مرض مؤلم يصيب النساء فقط ولا علاج له.. اعرفي ما هو

الجمعة 1 فبراير 2019 07:02 ص

يعد "انتباذ بطانة الرحم" مرضا يصيب النساء فقط، ويرتبط بالدورة الشهرية؛ حيث توجد بأجزاء عدة من جسم المرأة أنسجة أشبه بنسيج بطانة رحمها، وقد توجد في قنوات فالوب وفي الحوض والأمعاء والمهبل والأمعاء الدقيقة، وهو الداء الذي لم يتم التوصل إلى علاج فعال وجذري له رغم التقدم الطبي الذي تم التوصل إليه في عصرنا الحالي.

وأحيانا تصل تلك الأنسجة الشبيهة ببطانة الرحم إلى الرئتين والعينين والعمود الفقري والمخ؛ ما يهدد صحة وحياة المرأة في بعض الأحيان عند التأخر في اكتشاف الأمر.

ويُعد الطحال الجزء الوحيد في الجسم الذي لا توجد به هذه الأنسجة.

وتشمل أعراض هذا المرض الشعور بألم شديد في الحوض والإرهاق لفترات طويلة.

ويصيب هذا المرض نحو 176 مليون امرأة في العالم؛ حيث يصيب هذا المرض واحدة من كل عشر نساء في عمر الإنجاب.

ورغم ذلك، يجري تخصيص قرابة 6 ملايين دولار لتمويل أبحاثه سنويا، في حين أن أبحاث اضطرابات النوم، على سبيل المثال، تتلقى أكثر من 50 ضعف هذا المبلغ.

وأظهرت دراسة شملت عشرة بلدان مختلفة أن هذا المرض يُكلف المريضة الواحدة 9 آلاف و579 يورو سنويا في المتوسط تنفق على الرعاية الصحية وما يتعلق بقلة الإنتاجية وجودة الحياة؛ أي ما يصل لنحو 26 يورو في اليوم، ناهيك عن احتمال تسببه في العقم، وأن الألم في حد ذاته قد يعرض المرضى لمشكلات أخرى.

وتقول المتخصصة في أبحاث الألم بجامعة أوكسفورد "كيتي فينسنت": "لدينا أدلة على أن التعرض للألم الشديد يؤثر على الجهاز العصبي المركزي ويُغير استجابة المرء للألم مستقبلا ويجعله أكثر عرضة لاضطرابات أخرى ذات ألم مزمن".

وبالنسبة لمن تظهر عليهن أعراض المرض، وهناك مصابات كثيرات يعشن دون ظهور أعراض المرض، يعد الألم الحاد في منطقة الحوض هو العرض الأبرز دون وجود سبب بدني واضح، مما يزيد المرض غموضا.

بداية اكتشاف المرض

ويرجع الفضل في اكتشاف مرض "انتباذ بطانة الرحم" مجهريا للعالم التشيكي "كارن فون روكيتانسكي" عام 1860، وإن اختلف البعض في ذلك مؤكدين اكتشاف المرض قبل ذلك.

وقد سُجلت أعراض تشبه المرض منذ القدم وأطلق عليها القدماء اسم "هستيريا" النساء، وكلمة هستيريا نفسها مشتقة من لفظ "رحم" باللغة اللاتينية.

وكشفت دراسة حول آلام الحوض في الأدبيات الطبية أن كثيرا من الحالات غُض البصر عنها باعتبارها مجرد انفعال هستيري، بينما كانت على الأرجح حالات "انتباذ لبطانة الرحم".

وتقول الدراسة: "المعنى الأصلي للتقلصات الهستيرية خلال تلك الحقبة اختص غالبا بنساء سقطن على الأرض بطريقة معينة، وربما كان بسبب الألم الحاد في البطن".

وحتى الآن ما زال سوء الفهم حول هذا المرض شائعا؛ فالمرض مبهم ولا علاج له وقد يستغرق تشخيصه عقدا كاملا.

لا حلول سحرية

وحتى بعد التشخيص لا يكون من السهل التحكم في أعراض المرض. ويقول بعض الأطباء للمريضة إن الحل يتمثل في الإنجاب، وهو أمر غير منطقي نظرا لأن المرض قد يتسبب في العقم من الأساس، كما أن التحسن يقتصر على فترة الحمل والإنجاب فقط.

وفي لقاء بمجلة "فوغ" الأمريكية، أشارت الكاتبة "لينا دانهام" إلى أن إزالة الرحم قد يكون علاجا محتملا للمرض. لكن هذا الخيار صعب، كما أن التهتكات بالأنسجة تقع خارج الرحم وليس داخله، وبالتالي لن تنتهي المتاعب بإزالة الرحم.

ونظرا لأن تهتك الأنسجة البطانية يتأثر بهرمون الإستروجين فكثيرا ما يكون العلاج الهرموني هو الخيار الأول. لكن ذلك قد يساعد الحالة على التحسن ولا يشفيها تماما، ويتسبب في أعراض جانبية.

ويلجأ البعض إلى قطع الطمث عبر التدخل طبيا، لكنه ليس خيارا طويل الأمد لتسببه في هشاشة العظام، خاصة لدى الشابات.

وبخلاف ذلك، لا توجد بدائل باستثناء المسكنات التي تقلل الأعراض فقط ولا تعالج المشكلة، علاوة على الأعراض الجانبية.

والآن، يتمثل الحل في انتشار الوعي بين الأطباء والمرضى فيما يتعلق بآلام الحوض. فحتى الآن يُساء تفسير أعراض المرض وتشخيصه؛ مما يُحمِّل المريضة عبئا ثقيلا بدنيا ومعنويا، فضلا عن التكلفة المادية التي لا تستطيع كثيرات تحملها.

  كلمات مفتاحية

المرأة الدورة الشهرية انتباذ بطانة الرحم الرحم