألوان المتناثرة والحركات الرشيقة.

الأهم من ذلك، أن "عودة ماري بوبنز" هو فيلم يغوص في خيال الأطفال، فالاستحمام الممل الذي يتمنع عنه الصغار يتحول إلى رحلة بحرية شيقة بين الأسماك والدلافين ومختلف البحار، رحلة إصلاح "البونبونيرة" ستعلم الأطفال ألا يأخذوا بالمظاهر، فالكتاب ذو الغلاف الجيد لا يعني أنه بالضرورة جيد.. والملك قد تكتشف أنه في الحقيقة محتال.. كل ذلك في أغان رشيقة وإيقاعات متتابعة.

الفيلم كذلك ينحاز لخيال الأطفال بعيدا عن الواقع والمنطق السخيف، فعمال البلدية الذين يوقدون المشاعل، هم فرسان يحاربون الظلام وينتصرون للأحلام.. وهم خير من رؤساء البنوك الجشعين الذين يريدون مصادرة منزلهم.

يخلق الفيلم عند الحاضرين حالة من البهجة، حتى عند الكبار بسبب الإيقاعات والألوان والخيالات المبهجة، ويضب مثالا بالفعل في كيفية صناعة البهجة، بل حتى عند الكبار الذين سيتذكرون بعضا من أوهامهم وهم صغار أثناء الاستحمام أو اللعب.

ويمزج الفيلم أيضا نصائحه التعليمية أو التوجيهية للأطفال في قالب غنائي مبهر، وكلمات رشيقة متعاقبة يسهل حفظها وترديدها.

في نهاية الفيلم، ينجح "مايكل" في إنقاذ منزله بعدما ينحاز لرؤية أطفاله الحالمة، ويوقن أن الأشياء لا تموت بفقدانها، لأنها تظل حية داخلنا، وعندما يمسك البالون.. يطير في الهواء لأعلى، وينادي على شقيقته "جين" بأنه تذكر كل شيء.. وكل الأوهام في عقولهما عن "ماري بوبنز" وسحرها هو "حقيقة".

هكذا يطير كل من في المدينة عندما يتذكرون طفولتهم.. عدا رئيس البنك الذي يسقط بالونه لأسفل.

حينها سيكون على "ماري" أن تعود مرة أخرى أدراجها، فقد التأم شمل العائلة، وعادت لها بسمتها.. "لكن الراشدون سرعان ما ينسون"، هكذا تؤكد قبل أن تعود.

لكن "جاك" عامل البلدية المسؤول عن إشعال المصابيح وصديق العمة "جين" يعدها وهي تطير عائدة إلى السماء: "لن أنسى يا ماري بوبنز".

الفيلم يستحث ذكريات الطفولة وأوهامها الجميلة وأحلامها البراقة في أذهان الكبار، كما يغوص في أحلام الصغار وخيالاتهم، وينتصر لها على حساب المنطق والواقع.

ترقب لـ"أوسكار"

الفيلم مدته 130 دقيقة، من إخراج "روب مارشال"، وبطولة "إيميلي بلانت"، و"بن وشو"، و"إيميلي مورتيمر"، و"ميريل ستريب"، و"كولين فيرث"، و"أنجيلا ﻻنسبيري"، و"ديفيد وارنر"، و"جولي والترز"، وسيناريو "ديفيد ماجي"، عن كتاب "ماري بوبينز" لصاحبته "بي .أل. ترافيرس".

وترشح الفيلم لأربع جوائز "أوسكار" في فبراير/شباط المقبل، ربما يكون أقربها للفوز جائزة "أوسكار أفضل موسيقى تصويرية".

أما "ماري بوبينز" الأول، فهو من إخراج "روبرت ستيفنسون"، وسيناريو "بيل والش"، وبطولة "جولي أندروز"، و"ديك فان دايك"، و"ريجنالد أوين".

وقد نال الفيلم (الأول) حين عرض ذلك الوقت 13 ترشيحا لجائزة "الأوسكار"، فاز منها بالفعل بخمس جوائز، من بينها أفضل ممثلة دور رئيسي، وجاء ترتيبه السادس لأفضل فيلم غنائي بالتاريخ حسب تصنيف معهد الفيلم الأمريكي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

عودة ماري بوبنز آل بانكس Mary Poppins returns ديزني