دراسة إسرائيلية ترصد مساعي السيسي لخلق هوية مصرية جديدة

الخميس 31 يناير 2019 08:01 ص

كشفت دراسة إسرائيلية حديثة أن الرئيس المصري، "عبدالفتاح السيسي"، يسعى لتشكيل هوية مصرية جديدة، تتضمن تقليص المكون الإسلامي كواحد ضمن ثمانية مركبات حاضرة في الإنسان المصري، واحتواء السمات الثورية في الجيل الجديد.

لكن الدراسة الصادرة عن مركز "أبحاث الأمن القومي" أشارت إلى أن هناك شكوكا في فرص نجاح حملة "السيسي" في تحقيق أهدافها؛ بسبب المعارضة القوية التي تواجه بها من طرف قوى مصرية، وضمنها قوى ليبرالية.

وأكدت كذلك أن هناك حقيقة أن حملة "السيسي" تنطوي على تناقضات بنيوية، يتمثل أبرزها في أنها تسعى للانفتاح على "الآخر" الخارجي في حين يضيق النظام ذرعا بالأصوات التي تختلف معه في الداخل.

وأكدت أنه في الوقت الذي تركز الحملة على "قيم التسامح"، يعتمد النظام أساليب القمع والتمييز ضد معارضيه.

ورصدت من أساليب تلك الحملة "مشاركة أجهزة الحكم، ووسائل الإعلام القريبة من النظام، وعقد قمم ومؤتمرات للجيل الشبابي المصري الصاعد".

وتهدف الحملة في النهاية إلى بناء جيل مصري جديد يكون أكثر استعدادا للاصطفاف حول الأجندة التي يفرضها النظام، إلى جانب أنها ترمي إلى تحسين صورته في الخارج.

وحسب الدراسة التي أعدها الباحثان "عوفر فنتور" و"أساف شيلوح"، يقوم الخطاب الحاكم لجدل الهوية الذي فجره نظام "السيسي" على مبدأين أساسيين: الأول أن الإنسان المصري يمثل النقيض للإسلامي، والثاني أن الهوية المصرية تمثل فسيفساء من 8 مركبات.

وأوضحت أن تلك المركبات الثمانية هي الفرعونية، واليونانية، والرومانية، والقبطية، والشرق أوسطية، والأفريقية، إلى جانب المركّبين الإسلامي والعربي.

وتهدف الحملة التي أطلق عليها "السيسي" "بناء الإنسان المصري الجديد"، بشكل غير مباشر إلى ضرب المركب الثوري في الشخصية المصرية، على اعتبار أن تحقيق هذا الهدف ينسجم مع أهداف النظام الرئيسية، كما تجعل "الآخر" هو جماعة "الإخوان المسلمين".

وتعد فئة الشباب المستهدفة من حملة "الهوية" التي يشنّها "السيسي"؛ وهو ما يفسر حرص الأخير على تنظيم مؤتمرات الشباب في أوقات متقاربة بهدف التأثير على توجهاتهم.

ولفتت الدراسة إلى حقيقة أن النظم الشمولية هي التي عادة ما تنشغل في شنّ حملات تهدف إلى التأثير على مركّبات الهوية الوطنية أو تسعى إلى بناء توازنات جديدة فيها.

ونقل الباحثان عن نخب ليبرالية مصرية قولها إن الهدف الذي يرمي "السيسي" إلى تحقيقه؛ يتمثل في محاولة بناء "جيل خانع يسهل انقياده وتوجيهه ليتماهى مع أهداف النظام".

كما أوضحت أنه "في حين يحاول النظام المصري إنجاح حملته هذه، فإن هناك جهات وقوى أخرى تعمل في الاتجاه المضاد له؛ ما يجعله يواجه عقبات جدية في الإحاطة الحصرية بقناعات المصريين، لأنه حسب استطلاعات الرأي الأخيرة فإن الإخوان المسلمين ما زالوا يتمتعون بتأييد ثلث المجتمع المصري، رغم جهود نزع الشرعية عنهم التي يمارسها النظام، عبر إخراجهم عن القانون".

وشددت على أن "مؤيدي الإخوان المسلمين يرفضون محاولات السيسي وضع الهوية الإسلامية للمجتمع المصري بصورة مساوية لباقي المكونات الأخرى، وعدم إعطائها ميزة خاصة واستثنائية".

  كلمات مفتاحية

مصر السيسي الهوية المصرية دراسة إسرائيلية