قدم منتخب قطر لكرة القدم أفضل نتيجة في تاريخ مشاركاته بكأس الأمم الآسيوية، بعدما تأهل لأول مرة إلى الدور نصف النهائي من النسخة الحالية للبطولة المقامة في الإمارات، خلال الفترة من 5 يناير/كانون الثاني حتى 1 فبراير/شباط.

وسبق للمنتخب القطري المشاركة في كأس أمم آسيا 9 مرات، بدأها عام 1980، وتمثلت أبرز إنجازاته في التأهل إلى دور ربع النهائي بنسختي 2000 و2011.

وفي كأس أمم آسيا 2019، حيث المشاركة العاشرة للمنتخب القطري، نجح لاعبو العنابي في شق طريقهم إلى المربع الذهبي، حيث يلتقون مع صاحب الأرض والجمهور المنتخب الإماراتي، الثلاثاء المقبل.

ولم يكن طريق المنتخب القطري إلى المربع الذهبي مفروشاً بالورود، بل كان مليئاً بالكثير من العقبات داخل المستطيل الأخضر وخارجه، ونستعرض أبرزها فيما يلي: 

خصوم أقوياء 

أوقعت قرعة كأس أمم آسيا، المنتخب القطري ضمن مجموعة ليست صعبة ولكنها لم تكن سهلة، فهي متوازنة إلى حد كبير، ما يجعل المنافسة على بطاقات التأهل إلى الدور الثانية متاحة أمام الجميع.

وضمت مجموعة المنتخب القطري كلا من منتخب السعودية صاحب المركز الثاني بقائمة أكثر المنتخبات تتويجاً بالبطولة برصيد 3 ألقاب، بالتساوي مع المنتخب الإيراني، ومنتخب لبنان الذي بات قوة صاعدة في كرة القدم الآسيوية، بالإضافة إلى منتخب كوريا الشمالية الغامض وغير المعروف للكثيرين.

وتصدر المنتحب القطري ترتيب مجموعته عن جدارة واستحقاق بعدما حقق العلامة الكاملة وحقق 3 انتصارات متتالية، على حساب لبنان (2-0)، كوريا الشمالية (6-0) والسعودية (2-0).

وفي دور الـ16 واجه المنتخب القطري شقيقه العراقي –بطل نسخة 2007-، ونجح في تجاوزه والتفوق عليه بنتيجة (1-0)، ليصطدم بمنتخب كوريا الجنوبية، في دور ربع النهائي، وتمكن من الإطاحة به بنتيجة (1-0) أيضاً.

ويعد العنابي صاحب أقوى خط هجوم في البطولة حتى الآن برصيد 12 هدفاً في 5 مباريات، بمعدل 2.4 هدف لكل مباراة، كما أنه أيضاً صاحب أقوى خط دفاع بالتساوي مع منتخب إيران، حيث لم تهتز شباك أي منهما حتى الآن.

غياب الجماهير 

دخل المنتخب القطري كأس أمم آسيا 2019، وهو محروم من ميزة وعامل مساعد تمتع به جميع منتخبات البطولة، وهو الحضور الجماهيري، بسبب الإجراءات الإماراتية ضد القطريين منذ اندلاع الأزمة الخليجية، في 5 يونيو/حزيران 2017.

وفرضت الإمارات سلسلة من الإجراءات ضد كل ما له علاقة بدولة قطر، إذ أجبرت القطريين على مغادرة أراضيها، ومنعت الطلاب من استكمال دراستهم، كما فرضت عقوبة قاسية على كل من يبدي تعاطفاً مع الدوحة في منصات التواصل الاجتماعي تصل إلى حد السجن 15 عاماً.

وأثار ما سبق تعاطف الجماهير العمانية الحاضرة إلى الإمارات لتشجيع منتخب بلادها، فقامت بمساندة العنابي وظهرت في المباريات وهي تهتف باسم قطر وترفع أعلامها، أمام السعودية والعراق وكوريا الجنوبية. 

المنع الإعلامي

منعت السلطات الحكومية الإماراتية الوفد الإعلامي القطري المرافق للعنابي من دخول أراضيها، وازداد الأمر سوءاً بمنعها للقطري "سعود المهندي" من دخول أراضيها قبل يومين من افتتاح بطولة كأس آسيا، رغم منصبه الرفيع كنائب للرئيس بالاتحاد الآسيوي، قبل أن تذعن سلطات أبوظبي وتسمح له بدخول البلاد.