استهدفت قوات الجيش التركي، المتمركزة في شمالي سوريا، الخميس، مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية قرب مدينة تل رفعت.

وأطلقت المدفعية التركية 12 قذيفة على مواقع الوحدات، التي تعتبرها أنقرة فرعا لحزب العمال الكردستاني (انفصالي) وتصنفها بقائمة التنظيمات الإرهابية، في بلدة حربل، التابعة لمدينة مارع، وبلدة الشيخ عيسى، التابعة لتل رفعت، جنوب شرق مدينة أعزاز، شمالي سوريا.

وجاء القصف التركي غداة انفجار سيارة مفخخة وسط مدينة عفرين، شمالي سوريا، دون أن يسفر عن وقوع ضحايا.

ومنذ فبراير/شباط 2016، تسيطر الوحدات الكردية على تل رفعت، وتتخذها قاعدة لاستهداف الجيش الحر (مدعوم من تركيا)، على خطوط الجبهة، عبر إرسال المفخخات.

وباتت تل رفعت مركزا للوحدات شمالي سوريا، بعد انسحابها من مدينة عفرين، التي سيطر عليها الجيشان التركي والسوري الحر.

واحتلت الوحدات تل رفعت عام 2016 على أمل ربط عفرين بالمناطق الواقعة تحت سيطرتها شرق نهر الفرات، وبالتالي إنشاء منطقة نفوذ كردية على طول الحدود السورية مع تركيا، وهو ما تراه أنقرة تهديدا لأمنها القومي.

ويقع حي الباب في سوريا، بين تل رفعت ومنبج، وهي منطقة خاضعة لعمليات الجيش التركي (درع الفرات)، الأمر الذي يعرقل خطة الارتباط الإقليمي التي تسعى وحدات حماية الشعب الكردية لتنفيذها.

وتمثل المناطق الواقعة بالشمال السوري بؤرة صراع مفتوح بين القوات التابعة لتركيا ونظام "بشار الأسد" والمسلحين الأكراد، إذ تعتبر أنقرة وجود مقاتلي وحدات حماية الشعب بها تهديدا لأمنها القومي، فيما يحاول نظام "الأسد" ضمها في إطار استراتيجيته لإعادة توحيد خارطة سوريا تحت سلطته.

وصرح الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، الإثنين الماضي، بأن بلاده "لن تسمح بمنطقة آمنة تتحول إلى مستنقع جديد ضدها مثلما حدث في شمال العراق"، في إشارة إلى منطقة شهدت عمليات نفذها مسلحون أكراد ضد تركيا.

وطرحت تركيا فكرة تشكيل منطقة آمنة بالشمال السوري للمرة الأولى خلال الزيارة التي قام بها "أردوغان" إلى واشنطن في مايو/أيار 2013، وأقرها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في معرض رده على الانتقادات المتزايدة لقرار سحب قوات بلاده من سوريا.

يذكر أن نحو ربع مليون لاجئ من تل رفعت وضواحيها اتخذوا إقامة مؤقتة في مدينة أعزاز، التي تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة.