كاثوليك الخليج يترقبون بشغف الزيارة الأولى لبابا الفاتيكان

الجمعة 1 فبراير 2019 04:02 ص

في كنائس دبي القليلة التي يتكدس بها المصلون، وفي قداسات يحوطها التكتم في الرياض، يترقب الكاثوليك في أنحاء الخليج بشغف زيارة البابا فرنسيس التاريخية للإمارات الأسبوع المقبل.

وهم يأملون أن تعزز أول زيارة على الإطلاق يقوم بها بابا الفاتيكان إلى شبه الجزيرة العربية تقبُّل المنطقة لوجود مليوني كاثوليكي يعملون في الخليج، كثير منهم من الهند والفلبين. كما يريدون الانتقال بصورة أيسر لكنائس الإمارات، والسماح ببناء كنائس أصلا في السعودية.

وتأتي الزيارة في وقت تسعى فيه الإمارات للظهور في صورة الدولة المتقبلة لأصحاب الديانات المغايرة، وتشهد فيه دول خليجية أخرى إصلاحا اجتماعيا.

وقال المتحدث باسم الحكومة الإماراتية "جابر اللمكي" إن الزيارة تعكس "الوضع الذي تتسم به الإمارات دوما: مهد للتنوع في مركز متوسط بين الشرق والغرب يربط بين الشعوب والديانات والبضائع والثقافات".

وكان ولي عهد أبوظبي الشيخ "محمد بن زايد" قد دعا البابا لزيارة الإمارات بعد لقائهما في الفاتيكان عام 2016.

وقال "جابر" إن الزيارة ليست مستغربة نظرا لعدد الكاثوليك في الإمارات، وإن الإعداد لها استغرق وقتا. ويقول الفاتيكان إن الزيارة ستركز على الحوار بين الأديان والسلام.

وقالت "كلاوديا رومي"، وهي مدرسة رياضيات من كولومبيا، إن الزيارة "ستساعد الخليج والعالم كله على فهم ضرورة احترام كل الأديان".

وتصلي "كلاوديا" في كنيسة بالقرب من ميناء "جابر العلي" في دبي داخل مجمع يضم دور عبادة لأصحاب عقائد أخرى. وستكون ضمن 120 ألف كاثوليكي سيحضرون قداسا يقيمه البابا في استاد رياضي بأبوظبي.

ومعظم مواطني الإمارات مسلمون سنة، لكن عدد الأجانب الذين يعملون غالبا في مكاتب ومدارس ومنازل ومواقع تشييد يفوق عدد المواطنين الإماراتيين بنحو تسعة إلى واحد.

ويعيش في الإمارات نحو نصف الكاثوليك في الخليج.

وقال قسيسون ومصلون ودبلوماسيان إنه رغم أن الإمارات هي أكثر دول الخليج تقبلا لأصحاب الأديان الأخرى، فإن بها قيودا أيضا.

وتمنع السلطات التجمعات الدينية غير المصرح بها ويمنع القانون تغيير الديانة.

ويقول مسؤولون في كنائس إن الاتفاقات التي أقيمت الكنائس بمقتضاها تمنع قرع الأجراس أو رفع الصلبان في أماكن ظاهرة.

والأرض المخصصة لبناء دور العبادة محدودة؛ لذلك توجد تسع كنائس فقط للكاثوليك في الإمارات.

وتزدحم الكنائس في عطلات نهاية الأسبوع حتى أن بعض المصلين يقفون في الخارج حيث تذاع الصلوات أحيانا على شاشات عرض.

وقال الأب "راينهولد ساهنر" قس الأبرشية الألمانية في سان فرنسيس في دبي إن بعض المصلين يقطعون رحلات طويلة بالحافلات إلى الكنيسة؛ وأضاف "شيء طيب أن يأتي البابا ويطلع على واقعنا، ويتعرف أيضا على المصاعب التي تواجهنا".

نقطة تفتيش أمنية

على الرغم من أن البابا سيزور الإمارات دون غيرها، فإن زيارته ستكون موضع متابعة عن قرب من الكاثوليك في مختلف أنحاء المنطقة ممن يأملون في قدر أكبر من القبول بوجودهم.

في قطر على سبيل المثال، مسموح ببناء الكنائس، لكن الكاثوليك يقولون إنهم يشعرون بأن عليهم قيودا خارج أماكن العبادة.

وأقيمت أول كنيسة في قطر وتضم ثلاثة آلاف مقعد في عام 2008 في مجمع ديني مسوَّر يطلق عليه مجمع الأديان على المشارف الجنوبية للعاصمة. وفي المجمع نقطة تفتيش أمنية دائمة.

وقال قس الأبرشية "رالي جونزاجا": "نتمتع بالحرية ونستطيع إقامة الشعائر، لكن الشرط هو أن نفعل هذه الأشياء داخل المجمع فقط".

ولم ترد وزارة الخارجية القطرية على طلب التعليق.

وبناء الكنائس مسموح به أيضا في سلطنة عمان والكويت والبحرين، لكنه محظور في السعودية.

ويحضر بعض الكاثوليك صلوات جماعية في منازل أو سفارات في الرياض، ويقولون إنها مراقبة، لكن السلطات تتغاضى عنها بشكل كبير.

ولم يرد مكتب الاتصالات في الحكومة السعودية على طلب التعليق.

وقال أحد المصلين إنه ذكر لحارس بوابة المجمع كلمة سر كي يحضر قداسا يقام في السفارة بانتظام. وقال: "المكان آمن ويتمتع بالحماية لكنني لا أتحدث عنه مع زملائي".

اتصالات سعودية

بعثت اتصالات أجرتها السعودية مع ممثلين مسيحيين في الآونة الأخيرة الأمل في نفوس المسيحيين في حدوث تغيير.

ففي العام الماضي اجتمع الملك "سلمان بن عبدالعزيز" مع رئيس المجلس البابوي للفاتيكان لإجراء حوار بين الأديان في الرياض.

وذكرت وسائل الإعلام السعودية أيضا أن بطريرك الموارنة اللبنانيين زار السعودية لمناقشة التسامح الديني ومكافحة التطرف.

ووعد الأمير "محمد بن سلمان" ولي عهد السعودية بإجراء حوار بين الأديان ضمن إصلاحاته الاقتصادية.

واجتمع مع رئيس الكنيسة الإنجيلية في لندن في العام الماضي، وزار أيضا الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة الخاصة بالأقباط الأرثوذكس أكبر طائفة مسيحية في مصر.

ويقول ولي العهد إنه يؤيد الإسلام الوسطي المعتدل والمنفتح على العالم وعلى مختلف الديانات والثقافات والشعوب.

ويقول الكاثوليكي "طوني الراهي" الذي انتقل إلى السعودية من لبنان في عام 1994 إن اتجاهات المواطنين السعوديين العاديين تتغير مع الإصلاح، وأضاف: "عليهم أيضا أن يسبحوا مع التيار".

وقال إن الكاثوليك لا يشعرون بالراحة وهم يرتدون الصلبان، لكن أسرته سمحت لوسائل إعلام بتصوير الأيقونات المسيحية في منزلها وهو لم يعد يخشى "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" التي تقلص دورها مما أدى لتخفيف القيود الصارمة على السلوك العام.

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

الخليج السعودية الإمارات مسيحيين أقباط كاثوليك فرنسيس