أمين الوحي ورئيس مجلس الأمن بصدارة الترشح لرئاسة الجزائر

الثلاثاء 29 يناير 2019 03:01 ص

غلب الطابع الهزلي على الأسبوع الأول من سباق انتخابات الرئاسة المقررة بالجزائر في 18 أبريل/نيسان المقبل، بعد تصدر المشهد مترشحون وصفوا بأنهم "غريبي الأطوار".

والتهبت منصات التواصل الاجتماعي في الجزائر بفيديوهات وتصريحات غريبة لشخصيات تعتزم الترشح للرئاسيات المقبلة، بعد أن تحولوا لمصدر للتنكيت والسخرية.

أحد هؤلاء المترشحين المحتملين صرح بأن "الجزائر هي قلب العالم، وسيجعلها أقوى من أمريكا"، مشيرا إلى أنه مهندس ولديه مشروع لصناعة طائرة ذات أجنحة من طين.

وفاجأ أحد الراغبين في الترشح ويدعى "السعيد عمامرة"، عدسات الكاميرات، بقوله إنه "رئيس مجلس الأمن العالمي"، زاعما أن ناشطي المعارضة الأمريكية نظموا مظاهرة في يناير/كانون الثاني 2017، للمطالبة بتنحية "دونالد ترامب"، وتنصيبه (السعيد عمامرة) رئيسا للولايات المتحدة.

وقال "عمامرة" إنه لن ينشط حملة انتخابية، وإنما ينشطها المواطنون الجزائريون لصالحه.

فيما تعهد عسكري متقاعد، بعد سحبه استمارات التوقيعات من مقر وزارة الداخلية،  قائلا: "لو نجحت في الانتخابات سأقيم وعدة (وليمة) لكامل الشعب الجزائري عبر محافظات البلاد الـ48".

وبلغ الفولكلور مداه مع أحد الراغبين في الترشح لمنصب رئيس الجزائر، عندما ادعى أن "الوحي ينزل عليه في كل مرة، ويترجم ذلك في مقترحات يقدمها لرئاسة الجمهورية، كونه على تواصل دائم مع الرئيس، وتقوم الرئاسة بتطبيقها على أرض الواقع"، حسب قوله.

واصطحب واحد من المترشحين غريبي الأطوار، كامل أفراد عائلته إلى مقر وزارة الداخلية، بمن فيهم الأطفال الصغار، وصرح للصحفيين قائلا: "للمرة الأولى تترشح عائلة بكاملها للانتخابات الرئاسية"، وسط دهشة الحاضرين.

مؤامرة أم شهرة؟

وانقسم المعلقون على المشهد الفولكلوري بين من يميل إلى تفسير المؤامرة، متهما السلطة الجزائرية بتعمد تشويه صورة الانتخابات لدعم ولاية جديدة للرئيس الحالي "عبدالعزيز بوتفليقة" رغم وضعه الصحي الصعب، وبين من يميل إلى تفسير اجتماعي مفاده أن موسم الانتخابات بات فرصة للشهرة والظهور لدى البعض.

المعلق الرياضي الجزائري "عبدالحفيظ دراجي" من أنصار الرأي الأول، حيث وصف المشهد الفلكلوري لعملية سحب استمارات الترشح للرئاسيات بأنها "استهبال مبرمج".

وعبر حسابه الموثق على "تويتر"، اعتبر "دراجي" ما جرى بالأسبوع الأول بعد إعلان فتح باب الترشح "تشويها لسمعة البلاد وشعبها، مقابل تلميع صورة فخامته (الرئيس) من خلال إبراز النماذج السيئة لترسيخ فكرة أنه لا بديل لبوتفليقة".

وفي المقابل، استبعد أستاذ الإعلام بجامعة الجزائر "عبدالعالي رزاقي" أن يكون المشهد الانتخابي متعمد من طرف السلطة لدعم استمرار "بوتفليقة"، إذ يرى أن "ترشح بوتفليقة مستبعد جدا، بالنظر لوضعه الصحي".

ورجح "رزاقي" أن تكون الرغبة في الظهور وراء ظاهرة التصريحات الغريبة ممن يعتزمون الترشح للرئاسيات، خاصة عبر صفحات التواصل الاجتماعي، بعد أن عجزوا عنها في الحياة السياسية.

100 طلب

وحتى 26 يناير/كانون الثاني الجاري، فاق عدد الذين قدموا طلبا للترشح للرئاسيات، 100 طلب أغلبهم من المستقلين، حسب وزارة الداخلية.

وينهي بوتفليقة (81 سنة) الذي يحكم الجزائر منذ 1999، ولايته الرابعة في أبريل/نيسان المقبل، لكنه لم يعلن حتى الآن ما إذا كان سيترشح لولاية رئاسية خامسة، كما لم يرد على دعوات مؤيديه للاستمرار في الحكم.

ووفق المادة 140 من القانون الانتخابي، ما زال أمام الرئيس الجزائري مهلة 45 يوما، بدأت الجمعة 18 يناير/كانون الثاني، لإعلان ترشحه من عدمه، علما بأن "بوتفليقة"، دأب منذ توليه الحكم على الإفصاح عن قراره في آخر لحظة من مهلة تقديم ملفات الترشح.

وفي حال قرر "بوتفليقة" دخول السباق للظفر بولاية خامسة، فإن هذه الانتخابات ستكون بإجماع من المراقبين "محسومة سلفا" لصالحه، كونه يحظى بدعم أكبر أحزاب ومنظمات البلاد.

وتنتظر شخصيات بارزة في الجزائر موقف الرئيس من السباق من أجل حسم موقفها من المشاركة فيه، حيث اقتصرت إعلانات الترشح لحد الآن على شخصيات مغمورة.

وباستثناء ذلك، تقدم للسباق "عبدالعزيز بلعيد"، رئيس حزب جبهة المستقبل، الذي ترشح في 2014، كما أعلنت حركتا مجتمع السلم، والبناء الوطني (إسلاميتان) ترشح رئيسيهما على التوالي "عبدالرزاق مقري"، و"عبدالقادر بن قرينة".

وأعلن رئيس الحكومة السابق ومرشح رئاسيات 2004 و2014 "علي بن فليس" تقدمه لاستحقاق أبريل/نيسان المقبل، إضافة للجنرال المتقاعد "علي غديري".

كما أعلن رئيس حزب عهد 54 "علي فوزي رباعين"، رغبته في الترشح وقام بسحب الاستمارات للمرة الرابعة على التوالي، ليحطم بذلك الرقم القياسي في عدد مرات التقدم نحو السباق الرئاسي.

ويشترط قانون الانتخابات الجزائري حصول المترشح للرئاسيات على 60 ألف توقيع لمواطنين عبر 25 ولاية (من إجمالي 48) على الأقل، أو 600 توقيع لمنتخبين محليين في البلديات والولايات أو في البرلمان بغرفتيه.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

الجزائر عبدالعزيز بوتفليقة حفيظ دراجي عبد الرزاق مقري دونالد ترامب مجلس الأمن السعيد عمامرة

حملة جزائرية بالأمم المتحدة لنيل عضوية مجلسي الأمن وحقوق الإنسان