مودرن ديبلوماسي يكشف استراتيجية إسرائيل إقليميا ودوليا

الثلاثاء 29 يناير 2019 03:01 ص

نشر موقع "مودرن ديبلوماسي" دراسة تتناول الخطوط العامة للسياسة الإسرائيلية إقليميا ودوليا، فيما ركزت على الأوضاع في سوريا باعتبارها قد تعيد تشكيل موازين القوى بالمنطقة.

وأكدت الدراسة أن (إسرائيل) تريد من روسيا دفع إيران بعيدا عن الأراضي السورية المجاورة، من خلال التهديد بخوض غمار حرب حقيقية على الأراضي السورية بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية.

ورأت الدراسة أن إقامة صداقة بين روسيا و(إسرائيل) أمر ممكن ومرغوب، لاحتواء إيران بشكل حقيقي وواقعي داخل سوريا أو على الحدود الإسرائيلية الذي لن يتحقق إلا من خلال عزل القوات الإيرانية داخل منطقة نفوذ "الأسد"، وهو ما قد يكون هدف روسيا أيضا.

واعتبرت أنه على أي استراتيجية واقعية لاحتواء إيران أن تستند إلى اتفاق مبدئي بين روسيا و(إسرائيل)، مشيرة إلى أن روسيا بحاجة إلى حليفها الإسرائيلي على المستويات الاقتصادية والتكنولوجية والاستراتيجية.

ولفتت إلى أن سوريا غير مستقرة سياسيا نظرا لوجود مناطق تضم الأقليات المسيحية وأخرى تضم أقليات درزية وشيعية وشبه شيعية، والتي قد تصبح مناطق يصعب السيطرة عليها في حال شن حرب خاطفة.

وأشارت إلى تواجد الكثير من الأسلحة الإيرانية في لبنان في الوقت الحالي، معتبرة أن ذلك يوجب على أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أن تشن هجوما سريعا للغاية يكون قائما على تحليل دقيق للغاية لمواقع وقوات المليشيات الشيعية.

وأوضحت الدراسة أن كلا من روسيا و(إسرائيل) تدركان أن الصراع في سوريا يمثل حربا بإمكانها التأثير على العالم بأسره وليس الشرق الأوسط فقط، وقد يمثل الصراع شرارة محتملة لحرب عالمية.

الانفتاح على آسيا

وذكرت الدراسة أن (إسرائيل) تبدي انفتاحا اقتصاديا وسياسيا على آسيا، ومن الواضح أن هذا الأمر يعزى إلى حقيقة أن آسيا لن تكون المنطقة المهيمنة على الصعيد الاقتصادي فقط، بل على الصعيدين السياسي والعسكري أيضا.

ورأت أنه يجب على (إسرائيل) اغتنام الفرصة التي تتمثل في تكوين رابط جيوسياسي بين الصين و(إسرائيل)، ما من شأنه أن يؤثر بشكل كبير على منطقة الشرق الأوسط.

وأشارت إلى أن علاقات (إسرائيل) التجارية مع الصين والقوى الآسيوية الأخرى بالغة الأهمية، إذ تقدر قيمة المبادلات بحوالي 15 مليار دولار.

واعتبرت أنه بإمكان العلاقة بين الصين و(إسرائيل) أن تصبح أكثر أهمية خاصة في مجال التكنولوجيا المتقدمة، نظرا للتوترات التجارية الحالية بين كل من الصين والولايات المتحدة.

وأوضحت أن مشروع إنشاء خط قطار "ميد ريد" للربط بين ميناء إيلات وأشدود، الذي من المحتمل أن يمثل بديلا عن قناة السويس، هو في الحقيقة على المحك، وقد يترتب عن ذلك تداعيات استراتيجية ملحوظة من الصعب توقعها في الوقت الحالي.

ولفتت إلى ان الاستثمار الصيني سيلعب دورا مهما نظرا للتناظر الجغرافي والسياسي لخط "ريد ميد" مع "طريق الحرير" الجديد.

وذكرت الدراسة ان الاتحاد الأوروبي يسعى لمعاقبة (إسرائيل) من خلال قوانينه التجارية الحالية، لذا يجب على (إسرائيل) الانفتاح على التجارة الآسيوية وخاصة الصين، باعتبار أن التعامل معها قادر على أن يعوض المعاملات التجارية مع الاتحاد الأوروبي.

ووصفت الدراسة العلاقات مع آسيا بأنها بمثابة بوليصة تأمين، على المستوى الجيوسياسي، بالنسبة لـ(إسرائيل) ضد الغرب، الذي يبدو أنه لن يكون متعاونا في المستقبل، مشيرة إلى أن (إسرائيل) لا تزال قادرة على بناء قنوات تفضيلية في الشرق في حال اضطرت إلى القطع مع الغرب.

وأشارت إلى أن (إسرائيل) لا ترغب في فتور علاقاتها مع كل من أوروبا والولايات المتحدة في الوقت الحالي.

ورأت الدراسة أن التوصل إلى حل طويل الأمد أو ربما نهائي للقضية الفلسطينية من شأنه أن يكون أمرا مفيدا بالنسبة لـ(إسرائيل)، مشيرة إلى أن تل أبيب لن تنجح في لعب دور عالمي إذا تباطأت في التخلص من تاريخها الجيوسياسي الحافل بالحروب الإقليمية.

  كلمات مفتاحية

آسيا استراتجية إسرائيلية روسيا الصين الأزمة السورية