خيارات روسيا الصعبة بأزمة فنزويلا.. تشمل التدخل العسكري

الثلاثاء 29 يناير 2019 07:01 ص

تواجه موسكو اختبارا قاسيا في الأزمة الراهنة بفنزويلا؛ ففضلا عن المأزق الذي يعيشه حليفها الرئيسي في أمريكا اللاتينية الرئيس "نيكولاس مادورو"، بعد الانقلاب عليه من قبل رئيس البرلمان "خوان غوايدو"، فإن مليارات الدولارات التي استثمرتها روسيا لسنوات في مجالي النفط والسلاح في هذا البلد صارت في مهب ريح العواصف السياسية.

ويرى محللون، نقلت عنهم كل من إذاعة مونت كارلو ووكالة "فرانس برس"،  الثلاثاء، أن أمام الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"  3 خيارات رئيسية؛ أولها الاستمرار في دعم "مادورو"، والثاني دعم انتقال شرعي للسلطة والتعامل مع من يتولى الأمور في البلاد، والأخير هو التدخل العسكري كما حدث في أوكرانيا عام 2014 على أن يبقى التدخل في فنزويلا محدودا. 

وأمضى "بوتين" سنوات في بناء حلف مع الرئيس الشعبوي الفنزويلي الراحل "هوغو شافيز" وخلفه "مادورو"، كما واصلت روسيا إضافة إلى الصين وتركيا دعم "مادورو" منذ إعادة انتخابه في مايو/آيار الماضي، في حين اعترفت الولايات المتحدة و12 من دول أمريكا اللاتينية بـ"غوايدو" رئيسا، وطالبت أوروبا بانتخابات جديدة.

ويقول المتخصص في العلاقات الدولية الروسية في جامعة أكيسي في كولومبيا "فلاديمير روفينسكي" إن "فنزويلا بالذات هي آخر ما تبقى لفلاديمير بوتين في أمريكا اللاتينية".

وتحب موسكو أن تطرح نفسها على أنها القوة الكبرى البديلة في دول جوار الولايات المتحدة. ورغم أن لها علاقات وثيقة مع فنزويلا وحليفها التقليدي كوبا الشيوعية، فإن علاقات موسكو مع البرازيل والاكوادور والأرجنتين تضررت بسبب تغيرات حدثت مؤخرا على القيادة هناك، حسب "روفينسكي".

وعززت روسيا تحالفها مع فنزويلا بوصفها ثاني أكبر مقرض لكراكاس بعد الصين؛ حيث تزودها بالدبابات ورشاشات الكلاشنيكوف وتستثمر في مواردها النفطية. كما حصلت كراكاس على أسلحة ومعدات عسكرية روسية في اتفاقات وصلت قيمتها إلى 11 مليار دولار في الفترة ما بين 2005 و2017.

وقبل شهر تقريباً أعلن "مادورو" خلال زيارة إلى موسكو أن روسيا ستستثمر 6 مليارات دولار في قطاعي النفط والتعدين في فنزويلا.

مرتزقة روس في كراكاس

وظهرت تقارير عن انتشار مئات المرتزقة من شركة "واغنر" الروسية العسكرية الخاصة، في فنزويلا، وهو ما نفته موسكو، غير أن "روفينسكي" رجح أن تكون صحيحة، قائلا: "كل شيء يشير إلى أن المرتزقة الروس متواجدون في فنزويلا منذ فترة، على الرغم من أنه من المرجح أن يكون عددهم أقل بكثير مما ورد في الإعلام".

ويقدم التلفزيون الروسي تغطية واسعة للاحتجاجات في كراكاس ويشبهها بالانتفاضة الشعبية في أوكرانيا في 2014 التي أطاحت بالرئيس الموالي للكرملين ودفعت بموسكو إلى الاستيلاء على منطقة القرم وأدت إلى اندلاع نزاع انفصالي في شرق أوكرانيا.

ونظراً للمعارضة الروسية القوية لمثل هذه الانتفاضات الشعبية فإنه "لا يمكن استبعاد عملية عسكرية روسية محدودة"، لكن فقط كخيار أخير" بالنسبة لموسكو، حسب "روفينسكي".

وأضاف أن "مثل هذا السيناريو سيضع باقي دول أمريكا اللاتينية بأكملها في مواجهة روسيا .. لعدة سنوات مقبلة، ويهدد استثمارات وقروض روسية في فنزويلا تقدر بالمليارات".

وفي حال سقوط حكومة "مادورو" فإن روسيا "بلا شك ستجد صعوبة في تحصيل العقود والديون"، حسب "روفينسكي" الذي تنبأ بأن روسيا "ستخسر الاستثمارات غير النفطية على الأرجح".

وسيعتمد إقامة علاقات سياسية مع النظام الجديد على كيفية تصرف موسكو الآن في "اللحظة الحاسمة لمادورو"، حسب الخبير في شؤون فنزويلا في معهد موسكو لأمريكا اللاتينية "دانيال روزنتال".

واستدرك "روزنتال": "إلا أنه مع ذلك فإن القوى المعارضة الحالية براغماتية"، وألمح الكرملين بدوره إلى أنه يمكن أن يدعم تسليم "شرعي" للسلطة.

وفي روسيا فإن "النهج البراغماتي هو المسيطر" حسب "روزنتال"، الذي قال إن "علاقات العمل يمكن أن تستمر" حتى في حال سيطرة المعارضة على السلطة، لافتا إلى أن "القيادة الروسية تدعم حكومة فنزويلا، وهي في هذه الحالة الرئيس المنتخب شرعيا. وهذا لا يعني أنها لن تدعم وجود اتصالات مع المعارضة".

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

روسيا فنزويلا بوتين مادورو