ريم سليمان تعتزم إطلاق مشروع لدعم المعتقلات بالسعودية

الأربعاء 30 يناير 2019 01:01 ص

أعلنت الكاتبة السعودية "ريم سليمان"، من هولندا، عن عزمها تأسيس مشروع يناصر قضايا الناشطات المعتقلات في المملكة.

وقالت "ريم"، في حوار مع موقع "الجزيرة نت" إن المشروع سيرى النور قريبا بعد أن تهدأ نفسيّا بشكل جيد، كونها عانت من الاضطهاد ذاته، إبان حبسها في السجن بالسعودية.

وكان مقال بعنوان "المثقف بين أزمة السعودية وقطر" تسبب في حبس وتعذيب "ريم"، التي اشتهرت بدفاعها عن حقوق المرأة.

وأبدت "ريم" استغرابها من أن المسؤول عادة يرى في المقال ما يستدعي محاسبة الكاتب ومعاقبته ومنعه من الكتابة، لكن مقال "المثقف بين أزمة السعودية وقطر" كان خطاب العقل في فترة غاب فيها العقل، وللتذكير بالقيم العربية، ودعوة للالتزام بها.

وتابعت: "لكن هذه الدعوات، أو خطابا رشيدا كهذا، لم يكن يوائم خطاب الأزمة الخليجية، حيث كان المطلوب من الصحفيين أن يكونوا مشعلي أزمات، وليسوا مثقفين دعاة تهدئة وتفكير".

وكانت "ريم" نشرت على صفحتها في "تويتر" عددا من التغريدات عن حيثيات ما حدث منذ تلقيها اتصالا من شخص ادعى أنه مساعد "سعود القحطاني" (المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي)، وطلب منها التوقف عن الكتابة.

ثم تعرضها للاعتقال والتحقيق حول كتاباتها وتغريداتها وطبيعة العلاقة بينها وبين الناشطات اللائي سبق أن اعتقلن، وغيرها من الأسئلة؛ كل ذلك وسط التهديد والتعذيب الذي تسبب لها في عاهة دائمة في كفها الأيسر.

تغير قناعات

وعن قناعاتها التي تغيرت بسبب السجن، قالت "ريم": "التغيير الذي أحدثه السجن فيّ لم يصب قناعاتي التي تغيرت كثيرا وحسب، بل غيّر شخصيتي أيضا، صِرت أقوى من ذي قبل، وأستطيع مناهضة الظلم أمام نظام شمولي لا يتردد في التنكيل بمعارضيه، وعلى هذه الحالة، بدأت قناعاتي تتشكل بناء على تصورات أحدثتها تجربة السجن".

وقالت "ريم" إنه أثناء فترة احتجازها، كانت تصلها أخبار المعتقلات من المحققين الذين يهددون بتعذيبها بالطرق والأساليب الوحشية نفسها التي تتعرض لها الناشطات الأخريات، لدرجة أنها فكرت في الانتحار من هول المعاناة.

واعتبرت "ريم" نفسها ضحية نظام شمولي، ولحالة من اللاقانون سيطرت على المشهد، وقبل ذلك هي ضحية مستشار ملكي فعل بها وبغيرها الأعاجيب.

وأوضحت أن "معاقبة الناشطات السعوديات في الفترة نفسها التي تشهد فيها السعودية انفتاحا غير مسبوق؛ حيث سمح بالاختلاط وإقامة الحفلات والمهرجانات وأشياء من هذا القبيل؛ وهو انفتاح لما يريده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ بدليل أن القضايا التي تتعلق بحقوق المرأة وحقوق الإنسان تتجه نحو الأسوأ، وتعيش المملكة حاليا حقبة قمع لم تشهدها منذ تأسيسها".

ورأت أنه "يمكن حل أزمة الناشطات من قبل ولي الأمر بإطلاق إصلاح سياسي داخلي، لكنه -كما يبدو- لا يريد، لذلك فإن على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية مسؤولية وواجب الدفاع عن المعتقلات والمعتقلين السعوديين، والضغط على الحكومة السعودية من أجل إطلاق سراحهم".

دور الإعلام

واعتبرت "ريم" أن "الإعلام السعودي شأنه شأن أي إعلام في أي دولة غير ديمقراطية، يعد مجرد صدى لصوت الحكومة، ويقول ما يؤمر به، ويمتنع عمّا يُنهى عنه".

وعبرت عن أسفها من "انتقال الإعلام السعودي منذ النصف الثاني من عام 2017 من مرحلة الإعلام الذي يكتفي بطرح موقف الحكومة وينحاز له، إلى مرحلة الإعلام البلطجي الذي يحرض المواطنين على بعضهم، ويغذي مشاعر العداء والعصبية في المجتمع".

وتابعت: "يمارس الإعلام حاليا القمع الاجتماعي للشخصيات الوطنية عبر تشويه سمعتها، وهو ما رأيناه جليا بعد اعتقال الناشطين والناشطات، الذين اتهمهم الإعلام بالخيانة والعمالة للخارج، وفق الكاتبة اللاجئة".

وانتقدت "ريم" الكثير من المثقفين، معتبرة أنهم "حادوا عن الطريق الصحيح وانخرطوا في مهاترات رخيصة، وكانوا أداة رئيسية من أدوات تغييب الوعي والتضليل، والقليل منهم كان مصيرهم السجن بسبب الثبات على المبادئ والانحياز للقيم والأخلاق".

وقالت إن "المرحلة الحرجة التي تمر بها السعودية من المثقف السعودي تبصير الناس وتوعيتهم، وعدم تضليلهم، خاصة بعد سيطرة اللامنطق على المشهدين السياسي والإعلامي منذ اندلاع الأزمة الخليجية، وفق الكاتبة السعودية".

وعن لجوئها إلى هولندا، قالت "ريم": "لو لم أكن مضطرة لما خرجت من بلدي.. بلادنا لا مثيل لها في العالم، لكنني خرجت كي أتمكن من إكمال حياتي، ومساندة زميلاتي المعتقلات، ولو عاد بي الزمن وبنفس الظروف التي مررت بها لكررت الفعلة. ولكن لو كانت الظروف مختلفة، ولو كانت البلاد على غير الحالة التي هي عليها اليوم، لما خرج منا أحد".

وختمت بالقول: "لن أشعر بالهدوء النفسي إلا بعد خروج معتقلي الرأي من السجون، وبعد توقف حملة القمع المسعورة ضد أبناء الوطن المخلصين، وعندما يستطيع الناس التعبير عن آرائهم بحرية، ويكون بلدها مكانا يأمن فيه المواطن على نفسه وكرامته وحريته وعرضه".

  كلمات مفتاحية

ريم سليمان ناشطات معتقلات سعود القحطاني السلطات السعودية