رفض والد الشقيقتين السعوديتين "تالا" و"روتانا فارع" اللتين عثر عليهما غريقتين في نهر هدسون بنيويورك، بشكل قاطع رواية الشرطة الأمريكية حول انتحارهما، مؤكدا وجود كدمات كثيرة في جسدهما تدل على تعرضهما لضرب مبرح قبل الوفاة.

وعثر على جثتي الفتاتين (16عاما) (23عاما) ووجد شريط لاصق ملفوف حول خصريهما وكواحلهما على شاطئ نهر هدسون بحي مانهاتن الأمريكي، في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

ونقلت "رويترز" عن والد الفتاتين إنَّ العلامات والكدمات التي رآها على وجهي ابنتيه تشير إلى أنَّهما تعرَّضتا للضرب قبل موتهما.

ونشرت صحيفة "سبق" السعودية، الإثنين، مقابلةً مع والد الفتاتين، أعرب خلالها عن رفضه النتيجة التي خلصت إليها الشرطة، لافتا إلى أن ابنتيه تعرَّضتا لإيذاءٍ جسدي قبل موتهما.

وأشار إلى أنه حين رأى جثتي ابنتيه في المشرحة قبل العودة إلى السعودية، وجد "كدمات تملأ وجهيهما… خصوصاً الابنة الصغيرة، وهو ما يؤكد أنَّهما تعرَّضتا لضربٍ مبرح قبل موتهما".

كما اتهم كذلك أحد المحققين في ولاية فرجينيا الأمريكية باختطاف ابنتيه ومنعه من استعادتهما.

وقال إن المحقق المحلي المدعو "براندون ميلر"، اتصل بالعائلة في اليوم التالي لتقديمهم بلاغ باختفاء الفتاتين، وأبلغها بأنه سحب البلاغ و"أودع الفتاتين في مكان آمن".

وأضاف أن المحقق "حاول استفزازنا بقوله إنه يعلم تعامل العرب السيء مع أبنائهم ولم نرد عليه، بل طالبناه برؤيتهما أو إعادتهما، ورفض ذلك مطالبا بالتزام الهدوء ووعد بإعادتهما خلال أسبوع، وبالفعل عاد إلينا بعد أسبوع ولكن برفقة هيئة حماية الأطفال محاولا اتهامنا بأننا عنفناهما، وتفقدت الفرقة الشقة ولم تجد أي أثر للتعنيف، بل إنهم استغربوا من عدم أخذ الفتاتين أي شيء من ممتلكاتهما، وبعد اقتناعهم أرسلوا إلينا تقريرا بأن الأسرة بريئة من تهمة التعنيف".

وأشار والد الفتاتين إلى أنه وزوجته حاولا بعد ذلك التواصل مع المحقق للكشف عن مصير ابنتيهما، لكنه رفض التجاوب وطلب التوجه للمحكمة بحجة تحول القضية إلى هناك.

 وقال مسؤول بإدارة شرطة نيويورك إنَّ الشابَّتين على الأرجح ذهبتا إلى النهر على قيد الحياة، ثُمَّ قرَّرتا الانتحار بدلاً من العودة إلى السعودية. 

وكانت والدة الفتاتين، أخبرت المحققين بأن السفارة السعودية في العاصمة الأمريكية واشنطن أَمرت الأسرة بمغادرة الولايات المتحدة قبل يومٍ من العثور على الشقيقتين ميتتين.

ووفقاً لوكالة أسوشيتد برس، يُزعَم أنَّ السفارة ادَّعت أنَّ الابنتين تقدمتا بطلبي لجوء سياسي. ونفى متحدثٌ باسم السفارة السعودية هذا الزعم، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.