كشف مصدران مطلعان، أن العطل الذي أصاب تطبيق "أوبر" للنقل الذكي في مصر، خلال الأسبوعين الأخيرين، جاء كنوع من العقاب الحكومي للشركة، التي رفضت مشاركة بيانات عملائها مع الأجهزة الأمنية.

ونقل موقع "مدى مصر"، الثلاثاء، عن أحد المصدرين اللذين وصفهما بأنهما على صلة وثيقة بصناعة النقل الذكي والمفاوضات الأخيرة بين الشركات والحكومة، قوله إن "المفاوضات كانت تسير بشكل إيجابي حتى أسابيع قليلة، قبل أن تتراجع الحكومة عن موقفها بشكل مفاجئ بعد إصرار أجهزة أمنية، على الحصول على حق الولوج إلى البيانات، وكذلك الاحتفاظ بها داخل مصر".

وتتعلق المفاوضات الجارية بإعداد اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم خدمات النقل البري للركاب باستخدام تكنولوجيا المعلومات، والمرتقب صدورها قريبا.

وتمنح اللائحة صلاحية للسلطات في اتخاذ قرار مشاركة البيانات مع اﻷجهزة اﻷمنية.

أما المصدر الثاني فأوضح، أن خدمة "أوبر" ليست محجوبة بشكل كامل، لكنها تضطرب في كثير من اﻷوقات عبر مختلف شبكات اﻹنترنت.

ولكن "عمرو أبوالقاسم"، مدير شركة "BH Travel" أحد وكلاء "أوبر" في مصر، رد بأن العطل، يأتي من شبكات إنترنت الشركة المصرية للاتصالات "WE"، أكبر مقدم لخدمات اﻹنترنت في مصر، والمملوكة للحكومة.

ولفت "أبوالقاسم"، إلى أن اﻷعطال التي شهدها التطبيق خلال اﻷيام الماضية، تسببت في توقف عدد كبير من السائقين التابعين لشركته عن العمل، وهو ما أكده أحد المصدرين قائلا إن عدد السائقين في "أوبر" يبلغ نحو 200 ألف سائق، تضرر عشرات اﻵلاف منهم على اﻷقل من تعطل الخدمة مؤخرا.

وأكد المصدر تعرض "أوبر" للحجب أوائل الشهر الجاري، بينما كشف المصدر الآخر أن شركة "كريم"، المنافس الأكبر لـ"أوبر" في السوق المصري، قررت عدم الاشتراك في النزاع الحالي وتركه بين الحكومة وشركة "أوبر".

وأشار إلى الارتفاع الكبير الذي شهده تطبيق "كريم" في عدد المستخدمين بسبب أعطال "أوبر".

وقبل أيام،، ثارت خلافات أخرى بين الشركات واللجنة الوزارية المكلفة بوضع اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم النقل البري، والذي أقر في مايو/آيار الماضي، بسبب إصرارها على فرض رسوم تتراوح بين 2-5 جنيهات (الدولار = 18 جنيها تقريبا) على كل رحلة، وهو اﻷمر الذي رفضته الشركات.

ويلزم القانون الشركات بدفع ما يصل إلى 10 ملايين جنيه للحصول على تراخيص التشغيل لمدة تصل إلى خمس سنوات قابلة للتجديد، على أن تحدد تكلفة الرخصة بناءً على عدد المركبات العاملة مع الشركة.

وعلى الرغم من اضطراب خدمة "أوبر" في مصر، التقى رئيس الوزراء "مصطفى مدبولي" مع الرئيس التنفيذي للشركة "دارا خسروشاهی"‎ على هامش مؤتمر دافوس الاقتصادي، الشهر الحاري، واتفقا على توسيع استثمارات الشركة في مصر.

وشركتا "أوبر" و"كريم" هما الوحيدتان اللتان تقدمان خدمات نقل الركاب عن طريق التطبيقات الإلكترونية عبر الهواتف الذكية.