على مسافة تبعد 130 كم عن العاصمة المصرية القاهرة، تحتضن مساحات شاسعة من الكثبان الرملية إحدى أكبر البحيرات الطبيعية في مصر، ليتحول الموقع عنوانا لممارسة رياضة التزلج على الرمال في البلاد.

والتزلج على الرمال، نوع من الرياضات التي تستخدم ألواحا تشابه تلك المستخدمة في التزلج على الجليد، إلا أنها تمارس على الكثبان الرملية، وتنتشر في المناطق الصحراوية والوديان، ولها متابعون ومشجعون في العالم.

وتحولت الكثبان الرملية في منطقة وادي الريان بمحافظة الفيوم (وسط مصر)، عنوانا لممارسة رياضة التزلج على الرمال، إذ باتت تجتذب آلاف الشباب من عشاق السفاري في البلاد.

ومؤخرا أعلنت جامعة الفيوم تنظيم مهرجان سنوي لممارسة رياضة التزلج على الرمال، بمشاركة مئات الشباب من مختلف الجامعات المصرية، في ديسمبر/كانون الأول من كل عام.

ويقول "محمد علي"، طالب بجامعة بني سويف (وسط)، بحسب "الأناضول"، إن فصل الشتاء هو الأنسب لممارسة رياضة التزلج على الرمال، لأن منطقة وادي الريان تتسم بارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة صيفا.

ويضيف "علي" أنه يمارس التزلج على الكثبان الرملية برفقة زملائه مرة كل شهر، إذ يتنافسون في قوة الاتزان وعدم السقوط على الرمال، وهي مقاييس المهارة في احتراف هذه الرياضة.

ويؤكد أن انخفاض تكلفة ممارسة التزلج في مصر يجعلها تجتذب آلاف الشباب، إذ تبلغ قيمة تذكرة دخول منطقة وادي الريان حوالي 10 جنيهات، بما يعادل 0.05 دولار، أما أجرة ألواح التزلج فقيمتها 5 جنيهات، أي حوالي ربع دولار فقط.

وعادة ما تستخدم في رياضة التزلج على الرمال ألواح خشبية مصنوعة من "الفورميكا" أو "اللامينكس"، يتم دهانها من الأسفل بمادة الشمع، لتسهيل عملية التزلج على الكثبان الرملية الناعمة.

وتسهم هذه الرياضة حاليا في انتعاش السياحة الداخلية في المحافظة، كما لفتت الأنظار أيضا إلى سياحة البيئة، إذ تمتاز الفيوم بالجمع بين الصحاري والوديان، ما يجعلها جاذبة لعشاق السفاري والتزلج على الماء والرمال.

وتمتاز مصر بسياحة السفاري، إذ تنتشر المناطق الصحراوية والجبلية في عدة محافظات، كما توجد عدة بحيرات طبيعية وواحات تتخلل الجبال، ما يوفر عناصر المتعة والمغامرة لهواة هذا النمط من الرحلات البرية.

وتتسع البلاد لمساحات الكثبان الرملية، أبرزها منطقة بحر الرمال العظيم قرب واحة سيوة (غربي مصر)، ومنطقة القطانية بالواحات البحرية (غرب)، وكثبان الصفراء وهدودة في سيناء، شمال شرق البلاد.