نفى رئيس حكومة كردستان "نيجيرفان بارزاني"، ادعاءات حول استهداف تركيا مناطق مأهولة بالمدنيين، في بلاده ردا على هجوم استهدف قاعدة عسكرية تركية في كردستان، واتهمت أنقرة حزب العمال الكردستاني المعروف بتنظيم "بي كا كا" بالوقوف وراءه.

وفي مؤتمر صحفي من أربيل، الأحد، أوضح "بارزاني" أن "القصف التركي لم يتم على القرى والأماكن المأهولة، بل على أماكن تواجد بي كا كا"، لافتا إلى أن "بعض المواطنين لم يتقيدوا بتعليمات وتحذيرات الحكومة بعدم الذهاب الى تلك الأماكن باعتبارها مناطق توتر".

والسبت اقتحم عشرات المحتجين في منطقة شيلادزي قاعدة عسكرية تركية وأشعلوا النيران فيها، ورشقوها بالحجارة، ما أسفر عن إصابات جزئية ببعض المعدات، وفق بيان لوزارة الدفاع التركية، فيما اتهمت حكومة كردستان، "مخربين" بالتحريض على الواقعة، متوعدة بعقابهم.

غير أن وسائل إعلام عراقية قالت إن القوات التركية ردت على محاولة الاقتحام بإطلاق النار على المحتجين وحلقت طائرات على ارتفاع منخفض ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين، كما ادعت سقوط قتلى وأسرى من الجنود الأتراك بيد المحتجين، وهو ما نفته أنقرة.

وشدد رئيس حكومة كردستان على أن "سياسة الإقليم مبنية على السلم والتوافق مع الدول المحيطة بنا.. ومن غير المقبول أبدا استخدام أراضي الإقليم للهجوم على الدول الجارة".

وأضاف :"نحن مع التظاهر السلمي لمواطني الإقليم، لكن أن تتحول التظاهرة إلى أعمال شغب، لن نقبلها أبدا".

واعتبر أن "ما حدث في تظاهرة منطقة شيلادزي (تابعة لمحافظة دهوك) مثال ذلك"، مشيرا إلى تشكيل "لجنة خاصة للتحقيق والمتابعة لمعرفة ملابسات ما حدث ومن يقف خلفها".

وأكد أن "معالجة هذه المسألة لن يتم بمهاجمة المقرات العسكرية التركية وحرقها، بل بمعالجة الأسباب المتمثلة بإنهاء تواجد بي كا كا في تلك المناطق".

وبيّن "بارزاني" أنه "من خلال انشغالنا بمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في السنوات الماضية، استغل البعض الفرصة لتنفيذ مخططاته، وهذا بالنتيجة خلقت لنا المشاكل".

وتصنف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "حزب العمال الكردستاني" بأنه تنظيم إرهابي، ويشن الحزب عمليات مسلحة منذ عام 1984 في جنوب شرق تركيا الذي تقطنه أغلبية كردية.

ودأبت قوات الأمن والجيش التركي على استهداف مواقع منظمة "بي كا كا" وملاحقة عناصرها، جنوبي وجنوب شرقي تركيا، وشمالي العراق، ردا على هجمات إرهابية تنفّذها داخل البلاد بين الحين والآخر بعضها انطلاقا من الأراضي العراقية، مستهدفة المدنيين وعناصر الأمن.

ولفت "بارزاني" إلى أنه ناقش الموضوع مع وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" خلال اتصال هاتفي جرى السبت، مؤكدا أن حكومته ستتخذ الإجراءات اللازمة.