قتل واعتقال وأصابع مقطوعة.. تفاصيل مصير أبناء القذافي

الجمعة 1 فبراير 2019 01:02 ص

"لا أثر للحكومة التي تدعمها الأمم المتحدة خارج العاصمة".. هكذا وصف محرر الشؤون الأمنية والدفاعية "كيم سينغوبتا" الأوضاع في ليبيا في مقال نشره بصحيفة الإندبندنت تزامنا مع الذكرى التاسعة لثورتها التي أسقطت نظام "معمر القذافي"، مشيرا إلى أن مصير من تبقى من أبناء الزعيم الليبي السابق لايزال معلقا.

واستعرض المقال تهافت القوى الغربية على دعم الكتل المتنافسة على السلطة في ليبيا الممزقة، خاصة فرنسا وإيطاليا وأمريكا وروسيا والإمارات، مشيرا إلى تراجع دور بريطانيا رغم قيادة رئيس وزرائها "ديفيد كاميرون" للداعين إلى رحيل "القذافي" عام 2011، بسبب انشغالها بملفاتها الداخلية، لاسيما الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست).

وعلى مدى تلك السنوات، لم يتبق من أبناء "القذافي" المعلوم مصيرهم سوى "سيف الإسلام" و"هانيبال"، إذ بدأ انفراط عقد الأسرة بمقتل الأب وابنه "المعتصم" وعرض جثتيهما في مخزن للحوم بمدينة مصراتة.

يقول "سينغوبتا" إنه شاهد العرض بنفسه، حث اصطفت الجماهير لإلقاء نظرة على الديكتاتور الذي حكم البلاد 40 عاما.

كما لقي المصير ذاته كل من "خميس معمر القذافي"، الذي كان يقود كتيبة باسمه في غارة للناتو في نهاية أغسطس/آب 2011، و"سيف العرب القذافي" بعد عودته من ألمانيا في أبريل/نيسان2011.

كتائب الزنتان

 أما "سيف الإسلام"، الذي أعده أبوه لوراثة سلطته، فقد اعتقل وهو يحاول الهرب من ليبيا، وحكمت عليه محكمة في طرابلس بالإعدام، وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمرا بالقبض عليه ومحاكمته في لاهاي.

ويشير الكاتب إلى أن كتائب الزنتان، التي ألقت القبض على "سيف الإسلام" قطعت أصبعين من أصابعه (السبابة والوسطى) استخدمهما للتلويح بالنصر على شاشة التلفاز.

وينوه المقال إلى أن الإفراج عن "سيف الإسلام" تم بشكل هادئ قبل 18 شهرا، وأعلن أنصاره العام الماضي أنه ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية التي أجلت، ومن المتوقع تنظيمها في الأشهر القليلة المقبلة، مشيرا إلى أنه لا يوجد في الدستور ما يمنعه من المشاركة في الترشح في العملية الانتخابية، بعد إلغاء قانون صدر عام 2013، يحظر على رجال النظام السابق المشاركة في المناصب العامة.

معتقل لبنان

أما "هانيبال القذافي"، فقد اعتقل في لبنان منذ 4 أعوام بعد اختطافه من سوريا، حيث انتهى به الحال هناك بعد خروجه من ليبيا، ويقول أصدقاؤه إنه في حالة صحية سيئة، ولا يتوفر العلاج المناسب لوضعه الصحي المتدهور.

وهنا يشير الكاتب إلى أن ميليشيا شيعية اختطفت "نجل القذافي" من سوريا وذهبت به إلى لبنان، وأفرجت عنه بعد يوم واحد، ثم اعتقلته قوات الأمن اللبنانية مباشرة؛ على خلفية اتهامه بالتكتم على معلومات بشأن اختفاء رجل الدين الشيعي "موسى الصدر"، في ليبيا عام 1978، رغم أن عمره في هذا الوقت لم يكن قد تجاوز السنتين.

و"موسى الصدر" هو مؤسس حركة أمل الشيعية في لبنان، التي يترأسها اليوم رئيس البرلمان "نبيه بري"، واختفى بعد أن زار ليبيا بناء على دعوة من "معمر القذافي"، وتعددت الروايات بشأن مصيره، بين ادعاء قتله بناء على أمر من الزعيم الليبي بعد خلاف عقدي جرى بينهما، أو قتله بناء على طلب من الرئيس الفلسطيني السابق "ياسر عرفات"، أو سجنه في معتقل ليبي.

ويؤكد "سينغوبتا" أنه لا دليل على صحة أي من تلك الروايات، مشيرا إلى أن عائلة "الصدر" عارضت الإفراج عن "هانيبال"، في بيان جاء فيه: "الحديث عن أن هانيبال القذافي كان مجرد طفل عام 1979 ليس إلا ذريعة، إذ لا أحد يتهمه بالقيام بدور بالاختطاف في ذلك الوقت، لكن الجريمة استمرت، وأصبح (هانيبال) مسؤولا أمنيا في نظام والده" في إشارة إلى تكتمه على الخبر اليقين بشأن مصير "موسى الصدر".

ويضيف الكاتب: "قد تظهر أدلة عن لغز اختفاء رجل الدين اللبناني، لكننا، نحن الصحفيون الذين وجدوا أطنانا من الوثائق السرية في مباني الحكومة بعد سقوط نظام القذافي، بما في ذلك تورط الحكومة البريطانية في عمليات الترحيل القسري، لم نر أي شيء له علاقة بالإمام الصدر".

آثار تعذيب

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن أصدقاء وعائلة "هانيبال" عبروا عن قلقهم بشأن حالته، ومنهم صديقة الطفولة "ريم الدبري"، التي زارته في السجن، وأكدت أنه يعاني من آلام في الظهر والركبة، ولا يستطيع المشي جيدا.

وأضافت "ريم" أن "هانيبال" يعاني من آثار الضرب وتهشم أنفه بعد اختطافه، بالإضافة إلى معاناته من أمراض جلدية لأنه قضى سنوات في السجن دون رؤية الشمس.

وتابعت: "هذا كله حدث لأن جماعة مسلحة اختطفته، ثم سجنته الدولة، للتأكيد أنه متهم بشيء حصل عندما كان عمره عامين، فكيف يتحمل المسؤولية؟"

وأكد "سينغوبتا" أن النظام السوري يضغط لإطلاق سراح "هانيبال"، مشيرا إلى أنباء تتردد عن تدخل الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" شخصيا لمنحه اللجوء، في ظل العلاقات الجيدة التي تجمعه بـ "سيف الإسلام".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

معمر القذافي روسيا هانيبال القذافي موسى الصدر سيف الإسلام القذافي لبنان سوريا

تفاصيل اعتقال عملاء روس في ليبيا بعد لقائهم نجل القذافي

فورين أفيرز: هكذا فشلت أمريكا في محاولاتها لتغيير الأنظمة بالشرق الأوسط