أعلن نواب أمريكيون أنهم بصدد طرح مشروع قانون أمام الكونغرس يهدف لوقف الدعم الأمريكي المقدم للتحالف بقيادة السعودية في اليمن.

وكان المشروع ذاته طُرح في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أمام مجلس الشيوخ، وتم تمريره بموافقة 56 صوتا مقابل اعتراض 41.

لكن الإجراء لم يمض قط لما هو أكثر من ذلك؛ لأن الجمهوريين الذين كانوا يسيطرون على مجلس النواب حينذاك لم يسمحوا بإجراء تصويت قبل نهاية العام.

وأصبح الديمقراطيون الآن أغلبية في مجلس النواب، لكن الجمهوريين عززوا تفوقهم في مجلس الشيوخ بمقعدين إضافيين؛ إذ يشغلون 53 مقعدا مقابل 47 مقعدا للديمقراطيين. ويتيعن حصول التشريع على موافقة الثلثين في المجلسين ليبطل اعتراض "ترامب".

ويرفض خصوم القرار أي إجراء يؤثر على علاقة التحالف الاستراتيجي مع السعودية التي تعد ثقلا ضروريا مضادا لإيران.

وحول الخطوة، قال عضو مجلس الشيوخ السيناتور "بيرني ساندرز"، في مؤتمر صحفي الأربعاء، إن هناك الآن ما يكفي من الأصوات في الكونغرس لتمرير مشروع القانون، مؤكدا أن الولايات المتحدة لن تضع جنودها تحت إمرة النظام السعودي الذي وصفه بالوحشي والمستبد.

وأضاف: "لقد تفشت الكوليرا في اليمن بسبب القصف السعودي لشبكات الصرف الصحي اليمنية".

 وأردف: "لا ينبغي على الولايات المتحدة دعم الحرب الدموية التي تقودها السعودية في اليمن"، واصفا النظام السعودي بأنه نظام "مستبد وقائده ضالع في قتل الصحفي جمال خاشقجي".

واغتيل "خاشقجي"، في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، داخل قنصلية السعودية في إسطنبول التركية، قبل تقطيع جثته، والتخلص منها، في حادثة اعترفت بها المملكة، بعد طول إنكار، قبل أن تحيل 11 شخصا للمحاكمة، دون أن تكشف عمن أصدر الأوامر لهم، أو أي تفاصيل حول مصير الجثة.

والشهر الماضي، أدلت مديرة وكالة الاستخبارات الأمريكية "جينا هاسبل" بشهادتها أمام مجلسي النواب والشيوخ، بشأن جريمة اغتيال "خاشقجي"، وتعالت أصوات أعضاء بالمجلس للمطالبة بإدانة السعودية بعدما باتوا أكثر قناعة بتورط ولي عهد المملكة "محمد بن سلمان" باعتباره الآمر بالاغتيال.

وشدد "ساندرز":  "لن نسمح بوضع قدرات جيشنا في يد النظام السعودي الوحشي المتورط في قتل خاشقجي، وينبغي وقف الحرب في اليمن وتقديم المساعدات الإنسانية عوضا عن القنابل".

وأكد: "لدينا ما يكفي من الأصوات في الكونغرس لإقرار وقف الدعم لحرب التحالف بقيادة السعودية في اليمن".

وتبنى السيناتور الديمقراطي "كريس ميرفي" نفس موقف "ساندرز" مؤكدا أنه "ليس من الدستور ولا من المصلحة القومية الأمريكية أن نشارك في حرب اليمن".

وأشار، في المؤتمر الصحفي ذاته، إلى أن "السعودية كذبت علينا بشأن قتل خاشقجي مثلما كذبت بشأن الحرب في اليمن".

وتابع: "يجب على أي رئيس أمريكي جمهوريا كان أم ديمقراطيا أن لا يشارك في حرب دون إذن من الكونغرس.. يجب وقف هذه الحرب الفظيعة في اليمن، ويجب أن يتصرف مجلس الشيوخ ومجلس النواب بشكل سريع".

ومنذ أكثر من 4 أعوام، يشهد اليمن حربا بين القوات الحكومية المدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية والإمارات، وبين مسلحي جماعة الحوثي الذين يسيطرون على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ نهاية 2014.

وجعلت هذه الحرب، ثلاثة أرباع السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ودفعت بالبلاد إلى حافة المجاعة، في حين اعتبرت الأمم المتحدة الأزمة بأنها الأسوأ في العالم.

كما ألقت الحرب بانعكاستها السلبية على القطاع الصحي الذي تدهور بشكل حاد، وأدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة.