وصل أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني"، مساء الأحد، إلى عاصمة كوريا الجنوبية (سول) في زيارة تستمر يومين، بأولى محطات جولة آسيوية ذات طابع اقتصادي تشمل اليابان والصين.

واستقبل رئيس كوريا الجنوبية "مون جيه" أمير قطر لدى وصوله إلى البيت الأزرق (المقر الرسمي لرئيس كوريا الجنوبية) برفقة وفد رفيع المستوى من الوزراء ورجال المال والأعمال.

ومن المقرر أن تشمل الزيارة سلسلة اتفاقيات ومذكرات تفاهم، اقتصادية وسياسية وثقافية وتعليمية، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا) عن مصادرها.

وأضافت المصادر أن قمة ثنائية ستجمع أمير قطر ورئيس كوريا الجنوبية "مون جيه"، الإثنين، لمناقشة مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك التجارة والاستثمار والبنية التحتية لوسائل النقل والبناء والطاقة.

وأكد الأمير "تميم" الأهمية الاقتصادية لجولته الآسيوية، مغردا عبر حسابه الموثق "تويتر": "نبدأ اليوم بمشيئة الله جولة آسيوية تشمل كلا من كوريا الجنوبية واليابان والصين لإعطاء قوة دفع إضافية لشراكاتنا مع هذه الدول في شتى مجالات التعاون".

وتشير إحصائيات وزارة التجارة القطرية إلى أن حجم التجارة المتبادلة مع كوريا الجنوبية بلغ 11.7 مليارات دولار عام 2017، منها 11.2 مليار دولار صادرات قطرية، مقابل 436 مليون دولار صادرات كورية، بنسبة زيادة 12% مقارنة بالعام الذي سبقه.

وتتصدر مشروعات الغاز قائمة اتفاقيات التعاون المتوقعة لزيارة أمير قطر إلى كوريا، إذ تسعى العديد من شركات بناء السفن الكورية إلى الفوز بعقد لتوريد ناقلات الغاز الطبيعي المسال (LNG) في قطر التي تعتبر أكبر الدول المصدرة له في العالم.

وتعتزم قطر رفع طاقتها الإنتاجية من الغاز المسال من 77 مليون إلى 110 ملايين طن سنويا، وسيزيد خط الإنتاج الرابع من حصتها في السوق العالمية بنسبة تصل إلى أكثر من 30%.

وفي السياق، تخطط شركة "قطر للبترول" لطرح مناقصة لتوريد ناقلات الغاز الطبيعي المسال، بموجب خطتها لزيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال بشكل كبير، وقام مسؤولو الشركة القطرية مؤخرا بزيارة أكبر 3 شركات كورية جنوبية لبناء السفن.

كما زار مسؤولون قطريون شركات "هيونداي للصناعات الثقيلة" و"دايو لبناء السفن والهندسة البحرية" و"سامسونغ للصناعات الثقيلة"، حيث قام بتقييم قدراتها على توريد ناقلات الغاز الطبيعي المسال، وفقا لما أوردته وكالة "يونهاب" الكورية.

وتزوّد قطر كوريا بثلث استهلاكها من الغاز الطبيعي المسال، بموجب اتفاق طويل الأجل لإمدادات الطاقة الموجهة للقطاعات الصناعية والسكنية، ويتم نقل هذا الغاز إلى الموانئ الكورية على متن أسطول من الناقلات العملاقة التي بنتها شركات كورية.

وفي المقابل، تصدر كوريا العديد من السلع إلى قطر، من بينها السيارات ومعدات البناء الثقيلة، وتشارك 15 شركة كورية في مشاريع البنية التحتية القطرية مثل مترو الدوحة، وطريق الوسيل السريع، ومحطة أم الحول للطاقة وتحلية المياه.