إماراتيون وأمريكيون يعذبون سجناء يمنيين بشاكيرا والمفتاح

الجمعة 1 فبراير 2019 05:02 ص

لم يكونا من الحوثيين أو حلفاء لإيران، بل كانا على حد وصفهما "من المقاومة".. لم يتم تعذيبهم للسؤال على معلومات تفيد حرب التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات في اليمن.. بل في كثير من الأحيان عذبا فقط دون طرح أي أسئلة عليهما..

"عبدالسلام ناصر الحسيني"، و "سلفاتور" (اسم مستعار قدمه به كاتب التقرير)، سجينان سابقان، نشر الصحفي "سبنسر أكرمان" شهادتهما عن التواجد الأمريكي والإماراتي في غرف التعذيب في السجون اليمنية، في تقرير مطول بصحيفة "دايلي بيست".

يتذكر "سلفاتور" كيف كان المحقق الأمريكي "جون" يهمس للمحقق الإماراتي ليقوم هذا بدوره في توجيه السؤال للمعتقل البائس الجالس أمامهما معصوب العينين ومقيد اليدين، لتبدأ بعد ذلك جلسات التعذيب؛ حيث ينادي المحقق زملاءه بألقابهم ويخبرهم "تعرفون مهمتكم".

"أحد هؤلاء الزملاء يعرف بلقب هتلر، وكان يقوم بتعريضي للصعقات الكهربائية، وكانوا يجردوني من ملابسي تماما ويضربوني بقسوة"، يروي "سلفاتور" ملامح مما عاناه في قاعدة التحالف العربي بمنطقة البريقة في مدينة عدن جنوبي اليمن.

أما "الحسيني"، الذي شارك في القتال ضد الحوثيين قبل أن يتهمه الإماراتيون وشركاؤهم اليمنيون بتشويه التحالف على "تويتر" مع أنه لا يملك حسابا عليه، فيسترجع تفاصيل التحقيق معه عدة مرات على مدى أسبوعين قضاهما في قاعدة التحالف، مستعرضا كيف جردوه من ملابسه وأشعلوا أدوات كهربائية كان يستطيع تمييز بريقها من خلف عصابة العينين، لكنه تذوق ألمها عندما ضربوه بها تحت إبطيه وأجزائه الحساسة، على حد قوله.

وبعد أسبوعين توقف الإماراتيون عن التحقيق مع "الحسيني" لكنهم لم يتوقفوا عن ضربه: "كانوا يأتون إلى زنزانتي ويعلقوني من يدي ومن ثم ضربي.. في بعض الأحيان كانوا يجروني من زنزانتي وركلي على أجزائي الحساسة -ولا أزال أعاني من آثار ذلك حتى الآن- بدون أن يطرحوا أي سؤال".

شاكيرا والمفتاح

يقول "الحسيني" إن الإماراتيين كان لديهم أداة تسمى "المفتاح" يستخدمونها في انتهاك أعراض المعتقلين، مضيفا: "كان السجناء يعودون إلى الزنازين وهم ينزفون.. لقد عانى الكثير من السجناء من المفتاح.. كانوا يظلون بعد الانتهاك الجنسي ينزفون ليومين أو ثلاثة أيام".

ومع أن "سلفاتور" لم يعان من "المفتاح" إلا أن المحققين كانوا يجردونه من ملابسه ويهددنه بالاغتصاب، على حد قوله.

 ووصف محامو المعتقلين كلبة داخل قاعدة التحالف لتهديد المعتقلين، اسمها "شاكيرا"، قال "الحسيني" إنها "كانت ضخمة بحجم حمار.. وكانوا يستخدمونها للتخويف..  فإن لم تتحدث كما يريدون يطلقونها عليك". في معظم الحالات كان الحرس يمسكون بزمامها إلا أنه يعرف عن حالة مزقت فيها الكلبة بطن وصدر معتقل.

ووصف "سلفاتور" الكلبة "شاكيرا"،  قائلا: "تشعر بأنفاسها قريبة منك.. وكانت غاضبة وتشعر أنها تريد أكلك.. وهو نوع من التخويف ولم تعضني ولكنها عضت أشخاصا آخرين".

وفي ديسمبر/كانون الأول، اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن عناصر في الجيش الأمريكي يعملون بشكل رسمي في السجون اليمنية، مؤكدة على أنه "لا تقوم القوات الأمريكية بعمليات اعتقال في اليمن، لكنها تقوم بتحقيقات أمنية مع المعتقلين في معتقل مشترك".

ويقول "سلفاتور" إن المحققين الأمريكي والإماراتي لم يسألاه عن الحوثيين الذين كان يعمل مع المقاومة ضدهم بمنطقة أبيان، بل كانوا يسألونه عن رجل اعتقل معه من قبل، ويعتقد "سلفاتور" أنه ذهب للقتال مع "الجهاديين" في العراق. وقال: "كان ذلك الرجل مهما للأمريكيين".

ويعلق "أكرمان" بقوله: "ولهذا السبب تقوم الولايات المتحدة باستخدام التحالف السعودي الإماراتي الذي يقاتل الحوثيين لملاحقة القاعدة والفروع التابعة لها".

وأجمع السجينان السابقان على الحضور الأمريكي الواضح في السجون المتعددة بعدن؛ حيث شاهدا أمريكيين بالزي العسكري والشارات والعلم الأمريكي. يقول "الحسيني" إنه شاهد رجالا غربيين بزي عسكري في قاعدة التحالف بعدن وفي سجن "بير أحمد"، يشبه زيهم ذلك الذي عادة ما يرتديه الجنود الأمريكيون، ووصفهم بـ"الطوال والكبار والضخام". وسمع من بقية المعتقلين أنهم متعهدون على ما يبدو؛ أي من موظفي "بلاك ووتر". 

وأوضح "أكرمان" في تقريره أنه استطاع مقابلة "سلفاتور" و"الحسيني" من خلال منظمة حماية السجناء "ربيريف".

المصدر | الخليج الجديد + دايلي بيست

  كلمات مفتاحية

الإمارات اليمن أمريكا سجون تعذيب شاكيرا المفتاح