فنزويلا.. الأزمة السياسية تلاحق العجز الاقتصادي

السبت 26 يناير 2019 07:01 ص

يرى الرئيس الفنزويلي المطاح به "نيكولاس مادورو"، أن الأزمة التي تشهدها بلاده منذ أيام، بعد تنصيب رئيس البرلمان "خوان غوايدو"، نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، وقعت بسبب "حرب اقتصادية" يقودها اليمين والولايات المتحدة للإطاحة به.

تعد فنزويلا، أول بلد مصدر للنفط في أمريكا اللاتينية، إلا أنها تشهد أزمة سياسية واقتصادية خطيرة، في ظل عقوبات أمريكية.

وبحسب "فرانس برس"، فإن ما تشهده فنزويلا من أزمات اقتصادية، ليس وليد اللحظة، وإنما جاء نتيجة تدني شعبية "مادورو"، خاصة أن تظاهرات عنيفة شهدتها البلاد في 2014، سقط خلالها 43 قتيلاً.

وفنزويلا الواقعة، على بحر الكاريبي، وتبلغ مساحتها 916 ألفا و445 كم2، تعد واحدة من دولتين في أمريكا اللاتينية عضوين في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، إذ تملك احتياطات مثبتة تبلغ 302.25 مليار برميل هي الأكبر في العالم.

وتراجع إنتاج النفط في البلاد بسبب نقص السيولة النقدية الضرورية لتحديث الحقول النفطية.

وحسب "أوبك"، فإن إنتاج البلاد الذي بلغ 1.13 مليون برميل يومياً في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، يعد الأدنى منذ ثلاثة عقود.

وتعاني فنزويلا التي تضررت من تراجع أسعار النفط منذ 2014، وهي تعتمد في 96% من عائداتها على النفط، من نقص في العملات الأجنبية أغرقها في أزمة حادة ودفع مئات الآلاف من السكان إلى الرحيل نتيجة نقص الغذاء والأدوية، في خطوة سببت توترات مع الدول المجاورة.

ويعيش 3 ملايين فنزويلي خارج البلاد، وغادر 2.3 مليون شخص منهم على الأقل منذ عام 2015 وفق الأمم المتحدة، وسيصعد هذا الرقم إلى 5.3 مليون شخص في عام 2019.

وخلال 5 سنوات، انخفض إجمالي الناتج الداخلي بنسبة 45%، حسب صندوق النقد الدولي الذي يتوقع تراجعا بنسبة 8% في 2019، مقابل 18% في 2018.

وبمواجهة تضخم قد يبلع 10 ملايين في المائة هذا العام، رفع "مادورو"، في منتصف يناير/كانون الثاني الجاري، الحد الأدنى للأجور بأربعة أضعاف ليصل إلى 18 ألف بوليفار (20 دولارا)، أي ما يساوي ثمن كيلو جرامين من اللحم.

وفي أغسطس/آب الماضي، أطلق "مادورو" خطة تحفيز للاقتصاد، خفضت قيمة البوليفار بنسبة 96%.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2017، أعلنت وكالات عدة للتصنيف الائتماني أن فنزويلا والشركة الوطنية النفطية في حالة "عجز جزئي عن تسديد مستحقات".

أما معدل الفقر، الذي كانت مكافحته محور معركة "الثورة البوليفارية"، فيبلغ 87%، حسب تحقيق أجرته الجامعات الكبرى في البلاد.

كما تعاني البلاد من أعمال عنف مزمنة، إذ بلغ معدل جرائم القتل 81.4 لكل 100 ألف نسمة في 2018، وفقا لمنظمة "المرصد الفنزويلي للعنف" غير الحكومية.

وتشهد فنزويلا توترا متصاعدا إثر إعلان "غوايدو" نفسه "رئيسا مؤقتا" للبلاد، الأربعاء، وعقب ذلك أعلن الرئيس "نيكولاس مادورو"، قطع العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن، متهمًا إياها بتدبير محاولة انقلاب ضده.

وفور إعلان "غوايدو"، سارع الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، للاعتراف به رئيسا انتقاليا، وتبعته كندا وكولومبيا وبيرو والإكوادور وباراغواي والبرازيل وشيلي وبنما والأرجنتين وكوستاريكا وغواتيمالا وبريطانيا.

فيما أيدت كل من روسيا وتركيا والصين والمكسيك وبوليفيا شرعية "مادورو"، الذي أدى قبل أيام اليمين الدستورية رئيسا لفترة جديدة من 6 سنوات.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

فنزويلا النفط الفقر التضخم أوبك أمريكا