مركز أمريكي يوقف تلقي أموال من الإمارات بسبب خاشقجي

الجمعة 25 يناير 2019 07:01 ص

يبدو أن تداعيات جريمة مقتل الصحفي والمفكر السعودي "جمال خاشقجي"، لن تتوقف عند المملكة السعودية فقط، حيث طالت نيرانها أطراف ثوب دولة الإمارات، الحليف الإقليمي الأهم للمملكة.

إذ أعلنت واحدة من أبرز المؤسسات البحثية الأمريكية أنها لن تقبل مزيدا من التمويل الإماراتي لأسباب تتعلق بالابتعاد عن الحكومات التي تعتبرها معادية للديمقراطية، فيما ربطت تسريبات تلك الخطوة بتأثير التمويل الإماراتي على تقارير المؤسسة حول جريمة مقتل "خاشقجي". 

وقال "مركز التقدم الأمريكي"، أحد أبرز المؤسسات الليبرالية في العاصمة واشنطن، إنه يريد أن يبتعد عن "الأنظمة الاستبدادية"، التي طورت علاقاتها بالرئيس الأمريكي، "دونالد ترامب"، وفق تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية، نشرته الجمعة.

وفي تصريح خاص لـ"الغارديان"، قال متحدث باسم المركز: "مع تزايد المد غير الديمقراطي في جميع أنحاء العالم، والتساؤلات الجدية حول أي جانب من هذا النضال يقف رئيسنا، بدا واضحا أن على جميع الأمريكيين أن يتخذوا خطوات إضافية ولا يتركون أدنى شك حول موقفهم".

وشدد المتحدث على أنه لا علاقة بين وقف قبول التمويل، وما أشيع عن تأثير التمويل السابق على المركز قائلا: "هذا التمويل لم يؤثر إطلاقا على أي من مواقف وسياسات المركز، لكن من يعملون هنا اتفقوا على أن وقف قبول التمويل الإماراتي هو الشيء الصحيح الذي يجب فعله".

وتتزامن هذا التطورات مع مراقبة وتساؤلات متزايدة حول التعاملات المالية بين الحكومات الاستبدادية ومراكز الأبحاث المؤثرة في العاصمة الأمريكية. وتراوحت قيمة الدعم الذي قدمته السفارة الإماراتية في واشنطن لـ"مركز التقدم الأمريكي" وحده بين 500 ألف إلى  مليون دولار؛ مما جعلها في صدارة المانحين للمركز.

ويأتي قرار المركز بعد أيام من طرده اثنين من  موظفيه قيل أنهما سربا بريدا إلكترونيا داخليا يحوي مراسلات تظهر "تأثيرا غير لائق" من دولة الإمارات على تقارير للمركز تتعلق بقتل "خاشقجي"  في قنصلية بلاده بإسطنبول مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وحسب التسريبات، التي نشرها موقع "إنترسبت"، فإن موضوع المراسلات كان نقاشا داخليا حول كيفية تأطير استجابة المركز لمقتل "خاشقجي"؛ حيث عدل خبير شؤون الخليج، "برايان كاتوليس"، على أحد البيانات الصادرة مقترحا شطب بعض الكلمات الحادة تجاه السعودية، بأخرى أقل حدة، مستبدلا عبارة "تدعو المؤسسة إلى عواقب محددة بشأن مقتل خاشقجي"، بعبارة تشير إلى أن المركز "يتخذ إجراءات إضافية لإعادة التقييم".

وذكّر الموقع بأن "كاتوليس" هو حلقة الربط بين المركز وسفير الإمارات في الولايات المتحدة، "يوسف العتيبة"، وعمل معه في تنظيم رحلات باذخة بتمويل إماراتي لباحثين وخبراء أمريكيين.

من جانبه، أكد المركز على أن قراراته المتعلقة بالسياسات تتم بشكل مستقل عن المانحين، مشيرا إلى التحالف الإماراتي السعودي كجزء من دوافعه لقطع علاقته مع أبوظبي.

وقالت صحيفة "الغارديان" أنها اطلعت على وثائق تؤكد أن المركز بدأ تحركاته لقطع العلاقات مع الإمارات منذ يونيو/حزيران 2018 واتخذ القرار في ديسمبر/كانون الأول.

وأشارت الصحيفة إلى الدور الذي لعبه "العتيبة" للترويج لولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" لدى مراكز الأبحاث والأوساط السياسية والإعلامية في أمريكا، إلا أن مقتل "خاشقجي" واتهام "بن سلمان" بالتورط فيه جعل الجامعات والمراكز البحثية تعيد النظر في موقفها من البلدين المتورطين في حرب اليمن.

  كلمات مفتاحية

الإمارات السعودية أمريكا خاشقجي تمويل مركز بحثي